البعـض يتعـمد أن يكسر الكأس ..
ويسكب اللبن..
كي يمارس هـواية البكاء على اللبن المسكوب!!
(1)
تُرى إذا كانت قلوبنا هي الكأس المكسورة
ومشاعرنا هي اللبن المسكوب
فكم مرة كُسرت تلك الكأس؟
وكم مرة سُكب ذلك اللبن؟
(2)
في لحظات الحب الصادقة
نفتح لهم أبواب قلوبنا
ونهبهم الحب بلا تردد
ونمنحهم الأمان بلا حدود
ونغمض أعيننا على حلمنا الجميل بهم
ونعيش لهم ومن أجلهم
ونحسن إليهم قدر استطاعتنا !!
(3)
وفي غمرة الحب
وغمرة الحلم..وغمرة العطاء
ننسى اتقاء شر من أحسنا إليهم
ونغمض أعيننا على طيفهم الجميل
آمنين..مطمئنين لهم
ولا يوقظنا من لذة أحلامنا معهم
سوى طعنة الغدر التي تستقر في قلوبنا
وصوت انكسار أحلامنا الذي يهز أركاننا !!
(4)
وتنكسر الكأس
وينسكب اللبن
ويصيبنا الموقف بالذهول
ويصعب علينا استيعاب الموقف
ويرعبنا تصور الحياة من دونهم !!!
(5)
ونبكي خلفهم كالأطفال
وننحني حزناً.. وننكسر ألماً
ونناديهم بأعلى صوتنا
ونرجوهم ألاّ يرحلوا
ونتوسل إليهم أن يعودوا
لكن لا مجيب !!
(6)
وبعد دوامة من الحزن
والضياع والألم
نعود إلى أنفسنا من جـديد
نبحث عن ذواتنا مرة أخرى
ونحاول جاهدين إصلاح أعماقنا
وترميم أحلامنا المكسورة
ونترك بقاياهم خلفنا
ونطوي صفحتهم إلى الأبد !!
(7)
وفي قمة نسيانهم
يعودون إلينا
يطرقون أبوابنا من جديد
يحاولون أحياء الحب الميت من جديد
ويسردون القصص الكاذبة
ويسردون أعذارهم الواهية
ويقدمون لقلوبنا اعتذاراتهم
المتأخرة جـــداً !!
(8)
وينتظرون منا !!
أن نفتح لهم أبوابنا من جديد
وان نحسن استقبالهم من جديد
وان نرقص لعودتهم فرحاً
وأن ننسى كل العــذاب
الذي عايشناه في غيابهم
وأن ننسى كل الدموع التي سكبناها عند رحيلهم !!
(9)
فمثل هـــؤلاء
يحبون أنفسهم كثيراً
ويظنون أن الحياة تتوقف في غيابهم
ويخيّل إليهم غــرورهم
أنهم سيملكون مفاتيح قلوبنا إلى الأبد
وأنهم يملكون حق العــودة إلينا متى شاؤوا
وأننا سنضيع أيامنا في انتظار إشارتهم الخضراء
كي ننطلق نحــوهم من جــديد
وأننا سنقضي عمرنا في البكاء على إطلالهم المهجورة !!
(10)
ولكنهم يذهــلون
ويصابون بشيء من الصدمة
حين يكتشفون أن الحياة مازالت مستمرة
وأن وجـودنا لم يعد في حاجة إلى وجــودهم
وأن قلوبنا الصادقة لم تعد تتسع لهم
وأن دموعنا عليهم قد جفت من زمن
وأن نصفنا الآخر لم يعد يشبههم في شيء
وأن صلاحيتهم قد انتهت لدينا تماماً !!
(11)
وعندها فقط
يتخبطون كما تخبطنا
ويطرقون أبوابنا كما طرقنا أبوابهم
ويبكون خلفنا كما بكينا خلفهم
لكن بكاءهم لا يجدي شيئا
لأنه يكون بكاء على اللبن المسكوب
عفــــواً !!
إذا كسرتم الكأس يوماً
فلا تحاولوا إصلاحها.
فلن تعود كما كانت أبداً
وإذا سكبتم اللبن يوماً
فلا تبكوا عليه
فلن ينفع البكاء على اللبن
المسكوب في شيء..
م / ن