نوقشت في كلية الطب جامعة الأزهر فرع البنات أول رسالة جامعية عن (تأثير العلاج بكؤوس الهواء مع الإدماء على كل من مستقبلات إنترلوكين والخلايا الطبيعية القاتلة في مرضى الروماتويد)، والمقدمة من الطبيبة صهباء محمد أحمد بندق، والتي حصلت بها على درجة الماجستير في الميكروبيولوجي (علم الأحياء الدقيقة)، وقد ناقشت اللجنة المكونة من أ.د. عزة شوقي غانم، أستاذ الميكروبيولوجي بطب بنات الأزهر، وأ.د. رشدان محمد إبراهيم، أستاذ الميكروبيولوجي بطب بنها، وأ.د. إيمان عبدالفتاح أبو شادي، أستاذ الميكروبيولوجي بطب بنات الأزهر، وأ.د. سهير سعيد مقلد، أستاذ الميكروبيولوجي بطب بنات الأزهر، الباحثة في الرسالة المقدمة منها في كلية الطب فرع البنات بجامعة الأزهر وذلك يوم الخميس 29/9/2005م وقررت أن الرسالة في مضمونها جيد وفي صميم تخصص الباحثة
وقد توصلت إلى نتائج جديدة يمكن تطبيقها عملياً واستخدمت عدداً وافياً من المراجع. وعلى هذا الأساس فإن الرسالة المقدمة من الطبيبة/صهباء محمد أحمد بندق ترقى بالقبول توطئة للحصول على درجة الماجستير في الميكروبيولوجي (علم الأحياء الدقيقة). وأعلنت اللجنة بالاجماع بعد المناقشة قبول الرسالة بتقدير ممتاز.
وأوصت لجنة المناقشة بفتح الباب للمزيد من الأبحاث المتعلقة بالحجامة، ودراسة فكرة إدخال مقررات الطب التكميلي التي وافقت على إدخالها العديد من كليات الطب الغربية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية؛ وذلك لتعريف طلبة الطب بوسائل جديدة متممة ومساندة لمعرفتهم الطبية السابقة بهدف تحقيق المعرفة الطبية الشاملة، وتنمية التثقيف الطبي، وتوفير فرص أكبر للشفاء والتعامل مع الأمراض.
ملخص العرض الذي قدمته الباحثة:
وتقع الرسالة في 231 صفحة وقد شملت الأبواب التالية : الباب الأول : المقدمة، والباب الثاني: الهدف من البحث، والباب الثالث: ما سبق نشره في المراجع، والباب الرابع: مواد وطرق البحث، والباب الخامس: النتائج، والباب السادس: المناقشة، والباب السابع: الملخص بالانجليزية، والباب الثامن: الاستنتاجات، والباب التاسع: التوصيات، والباب العاشر: المراجع العلمية، ثم الملخص بالعربية.
وقد أجريت هذة الرسالة على خمسين مريضا من قسم الروماتيزم والطب الطبيعي والتأهيل – بمشفى الحسين الجامعي - جامعة الأزهر. تم تشخيصهم كمرضى روماتويد مفصلي طبقا لمواصفات الجمعية الأمريكية للروماتويد (ARC ). تراوحت أعمارهم من 25: 60 سنة واشتملت الرسالة أيضا على مجموعة ضابطة من عشرة أشخاص من الأصحاء.
وقد استخلصت الباحثة تفوق العلاج المزدوج الذي أضيف إليه جلسات كؤوس الهواء مع الإدماء ( الحجامة ) تفوقا ملحوظا على العلاج الدوائي بمفرده , وأوضحت الدراسة وجود فارق ذا دلالة إحصائية بين مجموعة العلاج المزدوج ومجموعة العلاج الدوائي شمل جميع المؤشرات الإكلينيكية و المعملية لنشاط المرض. واقترحت الباحثة إضافة جلسات كؤوس الهواء مع الادماء لتحقيق نتائج أفضل في علاج مرضى الروماتويد.
إلتهاب المفاصل الرثياني (الروماتويد):
يعتبر مرض الروماتويد المفصلي( التهاب المفاصل الشبه روماتيزمي) أحد أمراض المناعة الذاتية الذي لا يعرف حتى الآن سببا محددا لحدوثه، ويعد الروماتويد المفصلي مثالا للمرض المزمن الذي يصيب الجسم بالتشوه ويؤثر على العديد من مفاصله بصورة متماثله متبعا في ذلك مسارا طويلا ومترددا على شكل فترات من السكون وأخرى من التفاقم ومؤثرا على المفاصل الصغيرة الطرفية.
