أخي الكريم البيان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتحفتنا بدررً تفوح عطراً وتكسب أجراً
ويكفي حروفي فخراً بمجر مرورها عليها
فلا حرمك الله أجرها في الدارين
ولعلك تأذن لي بان أدلي بدلوي بخصوص هذا الموضوع
نقرأ كثيراً عن الصبر ولكن ما هي الصورة الصحيحة له
الصبر هو حبس النفس عن الجزع واللسان عن الشكوى والجوارح عن لطم الخدود وشقالثياب ونحوهما
والصبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام
أولا:الصبر على الطاعات: فالعبد محتاج إلىالصبر على الطاعات لأن النفس بطبعها تنفر من التكليف
ثانياً :الصبر عن المعاصي: وما أحوج العبد إلىذلك إذ النفس أمارة بالسوء
ثالثاً :الصبر على المصائب وهى كثيرة مثل موتالأحبة وهلاك الأموال وزوال الصحة وغيرها
ومن أعلى مراتب هذا الباب الصبر علىأذى الناس
قال تعالى: ( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِالأُمُورِ )
وقال تعالى: ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ )
وقد وعد الله الصابرين بأنه معهموجمع للصابرين أمورًا لم يجمعها لغيرهم
فقال تعالى: ( أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌمِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
ومن حسن الصبر ألا يظهر تأثير المصيبة على المصاب
قال تعالى ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـاإِلَيْهِ رَاجِعونَ
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌوَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
ولقد ذكر الله تعالى الصبر في القرآن الكريم في نحو من تسعين موضعًا
وأضافإليه أكثر الخيرات والدرجات وجعلها ثمرة له
فقال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْأَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَايُوقِنُونَ)
وقال تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِيإِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ)
قال عز وجل: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْأَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
فما من قربة إلا وأجرها بتقديروحساب إلا الصبرولأجل كون الصوم من الصبر
قال تعالى في الحديث القدسي: "كل عملابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"،
فلننظر إلى مكاننابين الصابرين ولنغتنم هذا الأجر العظيم
فإن الشكوى لن تغير من الحال شيئًا،والصبر سيورثنا الثناء والثواب..
فالصبر الصبر عسى أن يوفينا ربنا أجرنا بغير حساب(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ )
والحديث حول هذا الباب يطول ولعلى أكون اختصرت وأجدت
هذا فان أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي والشيطان
وتقبلوا جل احترامي وتقديري
أخوكم
أســ الشوق ــير