بسم الله الرحمن الرحيم
صيد الخاطر لابن الجوزي - في العزلة التفكير في زاد الرحيل
ما أعرف نفعاً كالعزلة عن الخلق خصوصاً للعالم و الزاهد
فإنك لا تكاد ترى إلا شامتاً بنكبة أو حسوداً على نعمة ، و من يأخذ عليك غلطاتك .
فيا للعزلة ما الذها ، سلمت من كدر غيبة ، وآفات تصنع ، و أحوال المداجاة و تضييع الوقت .
ثم خلا فيها القلب بالفكر ، لأنه مستلذ عنه بالمخالطة فدبر أمر دنياه و آخرته .
فمثله كمثل الحمية يخلو فيها المعيب
الأخلاط فيذيبها .
و ما رأيت مثل ما يصنع المخالط ، لأنه يرى حالته الحاضرةمن لقاء الناس
و كلامهم فيشتغل بها عما بين يديه .
فمثله كمثل رجل يريد سفراً قدأزف ، فجالس أقواماً فشغلوه
بالحديث حتى ضرب البوق و ما تزود . فلو لم يكن فيالعزلة إلا التفكير في زاد الرحيل
و السلامة من شر المخالطة كفى .
ثم لاعزلة على الحقيقة إلا للعالم و الزاهد ،
فإنهما يعلمان مقصود العزلة و إن كانا لافي عزلة .
أما العالم فعلمه مؤنسه ، و كتبه محدثه ، و النظر في سير السلف مقومه ،
و التفكير في حوادث الزمان السابق فرجته .
فإن ترقى بعلمه إلى مقام المعرفة الكاملة للخالق سبحانه ،
و تشبث بأذيال محبته ، تضاعفت لذاته ، و اشتغل بهاعن الأكوان و ما فيها .
فخلا بحبيبه ، و عمل معه بمقتضى علمه .
وكذلك الزاهد ، تعبده أنيسه ، و معبوده جليسه ،
فإن كشف لبصره عن المعمول معه غاب عنالخلق ، و غابوا عنه .
إنما اعتزلا ما يؤذي . فهما في الوحدة بين جماعة .
فهذان رجلان قد سلما من شر الخلق ، و سلم الخلق من شرورهما .
بل هما قدوةللمتعبدين ، و علم للسالكين . ينتفع بكلامهما السامع ،
و تجري موعظتهما المدافع ، وتنتشر هيبتها في المجامع .
فمن أراد أن يشتبه بأحدهما فليصابر الخلوة و إنكرهها ، ليثمر له العسل .
و أعوذ با الله من عالم مخالط للعالم ، خصوصاً لأربابالمال و السلاطين ،
يجتلب و يجتلب و يختلب ، فما يحصل له شيء من الدنيا إلا و قدذهب من دينه أمثاله .
ثم أين الأنفة من الذل للفساق ؟
فالذي لا يباليبذلك هو الذي لا يذوق طعم العلم و لا يدري ما المراد به ،
و كأنه به و قد وقع فيبادية جرز ، و قفر مهلك في تلك البراري .
و كذلك المتزهد إذا خالط و خلط ،فإنه يخرج إلى الرياء و التصنع
و النفاق فيفوته الحظان ، لا الدنيا و نعيمها تحصلله و لا الآخرة .
فنسأل الله عز وجل خلوة حلوة ، و عزلة عن البشر لذيذة يستصلحنا فيها لمناجاته ،
و يلهم كلا منا طلب نجاته . إنه قريب مجيب .
[IMG]http://gfx2.************/mail/w4/pr04/ltr/i_safe.gif[/IMG]
[IMG]http://gfx2.************/mail/w4/pr04/ltr/i_safe.gif[/IMG]
أسعد امرأة في العالم الزَّبرْجد
ومضة : إنَّ رحمة الله قريب من المحسنين
الزبرجدة الأولى : وكَّلي ربَّكِ ونامي
عسى الله أن يشفي المواجع إنه إلي خلقه قد جاد بالنفحاتِ
إلى من نامت قريرة العين برضا الله وقدره ، متوسدةً عاصفةً هوجاء ،
تتخطفها الأسنة وتنالها الرماح ، ما عرف الحزن إلى قلبها مدخلاً ،
وما استقرت الدمعة في عينها زمناً ، إلى من فقدت الأبناء والأحباب والآباء والأصحاب ،
إلى كل مؤمن مهموم ، وكل مبتلى مغموم :
عظَّم الله أجرك .. ورفع درجتك .. وجبر كسرك ، قال الله تعالى :
{ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ }
قال علي رضي الله عنه :
(( الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد )) ،
فأبشري بثوابٍ أخروي في نزل الفردوس وجوار الواحد الأحد في جنات عدن ومقعد صدق ،
جزاء ما قدمت وبذلت وأعطيت ، وهنيئاً لك هذا الإيمان والصبر والاحتساب ،
وسوف تعلمين أنك الرابحة على كل حال :
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }
إشراقة : ثقتكِ في نفسكِ تعني إيجاد معنى أكثر لحياتكِ مهما كان
عمرك ، والحصول على مزيد من الكسب في هذه الحياة .