ونظرا لطبيعة المرض المزمنة فقد اعتاد المرض المصابون بالروماتويد محاولة الاستشفاء بشتى طرق العلاج الغير تقليدية كالعلاج بكؤوس الهواء(الحجامة) أو الإبر الصينية والكي إما بالتزامن مع العلاج الطبي المعتاد أو عوضا عنه , ويرجع سبب إقبال المرضى على هذه الأنماط العلاجية للطبيعة المزمنة لآلام الروماتويد , وعدم قدرة الأدوية على السيطرة الكاملة على الألم. وأيضا للشعبية الواسعة الانتشار لتلك الوسائل الغير تقليدية . وتعد طريقة العلاج باستخدام كؤوس الهواء (الحجامة) أحد أشهر الوسائل التقليدية التي يلجأ إليها مرضى التهابات المفاصل , على سبيل المثال في ألمانيا تشير الدراسات الإحصائية إلى أنه من 32إلى 64% من المرضى المصابين بالتهابات مفصلية قد لجأوا إلى الحجامة وذلك في الفترة ما بين عام 1987 إلى 1992.
ما هو تعريف الروماتويد؟
هو مرض التهابي مزمن يصيب معظم المفاصل كما يصيب أجهزة أخرى ويعتبر أحد الأمراض المناعية الذاتية. ويعد مرض الروماتويد أكثر الأمراض الروماتيزمية انتشاراً بعد الفُصال العظمي (خشونة المفاصل). كما أنه أكثرها شدةً وألماً حيث أنه يؤدي إلى تدمير وتشوه المفاصل إذا لم يُعالج مبكراً. وهو يصيب الجنسين ولكنه لدى النساء أكثر بنسبة 1:3 عنه في الرجال ، ويتركز مابين الخامسة والثلاثين والخمسين من العمر إلا أنه يصيب أي مرحلة عمرية من الطفولة إلى الشيخوخة.
الأعراض:
يبدأ الروماتويد عند حوالي ثلثي المرضى تقريباً بشكل مفاجئ مع شعور بالتعب والإرهاق وضعف عام بما في ذلك الضعف الجنسي. أما الأعراض الخاصة فإنها تظهر عادة بشكل تدريجي بحيث تصيب مفاصل متعددة وخصوصاً مفاصل اليدين والمعصم والركبة والقدمين أو أي مفاصل أخرى وتكون الإصابة متناظرة. وتتركز الأعراض في المفاصل على شكل آلام وتورم في المفاصل مصحوبة بتيبس صباحي ، وعادة ما تظهر هذه الأعراض بشكل تدريجي. أما تأثيره على أجزاء الجسم الأخرى فتحدث لدى نسبة مختلفة من المرضى ، ويتمثل في ظهور عقد تحت الجلد ، جفاف في العينين أو الفم وربما التهاب في أجزاء من العين، التهاب الغشاء البلوري للرئة وتليف في نسيج الرئة ، التهاب الغشاء المحيط بالقلب (التامور) والتهاب في الأوعية الدموية والأعصاب الطرفية ،وفي حالة تأثيره على فقرات الرقبة قد يؤثر على الحبل الشوكي.
العلاج :
إن أهداف العلاج هى تسكين الآلام، حفاظ وتحسين القدرة الوظيفية، الوقاية من التشوه، تصحيح التشوه الموجود وأخيرا وقف تقدم المرض إن أمكن. إذا استطعنا أن نحقق هذه الأهداف فإننا سنساعد المريض أن يعيش حياة طبيعية أو قريبة من الطبيعية.
وتقسم الأدوية المستعملة في علاج الروماتويد إلى نوعين هما الأدوية المضادة للالتهاب والأدوية المضادة للروماتويد. وبعض هذه الأدوية يعمل ببطئ وأحياناً قد تأخذ شهوراً لكي تحصل الفائدة المرجوة لذلك يجب التحلي بالصبر وعدم ترك العلاج خلال الأشهر الأولى إلا في حالة وجود مضاعفات.
يتمثل العلاج بعد تأكيد التشخيص بمضادات الالتهاب لتخفيف الألم ، ثم باختيار أحد مضادات الروماتيزم التي تناسب كل حالة وتشمل هذه الأدوية مضادات الملاريا ، خافضات المناعة أو الأدوية الكيماوية إضافة إلى ما استجد من الأدوية البيولوجية ، وهناك خطوات علاجية لا تقل أهمية وتشمل العلاج الطبيعي الوظيفي لمنع تصلب المفاصل وضمور العضلات.و تجدر الإشارة إلى الأهمية البالغة للمتابعة المنتظمة من قبل الطبيب المختص لمراقبة الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة والتي وان كانت قليلة الحدوث قد تكون خطيرة.
