الشخصية الضعيفة
أسبابها ... وعلاجها
ضعف الشخصية
إن الحياة مليئة بالمصاعب ومواجهة المتغيرات الطبيعية والاجتماعية التي تهز كيان الإنسان وتجعله يشعر بالضعف إزاء حوادث الحياة وتعقيدات المجتمع.
فمن جهة يشعر الفرد بأنه ضعيف أمام قوى الطبيعة، ومن جهة أُخرى يعيش الفرد ضعف آخر في مقابل الآخرين وذلك لأنّ الإنسان يجّد نفسه دائماً أقل من الآخرين في مرحلة الطفولة، أو بعبارة أصح أنه عندما يقيس نفسه إلى الآخرين يجد فيهم مميزات لا توجد فيه لأنّهم أكبر سناً منه وأكثر تجربة، فيشعر في قراره نفسه بالتهديد المبطّن من هؤلاء، حيث وضعهم المتفوق يوحى اليه بأنّه أقل شاناً منهم، فيحاول أن يدرأ عن نفسه هذا التهديد للشخصية، لأن الرغبة في التفوّق متأصلة في ذات الإنسان وعندما يدرك تفوق الآخرين وقصور نفسه تنعكس فيه حالة الخلل النفسي وعدم التوازن بين ما هو فعلاً وبين ما يطمح أن يكون، وكلما اشتد فيه هذا الشعور تطلّب منه السعي الجاد لإعادة التوازن باكتساب امتيازات جديدة في التنمية النفسية.
وهذا الأمر طبيعي ولا يشكّل ظاهرة سلبية في الفرد لأنّه من الطبيعي أن يحاول الإنسان التغلّب على ما يواجهه من مشاكل وقوى مضادة بدافع التكامل الذاتي وغريزة التفوّق أو استعادة التوازن النفسي والغلبة على الخلل الناشىء من طموحات الفرد وقابليته الفعلية.
ولكن إذا زادت القوى الخارجية من ضغطها على الفرد، وشعر بالعجز عن مواجهتها والتوافق معها، وشعر بأنّ هذه القوى تشكّل سداً منيعاً يقف أمام نموه النفسي وتوسعة دائرة وجوده الشخصي فذلك كفيل بإيجاد الإحساس بالحقارة والذلة، وفي حالة الاستمرار على هذا الحال يتراكم هذا الإحساس ويتحول إلى عقد الحقارة وبالتالي يؤدي ذلك إلى الضعف في شخصيته، وهذا الضعف يعيق الفرد عن استغلال طاقاته وقابليته في تنمية شخصيته وترشيدها بما فيه صلاح مستقبله ومستقبل أُمته، وذلك لأنّ الـمُصاب بهذا المرض يصرف جل طاقاته في سبيل التغلب على هذا المرض والتخلّص من الألم النفسي في عملية جبران الخلل وتعويض النقص.
جبران النقص في الشخصية
تقوم النفس لدفع ألم النقص بمحاولات عديدة لدفع هذا الألم وجبران ذلك النقص، فتارة يتخذ الفرد أساليب وهمية لجبران النقص وهذا هو الغالب في مرحلة الطفولة والمراهقة، حيث تحاول النفس استغلال الفرص والقابليات في الإنسان في أعمال وهمية من أجل لفت الأنظار وكسب إعجاب الآخرين والحصول على عناوين وسمات وهمية تغطّي على النقص الحقيقي كالتفنن في الحديث أو اختراع القصص البطولية الكاذبة عن نفسه، وإن لم تكن فيه منقبة يتحدث عنها فانه يستبدل عن ذلك بالتحدث عن مناقب أبيه أو عشيرته أو من يعتبره مثالاً في حياته فيحيطه بهالة من القدسية والعناوين البراقة وينسب نفسه إليه.
ومن الجبران الوهمي التكاثر في الأموال والأولاد، أو التكبر والاستعلاء واحتقار الآخرين وبالإمكان ترتيب أشكال الجبران كما يلي:
1-الجبران الكتماني: وفيه يسعى الفرد إلى كتمان نقصه وستره بإخفائه بالسكوت أو بالعزلة وعدم الاختلاط مع الناس.
2-اللجوء إلى أحلام اليقظة: فيحاول أن يعيش دائماً في عالم الخيال، وأن يكسب منه وجوده وشخصيته وكماله بما يجبر به ضعفه ونقصه الحالي.
3-اللجوء إلى اتهام الآخرين بالنقص ليصرف ذهنه إلى الطرف المقابل وكأنه يريد أن يقول: إنني لست وحيداً في هذا النقص فالآخرين أيضاً لديهم نواقص مماثلة فيشعر في قراره نفسه بارتياح خفي. وبهذا يستطيع الفرد من تخفيف الضغط النفسي والشعور بالحقارة والنقص.
