وزير الشئون الإسلامية: هناك من يدفع الشباب للعمل المخالف لأمر الله والمصلحة المرجوة
ضمن سلسلة اللقاءات التي تقام بجامع الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - بحي الملقا ألقى معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ - وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لقاءً مفتوحاً بعد صلاة مغرب يوم أمس الأول الجمعة 12/ 2/ 1425هـ ـتحدث معاليه عن أهم سمات شخصية المسلم
حيث بدأ بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وسأل الله ان يجعل هذا اللقاء لقاء خير وبركة
وعبّر معاليه عن سروره بهذا اللقاء لتناول ما يهم المسلم بصفته مسلماً قد أسلم لله جل وعلا وجهه وقلبه وتخلى عن هوى نفسه إلى ما يحب الله جل وعلا ويرضى.
وقال معاليه ان من أعظم المطالب التي يبحث عنها المؤمن ماذا يريد الله جل وعلا منه وما هي صفة المسلم التي يحبها الله ويرضاها ولاشك ان الكتاب والسنّة مملوءان من الصفات التي يجب على المسلم أو يستحب أن يتحلى بها ليكون محباً لله جل وعلا ولكي يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
حيث أجمل معاليه في أمور خمسة بدأها بمقدمة وقال: ان هذا الزمن الذي نعيش فيه نرى كثيراً من الأمور اختلطت كثيراً فلم يعرف الكثير ما الذي يجب عليه الأمور مدلهمة ما بين نقص في الدين وقلة في الرغبة فيه على مستوى الأمة وما بين اقبال عند طائفة من المسلمين على الدين ورغبة في الخير واستجابة لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم وكان ما بين هذا وهذا ظهرت أمور نعرف منها وننكر منها ما نعرف حسنة في الشرع فنؤيده ونعين عليه ونسهم في انجاحه ونتعاون على البر والتقوى بشأنه ومنهما أمور لا يعلم المسلم حسن مطابقتها للدين الصحيح لذلك ينبغي أن نتطرق لهذا الموضوع وهو شخصية المسلم في ظل هذه الظروف وفي ظل هذه التقلبات الشديدة ما بين غلو في الدين وانحلال من الدين.. والاخلاص من أعظم صفات المسلم التي تتميز بها شخصيته فإن الاخلاص معناه نزع الهوى من أن يكون مؤثراً في تصرفاته وهذا الأمر عزيز لكن لابد منه لأن ما نفعله من أمور الدعوة أو أمور الخير أو الغيرة على الدين أو ما نأتيه من أعمال في الاحسان والبر ونحو ذلك، هذه لاشك انها من دين الله جل وعلا وإذا كانت من الدين فشرط قبول ذلك أن يكون هنالك إخلاص لله جل وعلا لهذا الدين قال تعالى: {فاعبد ال
له مخلصاً له الدين} وقال: {قل الله أعبد مخلصاً له ديني} وهذا شرط الاخلاص فلا يمكن أن ينفعنا تدين إلا بأن نوطن القلوب على الاخلاص وإذا كان كذلك فما هو الاخلاص المطلوب في شخصية المسلم.
وبين معاليه ان الاخلاص المطلوب هو أن يكون القلب خالصا من رؤية غير الله جل وعلا في الأعمال لأن الإنسان بطبيعته وفطرته خلقه الله ظلوماً جهولاً قال تعالى في الأمانة {وحملها الإنسان انه كان ظلوماً جهولا} لهذا قال أهل العلم الأصل في الإنسان انه ظلوم جهول كما قال الله {وحملها الإنسان انه كان ظلوماً جهولا} ظلوم بمعنى عنده رغبة في التعدي والزيادة عن العجز في الأمور سواء في التصرفات الفعلية أو القولية أو في الأحكام.
وجهول عنده جهل إذا انبنى على هذا الجهل والظلم تصرفات فإنه يكون عمله سيئاً لهذا من صفة المسلم في شخصيته ان يكون مخلصاً الاخلاص في طلب الحق وطلب ما عند الله يخلصه من صفة الإنسان الملازمة له وهي الظلم والجهل.
