<div align="center">
هذه الأمة مقبلة على صحوة عظيمة رغم كل ما ينبئ باليأس من حولنا،
ورغم كل المآسي والمصائب التي تتناقلها الأخبار كل يوم،
ورغم التردي الذي نشهده على كل المستويات وفي كل المجالات،
رغم كل هذا، فالأمة مقبلة على صحوة عظيمة، أراها قادمة خلال 20 أو 30 سنة فقط،
أراها بوضوح كما أرى الورقة التي أكتب عليها والقلم الذي أخط به، وذلك لأسباب منها:
1 - من رأى اليابان وألمانيا عام 1945،
وقد تحطمتا تحت ضربات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية،
وتحت التدمير الهائل الذي خلفته القنابل النووية في هيروشيما وناكازاكي،
ولكن بالرغم من كل ذلك، ورغم السيطرة الكاملة للحلفاء على اليابان وألمانيا،
حتى خطوا لهما دستورهما ومنعوهما من تشكيل الجيوش،
بل حتى قاموا بتقسيم ألمانيا إلى نصفين بجدار عجيب،
رغم كل ذلك فقد نهضتا في حوالي 20 عاماً، وصارتا من دول العالم الأول،
ماذا تملك ألمانيا أو اليابان مما لا نملكه نحن؟
2- من رأى الأمة الإسلامية وقد تمزقت خلال الهجوم الأوربي في فترة الحروب الصليبية،
ومن أدرك حجم التخلف والتردي الذي وصلت إليه الأمة،
ومدى الضعف والخور الذي أصابها والأنانية والشهوانية التي غرق فيها حكام الأمة آنذاك،
من تابع كل ذلك ودرسه بالتفصيل في كتب التاريخ،
من عرف كل ذلك ما كان ليتنبأ بظهور آل زنكي ثم صلاح الدين الأيوبي،
وما كان ليرى بوادر أمل في الأمة آنذاك،
ولكن الأمة نهضت وحطمت أعداءها وحررت الأقصى والقدس،
وطردت أكثر من نصف مليون صليبي جاؤوا من أوربا،
وجثموا على أنفاس الأمة، ودنسوا مقدساتها،
وأكثروا المذابح فيها لما يزيد عن 100 سنة، غير أن الأمة نهضت وعزَّت بعد ذلها،
رغم عدم وجود بوادر أمل آنذاك.
3- من رأى حال الأمة وقد عبثت بها جيوش التتار الهمجية،
الذين قضوا على كل حضارة مروا عليها،
ومن تتبع ما فعلوه من قتل وتدمير في بغداد عاصمة الخلافة،
وما أحدثوه من خراب بها حتى جعلوا الكتب جسراً في النهر تمر عليه خيولهم،
فقضوا بذلك على أعظم تراث للفكر الإنساني،
ومن تخيل مشهد المغولي وهو يطلب من أربعين من المسلمين
أن يبقوا في مكانهم حتى يذهب ويأتي بسيف ليقتلهم به فلا يفر منهم أحد ولا يقاوم منهم أحد،
ومن رأى كيف سقطت الأمة الإسلامية بأيديهم من المشرق حتى احتلوا الشام وفلسطين
ودخلوا القدس والأقصى، من علم كل ذلك لم يتخيل أبداً أن بوادر العز والنصر
كانت خبيئة في الأمة على يد مملوك تحرر،
فقضى سيف الدين قطز على المغول في عين جالوت
وأعاد العز والمجد للأمة من حيث لم تحتسب.
4- من رأى حال المسلمين في الأندلس وقد تمزقوا إلى 22 دويلة طائفية
(مثل عدد الدول العربية اليوم)،
ورأى صراعاتهم بينهم واستعانتهم بأعدائهم النصارى ضد بعضهم بعضاً،
وانشغال الحكام بكراسيهم وسلطتهم وشهواتهم،
وخنوع وخضوع الشعوب وانشغالها بشهواتها كذلك،
مما جعل النصارى يأخذون شمال الأندلس ويتقدمون جنوباً لأخذ باقي الأندلس
ومع ذلك لم يتحرك الحكام للوحدة والعزة لإيقافهم،
ولم يستطع المتوكل ذلك الحاكم النظيف المخلص من بينهم
أن يعقد حتى لقاء قمة لهم ليتشاوروا في أمرهم،
لا لينقذوا الأندلس، بل حتى أنفسهم،
من رأى كل ذلك لم يكن ليتخيل ظهور يوسف بن تاشفين
الذي جاء من المغرب ليوحدهم بالقوة ويحكم بالشرع الحنيف،
ويوقع الويلات بأعدائهم النصارى في معركة الزلاقة الخالدة.
5- كيف نهضت الأمة من كبواتها،
وكيف عادت للعز والمجد من جديد بعد أن كانت كل المؤشرات تدل على انهيارها وانتهائها،
هذا حديثي القادم معكم بإذن الله تعالى حيث نبدأ بالحديث عن أزمات الأمة
ثم مؤشرات نهضتها وصحوتها،
ومن ثم نتحدث عن خطوات الإسلام والنهضة لنصنع الحضارة
ونقود البشرية من جديد بعون الله عز وجل.
بقلم د. طارق سويدان </div>
<div align="center"> * * * من روائع ما سمعت وقرأت للتأمل فى حال المسلمين والتفاؤل لعودة المجد * * *</div>