4-التقمص وتقليد شخصيات العظماء لجبران حقارته، وهذا التقليد وإن كان نافعاً للطفل في تنشئته الاجتماعية، إلا أنه إذا زاد عن حدّه واستمر في سنوات الرشد فانه يعبر عن مرض نفسي وإن هذا الشخص لا يحب شخصيته الفعلية ويشعر معها الدناءة والحقارة فلذلك يريد التخلّص منها.
5-جبران الشعور بالحقارة بطلب الرئاسة والسلطنة، وذلك إن خضوع الآخرين له وتملّقهم اليه يروى فيه ظمأ العزة والرفعة والتفوق على الناس، ويعوض فيه ما يشعر من النقص والحقارة.
جملة من أسباب المرض:
1-السبب الاجتماعي كأن يكون من طبقه دانية أو من قومية سافلة في نظر الناس وإن كان الواقع غير ذلك.
2-تأثير التربية القاسية في مرحلة الطفولة واحتقار الطفل وتقريعه المستديم وتوبيخه أو الإفراط في التدليل وإظهار المحبة.
3-الحكومات الجائرة وذلك لاستخدامها أساليب التحقير وإذلال الناس ليمهدوهم للطاعة العمياء.
4-تراكم الذنوب حيث يشعر الإنسان معها بأنه مذنب وآثم ولكنه يحاول التغطية على ذنوبه أمام الآخرين.
علاج المرض
عندما نستعرض المفاهيم الإسلامية والتعليمات القرآنية نرى أن أغلب هذه الأسباب تتعلق بأفكار وهمية واعتقادات باطله ولهذا اهتم الإسلام بتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة فشجب هذه الأفكار الوهمية لتزول عند ذلك الكثير من أحاسيس الحقارة لدى الناس.
وبعد أن يحل الإسلام كثيراً من المشاكل الوهمية المؤثرة في الإحساس بالحقارة، يأتي إلى مجال التربية ويؤكد للوالدين احترام الطفل وتربيته على ضوء المنهج الإسلامي.
إما الحكومات الجائرة وأساليبها في ترويض الناس وتحقير الأفراد وإذلالهم، فالحل الوحيد هو التصدي لها بمختلف الأساليب وأولها هو الاعتقاد بعدم مشروعيتها، لأن هذا الفهم يمثل القاعدة التحتانية لكافة البناء العلوي للثقافة الاجتماعية في الإسلام ويضمن للفرد حصانه نفسية من التلوث بالمحيط المنحرف على الأقل.
إما مسألة الذنوب ومدى أثرها في توكيد عقدة الحقارة فهي الأصل الذي اهتم الإسلام بمعالجتها ولا علاج لها إلا بالتوبة وتعميق الإيمان بالله وتوفير أفضل الأجواء لتزدهر فيه الفضائل والخصال الحسنة.
أهم معالم الشخصية الضعيفة / المهزوزة وطرق كشفها:
شخصيات تتواجد لتحارب التفوق بكل الطرق ...... فلا تجده يشكر في احد إلا نادرا
تتهم غيرها بما هو فيها من الصفات..... دائما في غير وجودهم في محاولة للفت انتباه من حولهم إليهم وأبعادهم عن الآخرين.
تظهر بصورة مغايرة تماما عن ما بداخلها... أهم انعكاس لهذه الشخصيات هو التناقض دائما فمرة أنت فلان حبيبه ومرة أخرى عدوه وهذا يرجع إلى صراع داخل الشخصية نفسها.
قلة الأصدقاء ........ دائما صاحب الشخصية المهزوزة أصدقاؤه قلة غير عادية وذلك نتيجة لصراعاته الدائمة مع من حوله مما يقلل من ميل الأفراد إلى التواصل معه.
دائم الاعتراض ... دون تقديم بدائل مقنعة
مشوش ..... دائما يحتاج لمن يعنيه في اتخاذ قراراته "ماذا اشتري - ماذا اختار"
مقلد .... يرعى نجاحات غيره ويحاول الحصول عليها مهما كلفه ذلك
دائما يرى ان الآخرين على خطأ ... وأنه أذكي وأفضل وأن المسألة مجرد وقت ويرفض الاعتذار
أين نحن من هذه الشخصيات المهزوزة الضعيفة ومن التأثير السلبي الذي قد نعانيه من وجودهم في حياتنا
سمات الشخصية الضعيفة ما يلي:
1-كثرة الكلام والثرثرة والشكوى والشك بصدق الآخرين ..
2-ترصد أخطاء الآخرين الصغيرة وتحويلها إلى قصص تروى...
3-عدم احترام خصوصية الأصدقاء وفضح أسرارهم ..ونشر قصصهم على الملأ..
4-سهولة تشكيل الصداقات وسهولة خسرانها.....
5-عدم القدرة على الجلوس مع الذات في أوقات الأزمات ..
6-الانفعالية الشديدة والحدية في التعامل مع المواقف التي تتطلب روية..
هل مررت بأحدهم .....فهم كثر يحيطون بك في كل مكان
هل قدم لك احدهم اعتذار عن خطأ وقع به معك
لا اعتقد لأنه بكل بساطه
ضعيف
ومهزوز