أيها العزاب.. تزوجوا تصحوا من الأمراض
قال تعالى( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))
الروم 21
أعلن علماء بريطانيون انهم عثروا على دلائل تشير الى ان الحياة الزوجية تحفز لدى الازواج «نشاطات لاتزال محيرة» حيث تقودهم الى وضع صحي أفضل وعمر مديد مقارنة بالعزاب. وأشارت دراسة أجريت على 20 ألف رجل من المتزوجين على مدى 20 عاما الى انهم يعيشون بمعدل 3 أعوام أكثر من الرجال العزاب..
ويعزو العلماء ذلك الى ان الزواج يجعل المتزوجين يعيشون نمطا صحيا أكثر قوة من العزاب، كما يدفعهم الى العمل الدؤوب للعناية بعائلاتهم وبيوتهم.
وقال البروفيسور اندريو اسوالد من جامعة واريك ان الزواج به فوائد للصحة النفسية والعقلية للمتزوجين وان العلماء يعتقدون ان الزواج يقود الى تغييرات في دماغ الانسان تزيد من نشاط المناعة ضد الامراض ومشاكل الحياة.
دنيا الناس التقت عدداً من الاطباء والجماهير للتعرف على مدى صحة هذه الدراسة من خلال تجاربهم الذاتية..
يقول محمود قاسم الحمود (موظف): هذه الدراسة فيها جانب من الصحة، فالمعروف ان الزواج له أهمية كبيرة في حياة الرجل والمرأة على السواء، والله سبحانه وتعالى عندما خلق آدم خلق حواء لتستمر البشرية، وبدون الرجل والمرأة تتوقف الحياة في هذا الكون وينقرض الانسان. والسعادة الزوجية والصحة الجيدة في جميع النواحي النفسية والبدنية لا تتحقق الا بالاختيار الجيد، فقد يكون الرجل متزوجا من امرأة لا تقدر أهمية الزواج والرجل، وبدلا من ان يتذوق الزوج طعم الراحة والسعادة منها يتذوق المرارة والكآبة والحزن والألم والعكس صحيح. فمثل هذه الأمور حساسة جدا ولابد ان تشير هذه الدراسة الى ضرورة اختيار شريك الحياة المناسب وليس فقط تفكير الزوج أو الزوجة بالزواج الذي قد تكون مسئولياته كبيرة، والازواج مازال تفكيرهم سطحي تجاه الكثير من الامور واقبالهم على الزوج يكون غالباً تحت ضغط الأهل والأسرة.
...
الأعمار بيد الله
ويواصل: أما بالنسبة للعمر فأجد ان الدراسة مخطئة حين أشارت الى ان المتزوج يعيش فترة أطول من العازب، فالأعمار بيد الله سبحانه وتعالى ولا دخل للزواج فيها، فالانسان يكتب عمره وهو في بطن أمه.. وأنا بخبرتي أجد ان بعض العزاب عاشوا فترة أطول من المتزوجين، لكني أنصح كل رجل وامرأة بالزواج وذلك لأسباب نفسية، فالعازب يعيش بمفرده أو مع شلة أصدقاء وما ان يذهب أصدقاؤه حتى يشعر بالوحدة والكآبة، أما المتزوج فهو محاط بأسرته وأولاده الذين لا يفارقونه أبدا، والاصدقاء لا يستمرون معنا طويلا حيث يأتي وقت يتلاشون أو يبعدون عنا، فمنهم من تزوج وانشغل بحياته الخاصة ومنهم من وجد أصدقاء جددا ومنهم من ابتعد من الشلة لسبب أو لآخر.
الزوج العازب
ومن جانبها تقول جلينديتن من بريطانيا: بالتأكيد حياة المتزوج أفضل من العازب من كل النواحي، فلنبدأ بالناحية الصحية، حيث نجد ان الزوجة تقوم باعداد طعام الزوج وفق موعد مغادرته وعودته الى المنزل ولا تقدم أية وجبة بل الوجبات الصحية والمضمونة 100% من حيث القيمة الغذائية ونظافة الطعام، عكس ما يحدث مع الزوج العازب الذي لا يعرف أبدا الطعام الصحي حيث غالبا ما يعتمد على المطاعم في أكلاته لأنه لا يجد من يستقبله في البيت بعد عودته من العمل ويطبخ له. ويذهب بالتالي لأقرب مطعم ويتناول ما تعده هذه المطاعم دون التأكد من صحة الطعام أو رداءته ولو كانت حالته الصحية تتطلب طعاما معينا فمن الصعب على هذا «العزوبي» إعداد الطعام الخاص له بمفرده نتيجة انشغاله الدائم. والحل بنظري هو اما الزواج أو إحضار (طاهٍ) يتولى هذه المهمة في المنزل خاصة لو سمحت ظروفه المادية بذلك.
