آلاف يتدفقون إلى سريبرينيتسا لإحياء ذكرى المجزرة---

تستقبل بلدة سريبرينيتسا اليوم الاثنين الاف المواطنين البوسنيين والعشرات من رؤساء الدول وكبار المسؤولين الدوليين وذلك لحضور مراسم تشييع جثامين مئات الشهداء الذين قضوا في مذبحة مروعة حدثت في مثل هذا اليوم من عام 1995 .
تودفق الاف الاشخاص الى شرق البوسنة في الذكرى الـ 16 للمجزرة التي ارتكبت بحق المسلمين، حيث ستجري مراسم دفن رفات 613 من الضحايا عثر عليها في مقابر جماعية وتم تحديد هوياتهم منذ سنة.

وجاء حوالى ستة الى ثمانية الاف شخص سيرا على الاقدام اعتبارا من مساء امس الى نصب بوتوكاري قرب سريبرينيتسا حيث ستجري مراسم الدفن، وعلى مدى ثلاثة ايام وعلى مسافة 110 كلم سلكوا الطريق الذي سار عليه المسلمون البوسنيون اثناء فرارهم في تموز 1995 هربا من القوات الصربية بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش، وذلك ضمن برنامج التطهير العرقي الذي نفذه الجيش الصربي ابان الحرب البوسنية التي اندلعت في عام 1992 .
وسيشارك في احياء ذكرى المجزرة العضوان المسلم والكرواتي في الرئاسة الجماعية البوسنية بكر عزت بيغوفيتش وزيلييكو كومسيتش وكذلك الرئيس الكرواتي ايفو جوسيبوفيتش.
من جهتها، كشفت لجنة البحث عن المفقودين في البوسنة والهرسك في بيان لها اليوم ان اصغر الضحايا الذي سيتم دفن رفاتهم اليوم صبي يبلغ من العمر 11 عاما فيما ان اكبرهم كان عمره 82 عاما عندما قام الجنود الصرب باعدامه رميا بالرصاص، وفتاة كانت تبلغ 20 عاما أعدمت هي الأخرى مع ثمانية الاف مسلم اخرين قضوا في تلك المجزرة البغيضة.


وفي المقبرة ذاتها، سبق ان دفن 4524 شخصا نبشت رفاتهم من ضحايا المجزرة خلال مراسم سابقة.
وأوضح البيان ان رفات الضحايا الذين سيتم دفنهم اليوم تم جمعهم من مقابر جماعية متفرقة كان الجيش الصربي اخفى جثثهم فيها مبينا ان التعرف على الضحايا تم بواسطة تعريف الحمض النووي لكل ضحية تم استخراجها من تلك المقابر.
كما تشهد المدينة تحضيرات واستعدادت كثيفة في سبيل القيام بدفن رفات الشهداء.
وكان عزت بيغوفيتش قد اعلن السبت ان "سريبرينيتسا تعتبر الجرح الاعمق لمسلمي البوسنة. انها وصمة سوداء على ضمير المجموعة الدولية ووصمة سوداء على ضمير هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجريمة".
وياتي ذلك بعد توقيف ملاديتش الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة في 26 ايار، ونقله الى سجن محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة حيث ينتظر بدء محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة.
ويعتبر راتكو ملاديتش الذي كان فارا منذ 16 عاما، والزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش الذي اوقف عام 2008، ابرز مسؤولين عن المجزرة التي اعتبرتها الهيئات القضائية الدولية ابادة.
من الجدير بالذكر ان البوسنة والهرسك تنظم في مثل هذا اليوم من كل عام مراسم تأبين تحيي من خلالها ذكرى مجزرة (سريبرينيتسا) وذلك تخليدا لضحايا المجزرة والذي يتم العثور عليهم في كل عام ضمن عمليات البحث المتواصلة عن المفقودين في الحرب البوسنية.

بوركتِ أختي أم حفصة ...

جزاك الله خيرا على الموضوع