وبيّن معاليه ان تجاوز كثير من الأمور اليوم وما نشاهده هو قلة الاخلاص وليس زيادة الاخلاص، لهذا كان من أعظم الأسباب لتحقيق الاخلاص وهو عدم رؤية غير الله في الأقوال والأعمال وأن يكون حريصاً على تحقيق مراد الله وأن يرفع عن نفسه صفة الإنسان الملازمة له المسلم والكافر عامة وهي الظلم والجهل لابد فيه من العلم والظلم لابد فيه من أن يوطن نفسه على العدل واليوم نرى أن كثيراً من التصرفات العملية فيها خير وكثير من التصرفات العملية فيها ظلم يعني بشكل عام في الناس كذلك الأقوال نرى اليوم حال القول وكأن ليس أعظم ما يدخل الناس في النار اللسان.
وقال: نشاهد اليوم في الانترنت أشياء كثيرة لا يعلم أصحابها حقيقة الأمور لكن عندهم مجازفة في الأقوال والأعمال وهذا من أجل صفة الإنسان الملازمة له أن يحب أن يتعدى ليكون ظلوماً.
أما الأمر الثاني من سمات شخصية المسلم التي هي سبيل لقوة المسلمين في هذا الوقت المعاصر أن يكون المسلم حسن الظن بربه جل وعلا انه لن يضيع دينه ولن يمكن غير المسلمين من المسلمين بل حسن الظن بالله جل وعلا يجعلنا نوقن بأن هذا الدين منصور وأن الإسلام غالب مهما حصل وإذا نظرنا إلى المسيرة وجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الرسول الخاتم المؤيد من الله بالمعجزات والآيات والبراهين ابتلاه الله بأنواع من الابتلاء فصبر واحتسب حتى انه حوصر في شعب لمدة عام حيث كان الصحابة معه يأكلون الخبط من الأشجار لا يجدون الكلأ فإذاً وجود العداوة من المشركين والكفار للمؤمنين هذه قديمة.
وثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله جل وعلا: {أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء} ونحن نجزم ونوقن بأن الله جل وعلا لن يضيع دينه ولن يضيع ملته ولن يضيع المسلمين بل ان العاقبة للمسلمين. والذي شهد بذلك هو رب العالمين قال تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا}.
فإذا كان الامر كذلك فهذا يعطي النفس انواعا من الطمأنينة وانواعا من عدم الاندفاع لأنه اذا احسنت الظن بالله وايقنت بأن وعد الله حق فإنه لن يكون عندك استعجال بالاعمال او النتائج ولن يكون عندك قلق مما يحدث واضطراب ربما يحمل بعض المسلمين وبعض الشباب الى ان يعملوا اعمالاً منكرة، السبب انه ليس هناك الصبر الواجب ولذلك قال تعالى: {فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون} فهذه الآية جمع الله فيها بين امرين. قال فأصبر ان وعد الله حق وقال ولا يستخفنك الذين لايوقنون. لأن سبب عدم الصبر ماهو. هو الاستخفاف ان الذين لايوقنون من الكفار والمنافقين يستخفون اهل الايمان واهل الإسلام حتى يعملوا اعمالاً ليست هي في المصلحة بل هي خلاف الصبر لذلك المؤمن يعمل العمل على وقت المصلحة المرجوة الموافقة للحكمة.
وقال معاليه ان المصلحة هي ان تتحقق الغايات المحمودة برجحان على المفاسد اذا تحققت غايات محمودة والمفاسد ضعيفة او ملغاة فهنا تحققت المصلحة وتحقق امر الله جل وعلا اما ان تكون المفاسد اكثر بالاعمال والتصرفات فهذا لاشك نعلم يقيناً انه ليس مراداً في الشرع وليس مطلوباً ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال من ظن انه اذا امر بالمعروف او نهى عن المنكر فإن المنكر يزيد او يتساوى فإنه لا يحل له ان يأمر وينهي حتى يتيقن ان المنكر لا يزيد لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
وبين معاليه السمة الثالثة من شخصية المسلم التي دلت عليها الادلة ان المسلم دائماً طيب يحب الطيب من الاقوال والاعمال والاشخاص والاموال والطيب هو الذي طاب فلم يخالطه سوء او ضعف ذلك عنده والنبي صلى الله عليه وسلم رحب بأحد الصحابة قال مرحباً بالطيب المطيب.