وتضيف: ومن الناحية النفسية أجد ان نفسية المتزوج أفضل من العازب.. فلو نظرنا قليلاً الى بيت الزوجية نجد ان الزوج محاط بجو أسري حميم فكما يتشاجر مع زوجته يعطف ويتفق معها في نقاط أخرى.. أيضاً وعندما يتضايق من أصدقائه أو من العمل يتوجه الى زوجته ويشتكي لها ما يحسه من ألم وحزن ويطلب منها المشورة والنصيحة.. وطبعاً نصيحة الزوجة تكون ذات مصداقية كبيرة ولها تأثيرها القوي في نفسية الزوج فهي التي تفهم مشاعره وأفكاره وطريقته في الحياة وهنا النصيحة ستأتي متوافقة مع الزوج وسيأخذها بعين الاعتبار. أما الرجل الأعزب فهو يستشير أصدقاءه ويتأثر بهم في حالة تعرضه لمشاكل ومضايقات.. ولا يجد إنساناً قريباً منه يقف بجانبه وليسدي له النصيحة الواجبة.. فالأصدقاء مهما كانت علاقاتهم فالحدود بينهم موجودة.
حسب الشخصية
وبالنسبة للانتاجية في العمل فهذا يعتمد على الشخص وذكائه ولا يتدخل الزواج فيه فلو كان الموظف ذكياً ويقظاً فسوف يستوعب كل شيء في أقل مدة ويطور نفسه بنفسه وبالتأكيد سيكون النجاح في العمل ولترقية من نصيبه.. بشرط الالتزام والأمانة في العمل.. وأنا لا أقيس هذا النجاح بالزواج بل بذلك الشخص.. وهناك الكثير من الشباب المتزوجين يسعون جاهدين للوصول الى القمة بدون ان تؤثر عليهم أي ظروف عائلية.. وبالفعل نجحوا في ذلك.. وفي المقابل أجد ان فئة أخرى من المتزوجين لم يتمكنوا من نيل أي تقدير لانشغالهم أولاً في حياتهم الزوجية وبتلبية متطلبات البيت وينال لفت نظر أو إنذار من فترة لأخرى نتيجة تغيبه عن العمل.. عموماً الحياة الزوجية شيء عظيم لكن تحتاج إلى رجل وامرأة متمكّنان للتواصل فيها بسلام وأمان وقدرة على مواجهة أية مشكلة سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
استقرار واطمئنان
وتقول فاتن السيد (ربة منزل): بالتأكيد الحياة الزوجية لها فوائد كثيرة سواء للرجل أو المرأة فمن الناحية النفسية نجد أن البال يكون مرتاحاً إذا استطاع الاثنان ان يجتمعا تحت سقف واحد.. خاصة لو كانت العلاقة الزوجية تمت بعد قصة حب طويلة ومعاناة من الفراق الطويل وما أن يتزوج الاثنان نجد أن الاستقرار والاطمئنان والسعادة قد رفرفت على حياتهما، ومع مرور السنوات نجد أن كلاً من الزوج والزوجة يبدأ يتخذ لنفسه طريقة معينة في الحياة ينتظم فيها وفق رغبة الشريك فمثلاً لو كانت الزوجة معتادة على السهر مع الأصدقاء.. فبالتأكيد ان هذا الشيء بعد الزواج سيتغير تماماً فالمسئولية مشتركة ويجب على كل طرف ان يراعي مشاعر الآخر والمشاركة في كل المهام المتعلقة في هذه الحياة الزوجية.. بنظري اجد ان الصحة النفسية والعقلية والبدنية تنبع من الحب الموجود بين الزوجين.. ومدى قدرة الاثنين على التضحية من أجل ارضاء وإسعاد الطرف الآخر.. وما ان تتحقق هذه الأشياء فأعتقد ان الزواج سيكون ناجحاً بنسبة 100%.
الزواج السعيد فقط
والتقينا الدكتور علي الحرجان الطبيب النفسي، الذي قال: هذه الدراسة صحيحة لكنها في الأساس لا يمكن ان تنطبق على جميع المتزوجين بل هي تعتمد على الزوجين فإذا كان زواجهما سعيداً نجد ان مثل هؤلاء الأزواج مرتاحين من الناحية النفسية والصحية والاجتماعية، أما لو كان الزواج غير سعيد فنجد ان الكآبة والهموم تسيطر عليهما.. والسعادة في الزواج تتحقق بالاحترام وتبادل المشاعر والأفكار والثقة بالشريك، وتنعكس كل هذه الصفات على الحياة الزوجية بشكل كبير في حياة بعض الأزواج الذين يواجهون ظروفاً صعبة وإمكانات مادية قليلة، لذلك نجد ان المشاكل النفسية تحيط بهم وتحاصرهم من جميع النواحي وتزداد هذه الضغوط النفسية وشيئاً فشيئاً يصاب أحد الزوجين أو كليهما بأمراض جراء هذه الظروف الصعبة التي يعيشونها.. خاصة لو لم يحاول الزوجان التنفيس عن نفسهما. فـ «التنفيس» يعتبر احدى وسائل العلاج النفسي للأمراض الجسدية.
