السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقتبس لكم جزء من الخبر الذي كتبه لنا أخي الحبيب وأستاذي عبد الله عيد في وفاة والده بالأمس :
إنا لله وإنا إليه راجعون .. خير قول يقوله من أصابته مصيبه .. فها أنا اليوم أنعي والدي ولكن بفرح وليس بحزن لأنه مات على شئ يحسده الجميع عليه .. صحيح أني حزين لفراقه ولكن سعيد في نفس الوقت !.
توفي والدي وهو يحفظ كتاب الله كاملاً عن ظهر قلب ولقد كان قواماً صواماً لا يعرف إلا الله وصدق مع الله في كل شئ فصدقه الله عند وفاته حيث أنه توفي وهو يقوم الليل وكتاب الله في يمناه والمسبحه في يسراه وهو يصلي في الساعة الثالثة ليلاً وسقط على سجادته وهو يقرأ سورة المدثر حيث بقي له القليل ويختم القرآن ولكنه سقط ولم تخرج روحه إلا بعد أن قال : “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله” .
مات أبي وكان يقوم الليل من ٤٠ سنة لم يفته يوم واحد.
مات أبي وكان يختم القرآن ١٠ مرات في الشهر.
مات أبي وحضر جنازته عدد لايمكن إحصائه.
مات أبي ولم يجامل أحداً قط في جنب الله.
وأما عني فقد قال لي : ياعبدالله كن في جنب الله ولن يقدر عليك إنس ولا جان وقال ايضاً جعلها الله لك خضراء في كل جنب وأسأل الله أن يبرك أبناءك كما كنت باراً معي وأخر شئ سمعته منه أنني راضي عنك دنيا وأخره . وأما وصيته لي فقال : امانه ياعبدالله إن مت فلا تنساني من الدعاء وأن تضع كتاب الله امام عينيك .
والأن أنا سعيد لأن أبي مات ميته يحسده كل البشر عليها وأنا حزين لأني لن أسمع صوته ولن أراه مرة أخرى ولكن أسأل الله ان يجمعني به في جنات النعيم وأخر قولي : حسبي الله ونعم الوكيل .
======================================
أما أنا فأقول له هنيئا لوالده هذه الخاتمة .. وأحسن الله خاتمتنا يارب
الحمد لله أن والدي منذ أن عرفت الدنيا وهو لا يعرف سوى الأذان لنداء عباد الله .. والصلاة في وقتها وقيام الليل وعبادة الله حق عبادته .. ولا شي غيرها في الحياة بكل ما تحتويه: لا شيء .. فأسأل الله أن يحفظه لنا ..