ونبه معاليه الى احد <span style='color:red'>مداخل الشيطان التي تصيب الإنسان المستقيم انه مادام انه مستقيم وظاهر الاستقامة على دين الله جل وعلا فهو افضل من الناس فالشيطان قد يعجز عن ان يأتي اليك في معصية فيأتيك عن طريق الاعجاب بالنفس وازدراء الآخرين وانت لا تعلم</span>.
اما الصفة الخامسة وهي الاخيرة من صفات المسلم الملازمة لشخصيته ان المسلم صاحب حب لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأهل الايمان وبين معاليه الولاء لله بالاخلاص له من محبة ونصرة قوة وللذين امنوا المحبة والمولاة والنصرة وهنا يقول اهل السنة والجماعة في عقائدهم ان الولاية بمعنى المحبة والنصرة تتبعض يعني تزيد بحسب مقتضى الايمان. فإذا كان كذلك فليس عندما كقول بعض الفرق ان الولاء شيء واحد اما ان نوالي هذا او نعاديه وهذا غير موجود في عقيدة اهل السنة والجماعة وانما هي متبعضة كما يقول شيخ الإسلام في كتابه الايمان. يعني انها تزيد وتنقص. لذلك لا يوجد بين المؤمنين الكره الذي لاحب معه الحق الغل واذا كان الامر كذلك فما الذي يخلص النفس من الغل.. قول النبي صلى الله عليه وسلم "ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم. يعني لا يكون لمن تحققت فيه ان يكون في قلبه غل لامرئ مسلم ما هي: قال الاخلاص لله ولرسوله ثم ان تلزم جماعة المسلمين وامامهم والثالثة ان تناصح لمن والاه الله امر.. فالاخلاص يجعل المرء متخلصاً من هواه فيسعى بايجابية هنا ننظر هل من شرط الناس اذا انت تحب المؤمن من شرطه الا يكون عنده سيئات هل هذا من شرطه لا ليس من شرطه لأنه
ما من مسلم الا وعنده حسنات وسيئات. قال الله في الصحابة وغفر له في سورة الفتح.
فمن يتصور مسلماً بلا سيئات فإن تصوره خيالي لا يدخل في ذهن التفكير الصحيح فإذا كان كذلك اذاً هناك امور تجعل المسلم يتخلص من الغل ولذلك ينظر الى هذه بأنه دائماً يغلب جانب الحسنات على السيئات لأن الحسنات اعظم اثراً.
واشار معاليه الى اختلاف اهل العلم عن الاعظم هل هو اتيان المأمورات او اجتناب المنهيات في امر الله جل وعلا. الصحيح الذي عليه المحققون من أئمة الإسلام وهو الموافق للدليل ان شأن الاوامر اعظم من شأن النواهي لماذا لأن الله جل وعلا يحب من عبده ان يمتثل اوامره وان يجتنب نواهيه لكن بالامر سجد الملائكة وابليس لم يستجب للأمر فكان مغضوباً عليه الى يوم الدين وبالنهي عصى آدم في الجنة فتاب الله جل وعلا عليه "ثم اجتباه ربه وتاب عليه وهدى" الاوامر اعظم..
واكد معاليه اننا في هذا الزمن نحتاج الى ان نعيد التفكير ودائماً المسلم ينظر الى ما فيه نفع وصالح ويحرص ان يكون طيباً والا يكون اداة في هوى نفسه والشيطان بل يكون مستعملاً لشرع الله ما استطاع الى ذلك سبيلا.
بعد ذلك اجاب معاليه على اسئلة الحضور في منطقة الجوف وتضمن النقل ايضاً الى دولة الكويت الشقيقة حيث اجابه معاليه على اسئلتهم واستفساراتهم. .................................................. ......... الرياض العدد 13071