ويضيف: وبالنسبة للعلاقة الزوجية السيئة نجد انها تدمر الزوجين منذ الوهلة الأولى من الناحية النفسية والاجتماعية والصحية وقد تؤدي الى الانحراف والعزلة وممارسة سلوكيات غير أخلاقية ومرفوضة بالمجتمع والإدمان على المخدرات وتحطيم شبكة العلاقات الاجتماعية التي كانت قائمة.
وهناك العديد من الدراسات التي تشير الى اهمية العلاقة الزوجية الناجحة وكيفية تحقيقها ونتائجها الايجابية على صحة المتزوجين من الناحية البدنية والنفسية.. فكل الازواج يطمحون الى حياة هادئة لكن القلة منهم يعرفون مفاتيح هذه الحياة السعيدة.. ومن نتائج هذه الحياة الهادئة انخفاض معدل الامراض التي قد يصاب بها الانسان في سن معينة كالضغط والقلب.. وغيرها بجانب راحة البال والنفس عبر خلق شبكة من الاصدقاء وعلاقات اجتماعية حميمة.. والشعور بجو عائلي أسري في البيت تسوده المحبة والعطاء المتبادل للمسئوليات. وبالنسبة لعمرالمتزوج والعازب فهذا بيد الله سبحانه وتعالى ولا دخل لنا في الاعمار لكن اشيد هنا بأن المتزوج ينعم بحياة صحية ونفسية جيدة مقارنة بالعازب وقد تلعب هذه الحياة في مقاومة الكثير من الامراض التي قد تهاجم اي انسان في سن معينة..
جاذبية فطرية
ومن جانبها تقول الدكتورة جميلة الطريفي الشامسي خبيرة تربوية بوزارة التربية والتعليم: انا اؤيد هذه الدراسة انطلاقاً من ديننا الاسلامي لان الله سبحانه وتعالى جعل هناك جاذبية فطرية بين الجنسين واوجد طريقة شرعية لهذه الجاذبية الا وهي الزواج واعتبرها فضيلة وهي اقوى واعمق رابطة بين الذكر والانثى.. الامر الصحيح ان هذه الدراسة نابعة من مجتمع غربي لكن هذا الامر موجود عندنا ومن اصل ديننا الحنيف.. واتصور ان المتزوج انسان مرتاح من جميع النواحي لانه مؤمن من الناحية العاطفية وهو يؤجر على ذلك.. بعكس العازب الذي نجده دائم التفكير بالزواج وهذا التفكير يؤدي به الى الشعور بالحزن والهم وتراكم الهموم مما يسبب في النهاية الاكتئاب واللامبالاة والتنازلات الاخلاقية واللجوء للحرام.
والمتزوج ايضاً مرتاح من الناحية الاجتماعية من خلال تكوينه للأسرة وخلق شبكة من العلاقات الاجتماعية ويشعر بانه فرد من المجتمع ويحاول جاهداً تأسيس مجتمعه بطريقة صحيحة، ومن ناحية اخرى نجد ان الزواج يمنح الفرد قدراً كبيراً من الراحة ومن ثم تزداد الانتاجية لديه اكثر من العازب.
يقول الدكتور علي النميري اختصاصي جراحات التجميل: عندما دعا الله عز وجل الى الزواج بين الرجل والمرأة فقد اختصه بقمة الحميمية في المعنى فقد قال تعالى (وخلق لكم من أنفسكم أزواجاً).
ويضيف: كما اؤكد بأن صحة الموظف المتزوج وانتاجه افضل من الموظف العازب لاسباب عدة منها الاجازة السنوية فالمتزوج يسعى جاهداً لاخذ اجازته السنوية وهذه الاجازة بدورها تسهم في تجديد نشاطه وكسر الروتين في الحياة العملية المملة.. وطبعاً هذه الاجازة يتم اختيارها في الموعد المناسب ووفق ظروف الابناء والزوجة وهي غالباً ما تكون في شهر يونيو او يوليو او اغسطس بعكس اجازة الموظف العازب التي تكون بعد شهر سبتمبر فهو يراعي ظروف زملائه المتزوجين وارتباطاتهم العائلية.. وقد يتواصل في عمله لعدة سنوات دون انقطاع ونجده يرفض اخذ الاجازة السنوية ويجمعها في رصيده، وطبعاً هنا نجده قد فقد متعة الاجازة السنوية واهميتها، وبالتالي فهذا التواصل المستمر في العمل يقلل الانتاجية.
منقول من أحد الجروبات الياهوية