الإنكار على الزوجة
تأمل أخي المسلم، تأمل أيها الزوج الكريم، إلى هذا الحديث العظيم في الصحيحين (عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها أخبرته أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخله فعرفت في وجهه الكراهية.. فقلت: يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ماذا أذنبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال هذه النمرقة، قلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يُعذبون فيقال لهم أحيوا ما خلقتم، وقال إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة).
تأمل أخي الكريم كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما وجد منكراً عظيماً في بيته وهي الصور التي علقت في بيته والتي علقتها زوجته عائشة رضي الله عنها، انظر كيف قام بإنكار هذا المنكر الكبير. تجد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسكت على هذا المنكر بل أنكر لكن. انظر إلى طريقة الإنكار من الزوج على زوجته (قام على الباب فلم يدخله فعرفت في وجهه الكراهية). هذا الإنكار الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم من أجل هذا المنكر، فهو لم يقم بسب عائشة ولم يقم بضربها أو الصراخ أو العويل، حاشاه صلى الله عليه وسلم. فتخيل بعض الأزواج عندما يجدون الأخطاء على زوجاتهم وأحياناً أخطاء بسيطة ويسيرة ومع ذلك يقيمون الدنيا فيسبون ويصرخون وقد يضربون الزوجة ضرباً عظيماً، وقد يطلقون الزوجة ثم الأمر يكون يسيراً وبسيطاً بل وأحياناً لم يتثبتوا من الخطأ أو سبب فعل الزوجة لذلك. ولهذا تجد النبي صلى الله عليه وسلم يسأل (ما بال هذه النمرقة؟)، يسأل عن هذه النمرقة ثم بين لها حكمها، فتلقت ذلك الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم بالطاعة، فقالت في بداية الأمر (أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت؟)، فينتهي المنكر بأسلوب سهل. فهل نتعلم الإنكار بالأسلوب المناسب خاصة مع الزوجة.
الدكتور / شاكر بن أحمد إمام