بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ,, وبعد
قال تعالى في محكم التنزيل
أثناء حديثي في أحد المجالس مع أحد الزملاء في بعض الأمور الاجتماعية
دخل معنا شخص آخر وحول محور الحديث إلى الأمور المالية
وقد تدخل أكثر من شخص في الحديث أثناء هذا الاجتماع
وكان المجلس والحوار جميل ولكن الذي ادهشني
أن الجميع مهتم وبشغف وبحماس شديد
في النقاش بأمور الدنيا وحلاوتها
وإذا تحول النقاش إلى مسائل
علميه ودينيه أصابهم الملل
وتضايق البعض منه
الكثير بدون أدنى شك يحب أن يخدم هذا الدين بماله ودمه
ولكن الواقع يخالف الكثير من المثاليه التي نريد أن نعيشه
أصبح هم الأغلبيه ( السكن والمال والأبناء )
وأنا لا أقلل من الاهتمام بهذا الجانب فالإنسان مأمور بالسعي للرزق
ولكن لماذا لا نضع في جدولنا اليومي ( نصف ساعه ) تزيد أو تقص
للدين وخدمته بأي طريقة كانت .. وهي يسيره لمن يسرها الله عليه
وطرق الدعوة كثيرة .. ومنها على سبيل المثال
الدعوة لله عز وجل
زيارة مريض
زيارة صديق
قراءة قرآن
قراءت كتاب نافع بين الأهل
حضور محاضرة
توزيع مطويات داخل المسجد
توزيع أشرطه للأقارب
زيارة لمكتب الجاليات ودعمهم ماديا ومعنويا
زيارة دار المسنين
المعامله الحسنه مع العمالة
هذه بعض الأعمال التي ربما يراها الإنسان صعبه على النفس بعض الشي
ولكن من عود نفسه ورباها على خدمة الدين في أي جانب من هذه الجوانب
سوف يرى أثرها في الدنيا وأجرها إن شاء الله تعالى في الآخرة
ولو أن البعض وضع له جدول مرتب ولو يومي الخميس والجمعه لكان كافيا أن يسعد بها , دع عنك الهموم الجانبيه في هذه لدنيا .. ودع همك إرضاء ربك عز وجل عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه ابن ماجه ورواته ثقات والطبراني
تأمل هذه المقوله للشيخ الوالد أبن باز رحمه الله ( من نذر نفسه لخدمة دينه فسيعيش متعباً ولكن سيحيى كبيراً ويموت كبيراً ويبعث كبيراً ، والحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله )
تزود من التقوى فإنك لا تدري ,, إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من سليم مات من غير علة ,, وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى يمسي ويصبح آمنا ,, وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
موقف
أعجبني أحد الأصدقاء حيث يعمل بين كل فترة وأخرى ( عشاء أو غداء ) لدار المسنين
ويعمل لهم أحيانا ( مرقوق أو كبيبا أو جريش أو هريس أو تمن ) أكلات يحبها الشيبان عادة
ويذهب بها إليهم في دار المسنين .. في الشهر مرة أو مرتين .. لأنهم شبه محرومين من مثل هذه الأكلات
ويقول : والله لو ترى فرحتهم ودعائهم وجمعتهم على هذه المائدة
لأثارت فيك الحماس لمعاودة الكرة مرات وليس مره
فجزاه الله خيرا
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا
وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب
العمل الصالح الذي يقربنا إلى حبك
ولا تفتنا بحب الدنيا وزخرفها وزينتها
اللهم آمين
أخوكم ومحبكم في الله
طاب الخاطر
14/3/1430هـ