هذا هو عنوان لقاءنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك
فسفينة المجتمع المصري تتعرض الآن لفتن حقيقية، ويجب أن نعلم جميعاً أننا ركاب هذه السفينة الواحدة؛ المسلمون والأقباط يركبون هذه السفينة الواحدة فإن غرقت غرق الجميع وإن نجت نجى الجميع؛بل إن هلكت سيهلك كذلك الصالحون مع الطالحين فلا ينبغي أن يتوهم أحد أن النجاة له وحده.
نعم
سيكون ذلك كذلك إن شاء الله تعالى إن مات على الدين ومات على هذه النية يُبعث إن شاء الله بين يدِ ربه على هذه النية
قال تعالى : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً(25)}الأنفال وفي الصحيحين من حديث أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم
دخل عليها يوماً فزعاً وفي لفظٍ استيقظ من نومه يوماً عندها فزعاً وهو يقول بأبي وأمي وروحي : [لا إله إلا الله لا إله إلا الله ويلًُ للعرب ويلًُ للعرب من شرٍ قد اقترب فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعيه السبابة والإبهام فقالت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟. قال نعم إذا كثر الخبث].
وانا أقسم بالله لقد كثُر الخبث ولا ينبغي أن يظن أحد أنه ما دام صالحاً في نفسه ينظر إلى هذا الخبث ويهُز كتفيه ويمضي وكأن الأمر لا يعنيه أنه بمعزل عن الخبث أو بمعزل عن الهلاك بمعنى أدق بل لابد أن يصيبه الهلاك أيضاً.
قال الصديق رضي الله عنه الذي خشيَ يوماً من هذا الفهم المقلوب لقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (105)}المائدة.
ارتقى الصديق المنبر يوما وقال : (أيها الناس أنكم تقرأون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس إذا رأو المنكر ولم يغيروه يوشك أن يعمهم بعقاب منه). وفي رواية حذيفة [ثم يدعونه فلا يُستجاب لهم] والحديث رواه أحمد وأبو داوود والترمذي بسند صحيح
أيها الأفاضل
أؤكد بعد هذه المقدمة المختصرة أننا جميعا من المسلمين والأقباط نركب سفينة واحدة لا ينبغي للعقلاء والحكماء أن يتركوا السفهاء من المسلمين والأقباط أن يتسببوا في إغراق هذه السفينة أو إحراقها.
فانا أدين لله بأن أخطر فتنة تتعرض لها مصرنا هي الفتنة الطائفية ولا يجوز أبداً لعقلاء وعلماء هذه الأمة وهذا البلد الحبيب إلينا جميعاً أن يسمحوا للسفهاء من أي طائفة من الطائفتين أن يُدمروا هذا البلد أو أن يُغرقوا هذه السفينة أو أن يحرقوا فيها وعلى أرضها وترابها الأخضر واليابس.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري وسنن الترمذي من حديث النعمان بن بشير أن البشير النذير صلى الله عليه وسلم قال: [ مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أن خرقنا في نصيبنا خرقاً حتى لا نؤذي من فوقنا] هذا هو السفه وهذا هو الخلل وهذا هو الخبل وهذا هو الاستعجال وعدم النظر إلى المآلات للأقوال والأفعال الكل الآن ينظر ويتكلم وسقف حرية التعبير لا منتهى له الآن في مصر
وأصبح الكثيرون يوظف هذه الحرية توظيفاً سيئاً مختلً فهو يتكلم بلا تدبر لما يقول أو يفعل بلا نظر لمآلات هذا الفعل وما يترتب عليه المهم أنه يعتقد ويتصور أنه يخدم الدين أو يخدم البلد أوردها سعد وهو مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل فالحماس والإخلاص لا يكفيان بل يجب أن يكون الحماس والإخلاص منضبطين بضوابط الشرع حتى لا نفسد ونحن نريد الإصلاح وحتى لا نضر ونحن نريد النفع
يقول صلى الله عليه وسلم : [فقال الذين في أسفلها لو أن خرقنا في نصيبنا خرقاً حتى لا نؤذي من فوقنا يقول لو تركوهم وما آرادوا لهلكوا جميعاً ولو أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعاً]. إن لم يأخذ الصالحون والعلماء والحكماء والعقلاء على أيدي السفهاء أياً كان انتماؤهم وأياً كانت طائفتهم فستغرق سفينة المجتمع بأسرها سيغرق الصالحون والطالحون وسيغرق العلماء والحكماء والسفهاء والمفسدون.
لابد أن نكون على فهم دقيق ووعي عميق بما يحاك لمصر الآن.
وأنا أتابع وأقرأ ورب الكعبة أقرأ كلاماً يخلع القلب وقد لا يتصور كثير من شبابنا حجم المؤامرة التي تُحاك لديننا ثم لأمتنا ثم لمصرنا خاصة.
لقد اطلعت على تقارير مقدمة للكونجرس الأمريكي على يد هذا الصهيوني المتأمرك "برنارد لويس" وهذا كلام معاصر لقد طرح هذا الصهيوني المأمرك "برنارد لويس" خطة واضحة المعالم لتقسيم العالم الإسلامي والعربي كله إلى دويلات وكنتونات؛وأود أن أضع شبابنا على حجم هذه الخطة وخطرها!!
وأقول: لقد طُرحت خريطة مصر؛ وانتبهوا لهذا!!
لقد طُرحت خريطة مصر في جلسة سرية مغلقة على الكونجرس الأمريكي بيد هذا الأمريكي أو الصهيوني المتأمرك، عُرضت هذه الخريطة لدولة مصر واقتُرح أن تُقسّم مصر إلى أربع دول؛ انتبهوا يا شباب الصحوة!!
