جمال بن حويرب المهيري
بسم الله الرحمن الرحيم
1-2
منذ دخولي عالم "تويتر" في أغسطس 2011 وأنا أتعلّم منه ولا أقول تعلّمي كلّ يوم بل أجزم أنّي أتعلم منه كلّ لحظة لكثرة المعلومات التي تسيل من ينبوعه، وقد كنت دخلته قبل ذلك أوّل ما عُرف في سوق الإنترنت ولكني لم أره شيئاً بل رأيت أنّه أقرب للأجيال الصغيرة، ولهذا هجرته ورميته كما "يُرمى الحابول في الشتاء" كما نقول في اللهجة العامية - والحابول مفردة محلية فصيحة وتعني الحبل الذي يستخدم للصعود إلى أعلى النخلة- وقد كنت يومئذٍ لا أعلم أنّي سأعود إليه وأجد كبار القوم وصغارهم كلّهم فيه "يغرّدون" صباحَ مساء فقلت مصلياً على الرسول المصطفى وآله:
يا منْ يُغرّدُ في الغرامِ فإنّني --- قد همتُ في حبِّ الرسولِ وآلهِ
يا حبّذا التغريدُ في عليائهمْ --- عند المساءِ وصبحهِ وزوالهِ
نعم يا حبّذا التغريد بالصلاة على رسول الله وذكر سيرته ومناقب آله وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم، وقد وجدت أنّ هناك من سبقني من إخوتي وأخواتي الذين ظفروا بعدد كبير من المتابعين وكم أعجبني ذلك لعلمي بأنّهم أهل خير وفضل وسوف يفيدون مرتادي المقهى الكبير"تويتر" الذي لا يجوز لك أن تتحدث فيه بأكثر من 140 حرفاً فعلّمنا الاختصار لكي لا نضطر أن نكتب عدة تغريداتٍ عن نفس الموضوع إلا إذا كان الموضوع بالغ الأهمية، وقد علمتُ أنّ من أثقل الأمور على قلوب المتابعين قراءة الأرقام المتسلسلة في التغريدات.
قرأت كثيراً للمغردين وما زلت أقرأ ويعجبني طرح بعضهم، ويصيبني الضيق من تغريداتٍ لم يحسب أصحابها للقرّاء حساباً، وبعضها لا تفيد ولا تسمن ولكنّها تمضي كما يمضي غيرها من كلام الناس، وإنّي في هذا المقـال أريـد أن أقدّم لنفسي ولأعزائي بعض النصائح إذا كانوا من المولعين مثلي بـ"تويتر" وهي لا تعني أنّني على حق في كل ما سأذكره لكم ولكن خذوا منها ما وافق رأيكم واستحسنتموه وناقشوني فيما تظنون أنّه غير صحيح.
• أول النهار
قال لي أحد الشباب المغرّدين: إنّه بلغ بي من إدمان "تويتر" أنّي أفتح حسابي وأقرأ ما فيه أول شيء في الصباح قبل ذكر الله والوضوء والصلاة، فقلت: له هذا إدمان غريبٌ وماذا تجني وتستفيد بعد أن تقرأ ما ورد في حسابك؟ قال: لا شيء، قلتُ: وماذا تجني من ذكر الله والصلاة؟ قال: الأجر العظيم، قلت: اجنِ الأجر العظيم الذي ينفعك يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون ثم اقرأ من "تويتر" ما تشاء وغرّد كيفما تهوى ولا تقدّم الواجب على أمرٍ لا فائدة منه، قال لي: لست وحدي في هذا بل أعرف كثيراً من أصحابي على نفس هذه العادة السيئة!.
• أثناء قيادة السيارة
استخدام "تويتر" أثناء قيادة السيارات واستخدام الجوالات بشكل عام هذا مما ابتلى به الصغار والكبار ولا يكاد ينجو منه أحد إلا من رحم الله ولا حتى كاتب هذه النصائح، ولكني منذ فترة بدأت ألتزم بعدم الحديث ولا الكتابة في أثناء قيادتي للسيارة وإذا أردت الكتابة توقفت عند أول محطة بترول وكتبت ما أريد ثم انطلق، لأنّ هذا الأمر خطير للغاية وقد راح ضحيّته كثير من الناس، فالانتباه الانتباه أيها الأعزاء لأنّ "تويتر" وغيره من البرامج يمكن إدراكها أول وصولكم المنزل آمنين.
• وقت العمل
وجدت مجموعة من المغردين لا يتوقفون عن التغريد أثناء عملهم، بل وجدت بعضهم يكثر منها وهذا لا يصحُّ أبداً، فلنقلل منها حتى ينتهي الدوام لأن مصالح الدولة والمراجعين لا تؤجل ويمكننا تأجيل "تويتر" وغيره لما بعد ذلك.
• الاجتماع العائلي
كلما رآني والدي، حفظه الله، أرفع جوّالي قال لي: هذا اليوم اجتماع للعائلة فلماذا تشغل نفسك بـ"تويتر"، ولقاؤنا اليوم أهمّ بكثير من كل هذا، وإنّي لا أخفيكم أشعر بالإحراج وألوم نفسي كثيراً على فتحي لحسابي في "تويتر" من غير قصدٍ أثناء الاجتماع الأسبوعي للعائلة، حفظهم الله، والآن أتعودّ على ترك جوّالي في مكانٍ بعيدٍ عنّي لكي لا أضايق أحداً، فما رأيكم أن تفعلوا مثلي؟. وللمقالة بقية.