إنهم يخفقون مع حماس!!
إسرائيل" تتراجع عن إبرام صفقة مع حماس بشأن جنديها المأسور جلعاد شاليط، وحركة فتح لم تنجح في عقد اتفاق مع الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة 67 لتقاسم السلطة ومنع الانقسام الفلسطيني.
إنها دلالة مباشرة على أن الحركة لا تريد سلاماً ولا اتفاقاً، هكذا نعم، سيقول مؤيدو "إسرائيل" في وسائل إعلامنا العربية،
وربما بعض ساستنا العرب، وسيروجون لهذه الفرية على الحركة التي بدا أنها لحد الآن لا تريد أن تفرط في ثوابت لا تمتلكها هي، وإنما تملكها الأمة الإسلامية جميعها؛ ففي الوقت الذي كان يقول أحمد قريع رئيس وفدحركة "فتح" في حوار القاهرة ـ وفقاً لزياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في تصريح للحياة اللندنية اليوم ـ:
إننا نريد من الحكومة الانتقالية اعترافًا شفافًا كالكريستال بإسرائيل؛ لأنها بدون ذلك لن تحظى بدعم المجتمع الدولي، ولن ترفع الحصار"، كانت الدوريات الصهيونية تجوب مدن الضفة، نابلس ورام الله وبيت لحم والخليل، لاعتقال قادة المقاومة الفلسطينية السياسيين،الدكتور ناصر الشاعر نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم في الحكومة الفلسطينية العاشرة برئاسة إسماعيل هنية، والشيخ عدنان عصفور أحد القادة السياسيين لـ"حماس"، والدكتور عصام الأشقر، وعضوي المجلس التشريعي أيمن دراغمة، وعبد الجابر فقها، ومازن الريماوي مدير مكتب نواب رام الله، والقيادي في "حماس" رأفت ناصيف، والنائبين عزام سلهب ونزار رمضان، والنائب خالد طافش. وذلك في أعقاب الإعلان عن فشل الصفقة التي كان سيفرج بموجبها عن الجندي الصهيوني في مقابل المئات من الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني.
أولمرت لم يأت بجديد، ولا عباس سيأتي بشيء مختلف؛ فكلاهما يمضي في طريق يفهمه جيداً، هو طريق الإقصاء والإلغاء الكامل للحركة، والعمل على منعها من جني أي ثمرة لما تفعله ولو كانت بالفعل تحقق نجاحات على الأرض.. إنها معادلة صفرية، يدرك الجميع أن عليهم قهر الآخر، ومنعه من إحراز أي تقدم، وهذا من الطبيعي أن يفضي إلى الانسداد في كل شيء.
الذين يريدون اعترافاً شفافاً كالكريستال بالكيان الصهيوني الغاصب والمحتل والذي ارتكب قبل أسابيع واحدة من أكبر جرائم العصر الحديث الموثقة بالصوت والصورة، لا يعرفون بالأساس ما الذي تعنيه كلمة فلسطين في حس الشعوب المسلمة، وغير قادرين على إبرام اتفاقاً، لأن جل قدرتهم التفاوضية هو في تحقيق أعلى المكاسب في صفقات الأسمنت التي يبرمونها مع العدو منذ أن بدءوا معه في تشييد الجدار العازل الذي نهب كمية كبيرة من أراضي 67، و48 على حد سواء، وفي صفقات إقامة المجمعات الاستيطانية في القدس وحولها، وربما يسهم الأسمنت الذي يوردونه في سبك الأنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك؛ فأنى لهم أن ينجحوا اتفاقاً يحقن الدماء ويحشد الجموع باتجاه التحرير ومنع جريمة هدم أسس الأقصى.
والذين مارسوا مع حركة حماس سياسة عض الأصابع في غزة، وأحالوا البلاد خراباً ولوثوها بالأسلحة الكيمياوية المحرمة التي استخدموها في غزة، أنى لهم أن يكترثوا بشاليط وغير شاليط وهم من قتلوا بدم بارد رفقاء له وقعوا في أيدي القسام إبان العدوان.
إن أحد أهم أسباب "الإخفاقات" في الاتفاقات والصفقات هو عدم وجود أدنى نية لإنجاحها، إذ ما كان في الطرف الآخر عنصر صلب قوي الشكيمة شديد المراس، وإذا كان بالفعل موجوداً ـ ونحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً ـ فكيف يحدث توافق بين من هم أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين، مع قوم "أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين".. (نرجو أن يكونوا كذلك).
كلمة موقع المسلم