الخريطة موجودة بالفعل لتقسيم مصر إلى أربع دول ولتقسيم فلسطين إلى كنتونات ولتقسيم سوريا والسودان إلى أربع دول وإلى تقسيم العراق إلى دولتين.
وها أنتم رأيتم السيناريوهات والخطط قد نُفذت بالفعل على أرض الواقع في العراق، وتجري الخطط الآن بإحكام في كثير من بلاد المسلمين.
نعم.. لقد صرح رئيس المخابرات اليهودي علناً في الكنيست بأنهم نجحوا باختراق مصر بإشعال نار الفتنة الطائفية.
آلعاقل مسلم أو آلعاقل قبطي يعيش في مصر بعد هذا؛ وأنا لا أذيع سراً .. فمن تابع من شبابنا ما يجري الآن على أرض الواقع لعلم أن ما أقوله الآن ليس سراً يُذاع لأول مرة.
هل لعاقل يعيش على هذه الأرض المباركة وعلى هذا الثرى الطاهر أرض مصر؛؛ نعم.. مصر يا إخواني مستهدفة، وهي أول دولة عربية إسلامية مستهدفة.
لماذا مصر؟ لأن مصر هي كنانة الله في الأرض.
لماذا مصر؟ لأن مصر هي القلب النابض للأمة الاسلامية والعربية.
لو قُتل هذا القلب وطُعن هذا القلب وتوقف هذا القلب لمات الجسد كله مهما كان يملك من إمكانيات وطاقات.
الأمة الإسلامية والعربية بكل ما تملكه من طاقات وإمكانيات لا تأثير لها بدون هذا القلب النابض بالحياة بدون مصر.
مصر يا شباب الصحوة أرض الأنبياء، أرض الأولياء، أرض العلماء، أرض الشهداء، أرض الأتقياء، أرض الجهاد.
مصر هي الصخرة الحقيقية التي تحطمت عليها سيوف ورماح أهل الشرك على مدى التاريخ كله.
مصر الكنانة التي أوصى بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث أبي ذر: [إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما]
وأقف مأخوذاً مندهشاً أمام قول الفاتح العظيم أمام قولة عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي رأى مصر وعرف مقدراتها وعرف قامتها وقيمتها وقدرها فقال عمرو كلمات تكتب بالذهب بل أغلى من الذهب قال : (ولاية مصر تعدل) يعني تساوي (الخلافة) (ولاية مصر تعدل الخلافة).
انتبهوا يا شباب مصر!!
ولاية مصر تعدل الخلافة ؛ من حكم مصر كأنه يحكم الأمة.
لماذا؟
لأني ذكرت لحضراتكم الآن أن مصر هي القلب وأن مصر هي البوابة الحقيقية للأمة كلها؛ إما أن تُصدر الخير وإما أن تُصدر الشر.
والتخطيط لهذا البلد منذ القديم
وأنا أقول كلمات أرجوا أن أكون صائباً فيها..
أقول: من خلال قراءاتي للتاريخ وللتأريخ.. أقول لو تعرضت بلد لمثل ما تعرضت له مصر من مؤامرات ما وجد لها على وجه الأرض من سبيل.
لو تعرضت بلد لمثل ما تعرضت له مصر ما وجد لها على وجه الأرض من سبيل.
مصر مستهدفة وأخطر فتنة لتفتيها وتمزيقها بل وشلّها وقتلها (الفتنة الطائفية)تلك الفتنة التي تُدمر الأخضر واليابس.
وأنا أقول: هناك الآن بعد فتنة إمبابة.. هناك الآن وقد اخبرت المسئولين بذلك في كلام صريح واضح .. هناك الآن أكثر من قنبلة موقوتة في أكثر من مكان في مصر لتتفجر نار الفتنة الطائفية مرة أخرى وثانية وثالثة ورابعة وعاشرة إن لم يقف العقلاء والحكماء الآن وقفة صادقة لله جل وعلا لوأد هذه النار ولاقتلاع جذور الفتنة من القرار.
فالفتنة كما سأُبين لن تُحل أبداً بالتقاء المشايخ أصحاب اللحى مع القساوسة ولتصور كاميرات الإعلام!!
هذا خلل!!
هذا خلل في الطرح ..!
لن تُحل الفتنة أبداً برفع الصليب مع الهلال!!
أنا لا أقبل كموحد أن أرفع صليب قط!!
فليس معنى أنني أدعوا الآن إلى وأد الفتنة أن أتنازل عن أصل من أصولي أو عن ثوابتي أو عن هويتي أو عن اعتقادي ولا ينبغي أن يلومني مخلوق على وجه الأرض على ذلك!
لكن تعالوا أيها العقلاء تعالوا أيها المنصفون لنقتلع جذور الفتنة من أساسها إن أردتم الحل وأردتم أن ننظف الجرح مما فيه من عفن ونتن لنضع الضمادة على الجرح وهو نظيف أما إن وضعنا الضمادة على الجُرح ولا زال يحمل خبثه وعفنه فسرعان ما ينفجر وسوف ينفجر وسيظل ينفجر مرات ومرات والله أعلم هذه المرة قُتل ما يزيد الآن على الثلاثين وليس اثنى عشر كما قيل قتل ما يزيد على الثلاثين قُتل ثمانية وثلاثون من المسلمين والأقباط وجرح ما يزيد على الثلاثمائة منهم من هو صاحب جراحات خطيرة هذا حادث وأنتم تابعتم ما حدث قبل ذلك في قرية صول والمرشح بعد ذلك كثير لكن الله جل وعلا وحده يعلم ما هو حجم كل فتنة وحجم كل محنة وحجم كل نار ستشتعل بسبب الفتنة الطائفية في مصر بعد ذلك.
يتبع إن شاء الله