[IMG]http://gfx2.************/mail/w4/pr04/ltr/i_safe.gif[/IMG]
[IMG]http://gfx2.************/mail/w4/pr04/ltr/i_safe.gif[/IMG]
ضحكة و إبتسامة للنبي صلى الله عليه و سلم ( الجزء التاسع )
100 ضحكة وابتسامة للنبي صلى الله عليه وسلم
تأليف
أبو إسلام أحمد بن علي
الجزء التاسع
22- آمنت بالله وكذبت البصر
وروى عن عكرمة قال كان ابن رواحة مضطجعا إلى جنب امرأته
فقام إلى جارية له في ناحية الحجرة فوقع عليها وفزعت امرأته
فلم تجده في مضجعه فقامت فخرجت فرأته على جاريته
فرجعت إلى البيت فأخذت الشفرة ثم خرجت وفرغ فقام فلقيها
تحمل الشفرة فقال مهيم قالت مهيم لو أدركتك حيث رأيتك
لو جأت بين كتفيك بهذه الشفرة قال وأين رأيتني قالت رأيتك على الجارية
فقال ما رأيتني وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب قالت فاقرأ وكانت لا تقرأ القرآن
فقال أتانا رسول الله يتلو كتابه كما لاح مشهور من الفجر ساطع
أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع يبيت
يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
فقالت : آمنت بالله وكذبت البصر ثم غدا على رسول الله صل الله عليه وسلم
فأخبره فضحك حتى بدت نواجذه .
(تفسير القرطبي ج5/ص209)
23- ثلاث من كن فيه فهو منافق
عن سعيد بن جبير عن بن عمر وبن عباس قالا أتينا رسول الله صل الله عليه وسلم
في أناس من أصحابه فقلنا يا رسول الله إنك قلت
( ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى
وزعم أنه مؤمن إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف
وإذا اؤتمن خان ومن كانت فيه خصلة منهن ففيه ثلث النفاق )
فظننا أنا لم نسلم منهن أو من بعضهن ولم يسلم منهن كثير من الناس
قال فضحك رسول الله صل الله عليه وسلم
وقال ما لكم ولهن إنما خصصت بهن المنافقين كما خصهم الله في كتابه
أما قولي إذا حدث كذب فذلك قوله عز وجل إذا جاءك المنافقون الآية أفأنتم تفسير كذلك ؟
قلنا :لا
قال: لا عليكم أنتم من ذلك براء وأما قولي إذا وعد أخلف فذلك فيما أنزل الله علي
ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله الآيات الثلاث أفأنتم كذلك ؟
قلنا لا والله لو عاهدنا الله على شيء أوفينا به
قال: لا عليكم أنتم من ذلك براء
وأما قولي إذا اؤتمن خان فذلك فيما أنزل الله علي إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض
والجبال الآية فكل إنسان مؤتمن على دينه فالمؤمن يغتسل من الجنابة
في السر والعلانية والمنافق لا يفعل ذلك إلا في العلانية أفأنتم كذلك ؟
قلنا لا قال لا عليكم أنتم من ذلك برآء .
(تفسير القرطبي ج8/ص213)
24- أرم فداك أبي وأمي
عن جابر بن سمرة وقيل له أكنت تجالس النبي صل الله عليه وسلم
قال نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة
حتى تطلع الشمس فإذا طلعت قام وكانوا يتحدثون ويأخذون في أمر الجاهلية
فيضحكون ويتبسم وفيه عن سعد قال كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين
فقال له النبي صل الله عليه وسلم
أرم فداك أبي وأمي قال فنزعت له بسهم ليس فيه نصل
فأصبت جنبه فسقط فانكشفت عورته فضحك رسول الله صل الله عليه وسلم
حتى نظرت إلى نواجذه فكان عليه السلام في أكثر أحواله يتبسم
وكان أيضا يضحك في أحوال أخر ضحكا أعلى من التبسم
وأقل من الاستغراق الذي تبدو فيه اللهوات وكان في النادر
عند إفراط تعجبه ربما ضحك حتى بدت نواجذه .
(من تفسير القرطبي ج13/ص175)
من بريدي