الخلايا الطبيعية القاتلة:
هي مجموعة من الخلايا يطلقها جهاز المناعة غير المتخصص و تعد فصيلا من الخلايا الليمفاوية المقاومة وتدور باقتدار في الدورة الدموية خاصة الطرفية لمنع أي غزو خارجي لجسم الإنسان حيث تشارك مشاركة فعالة في عملية المناعة السريعة التي تحاصر الميكروب الغازي وبذلك تقضي على تكاثره ومفعوله في خلية جديدة. كما تؤثر تأثيرا مباشرا في وقف حركة وانطلاق بعض الفيروسات حيث أن لديها القدرة على التعرف إلى التغيرات التي تحدث للخلية المصابة بالفيروس ومن ثم تدمرها بآلية قتل خارج خلوية . فبعد أن ترتبط بالخلية الهدف –بآلية ليست محددة حتى الآن- تنتج الخلية القاتلة الطبيعية مركبات من شأنها أن تعطب غشاء الخلية المصابة مؤدية لتدميرها , وهكذا تقوم بقتل الخلايا المصابة بالفيروسات.
كما عزي أيضا للخلايا القاتلة الطبيعية تورطها في دفاع العائل ضد السرطانات , حيث يعتقد أنها تتعرف إلى التغيرات في الأغشية الخلوية للخلايا المتحولة (السرطانية) بآلية تشبه تلك المستخدمة لقتال الإصابة الفيروسية. وهكذا تقوم بردع أي تمرد داخلي من خلايا الجسم عندما تتحول إلى خلايا سرطانية كما تعمل على القضاء على الخلايا السرطانية المتحركة في الدم.ويعزز القتل الطبيعي بالمتداخلات (الإنترفيرونات) والتي يبدو أنها تستحث إنتاج الخلايا القاتلة الطبيعية وتزيد أيضا المعدل الذي تقتل به الخلية الهدف.
العلاج بالحجامة:
تتمثل طريقة العلاج بكؤوس الهواء(الحجامة)في وضع كأس على جلد المريض وسحب الهواء منه بطرق مختلفة لإحداث ضغط سلبي بداخل الكأس، وبسبب ازدياد الضغط الداخلي عن الخارجي , يخرج الدم من الشعيرات الدموية الدقيقة محدثا ما يشبه الكدمة , وبذلك يخف أو يزول احتقان المناطق الواقعة تحت موضع الكأس , بالإضافة إلى حوادث إنعكاسية أخرى تعمل على تسكين الألم وتخفيف الاحتقان .. فإذا استعمل الكأس بدون تشريط الجلد بالمشرط , فهذا ما يعرف (بالحجامة الجافة) . أما إذا استعمل الكأس بعد تشريط الجلد فهذا ما يعرف بالعلاج بكؤوس الهواء مع الإدماء أو (الحجامة الدامية).
مجموعة العلاج المزدوج مجموعة العلاج الدوائي يوضح الرسم تأثير العلاج المزدوج والعلاج الدوائي منفردا على مؤشرات نشاط المرض اللإكلينيكية في كل مجموعة
والعلاج بكؤوس الهواء مع الإدماء (الحجامة الدامية) من أقدم صور العلاج التي مارستها البشرية بهدف العلاج والتخلص من الألم (منذ5000 سنة ) .. وقديما استخدم المصريون القدماء هذه الطريقة لسحب الدم والقيح أوالصديد و لعلاج العديد من الأمراض عن طريق إزالة المواد الضارة من الجسم . كما كتب أبو قراط (460 – 377 ق.م) يقول أن إخراج الدم يحتل المكانة الأولى فيما يتعلق بعلاج قائمة طويلة من الأمراض.
والتداوي بالحجامة من المندوبات في الشريعة الإسلامية ، وقد ورد في فضل التداوي بالحجامة أحاديث كثيرة منها : عن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن أجر الحجام فقال : احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام وكلم مواليه فخففوا عنه . وقال صلى الله عليه وسلم إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقُسْط البحري ) رواه البخاري ومسلم . والقُسْط البحري من عقاقير البحر انظر عمدة القاري 14/681.
وروى البخاري بسنده أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عاد المقنع - أحد التابعين - ثم قال : لا أبرح حتى يحتجم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فيه شفاء .