منى : ( بتعجب وهي تتفرج على ثياب جارتها ولاء بداخل الدولاب ) ألا يوجد عندك بنطلون واحد ؟؟؟ لماذا يا ترى ؟؟
ولاء : (وهي تبتسم ابتسامة عريضة فتطل من عينيها السعادة ) حتى أعيش عزيزة ، وأموت عزيزة ، وأحشر يوم القيامة عزيزة في موكب العزيزة الطاهرة سيدة النساء البتول سيدة الحياء والعفاف والجمال التي رباها الحبيب صلى الله عليه وسلم ،
سأقتدي بها في الدنيا حتى أكون معها في الآخرة 00 فهل تتصورين أن الطاهرة البتول تقبل أن تلبس البنطلون أو البيجاما أو تلبس الملابس التي تكشف الكتفين00الخ ؟
منى : لا بالطبع ولكني لم أفهم ما علاقة الزي والملابس بالعزة ؟
ولاء : منى يا حبيبتي هذه الملابس التي لا تليق بالمسلمين هي زي خاص بالكفار قام الكثير من المسلمين الآن في مشارق الأرض ومغاربها بتقليدهم فيها وعم ذلك وطم حتى أننا أحياناً لم نعد نفرق بين المسلم و غير المسلم إذا رأيناهم في أي مكان !!؟؟
وتعدى التقليد في المظهر إلى العادات والأخلاق وهذا ما أراد أعداء الله الوصول إليه بنشر بضائعهم في بلاد المسلمين وفنهم الهابط عبر وسائل الإعلام فهم يريدون أن يصبح المسلم ذنبا لهم يقلدهم بكل ذلة وتبعة فهم يعلمون أنهم بذلك سيسودوا العالم وهذا هو واقعنا الأليم الآن 00 وقد تحقق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ــ يقصد اليهود والنصارى ـــ حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) راوه بخاري ومسلم
أليس هذا منتهى الذل والخزي والعار ؟
وأنا يا منى لا أريد أن أكون ممن يشملهم هذا الحديث والعياذ بالله! كما أني أريد أن أكون أعز وأشرف وأرفع من أقتدي بمن مآلهم نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى بل أقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أشد حياء من العذراء في خدرها .. وكان حريصاً على مخالفة أفعالهم ، فإنه حينما فرق شعره من جانب رأسه ثم علم أن ذلك يفعله الكفار قام وأعاد تمشيط شعره ، ثم فرقه من منتصف رأسه الشريف صلى الله عليه وسلم . .
وكم يعجبني الرجال المسلمين الذين يحافظون على زيّهم (الثوب العربي ) حتى عند سفرهم إلى ديار الغرب .
منى : يبدو أنني قد فهمتك الآن فالمسألة عندك مسألة مبدأ أكثر من أنها مسألة حلال أوحرام 0
ولاء : نعم بالتأكيد وإلا لرأيتيني قد ارتديت بلوزة واسعة طويلة وبنطلون فضفاض كما تفعل الكثيرات ممن ينتسبن إلى الإلتزام الآن (وبلهجة ساخرة ) المهم أن أحضى بشرف لبس البنطلون بأي وسيلة !!
منى : أتعلمين أكثر شيء هزني في كلامك يا ولاء ؟
ولاء : ماهو ؟
منى : جملتك التي قلت فيها : أنا لا أريد أن أكون ممن يشملهم هذا الحديث 0 لقد اقشعر جسدي عندما سمعتها !!(امتلأت عيناها بالدموع ورفعت صوتها وهي تحتضن ولاء وتقول : وأنا يا رسول الله لا أريد أن أكون ممن يشملهم هذا الحديث )
ها هما ولاء ومنى قد ركبا في ركب العزة والحياء الذي قائده النبي صلى الله عليه وسلم
فمن منكم يا أحباب من رجال ونساء سيضم صوته إلى صوت منى وولاء ويرفعه قائلا :
يا رسول الله أنا لا أريد أن أكون ممن يشملهم هذا الحديث