تقول إحدى معلمات دور تحفيظ القرآن الكريم .. في كل سنة كانت تُقام لدينا مسابقة
في الجماعة الخيريه على مستوى الرياض بحيث نكون لجنة ونمتحن المرشحات لذلك من
جميع الدور ..
تقول وكنت سنويا من ضمن هذه اللجنة التي تتولى مهمة الامتحان ..
وفي سنة من السنوات حدثت قصة غريبه مع إحدى المُمتحنات .. دخلت علي احداهن
وكان يبدو عليها سمات الاجتهاد - وقد اشتركت في الخمسة أجزاء الأخيره من القرآن الكريم -
ماإن جلست إلي حتى سحبت ورقة لأوافيها بالمقاطع التي تسمعها غيبا علي .. فأعطيتها
المقطع الأول منجزء الأحقاف ، فما كان منها إلا أن صمتت دون أن تحرك شفتها ..
تعجبت منها !!
قلتُ : لعلها مرتبكة .. أمهلتها بعض الوقت وذكرتها ببداية الآية ..
ولكنها لازالت على حالها !
زاد عجبي أكثر وأكثر ! فلم يسبق لي أن مرت عليّ متسابقة كهذه الحال ..
لاتنطق بأي شيء من الآية ..
قلتُ : لعل المقطع كان عليها صعبًا ! فطلبت منها تسميع المقطع الثاني ولكن لافائدة ..
فقد كانت كسابقتهالم تنطق بشيء!!
قلتُ : يبدو أن في الموضوع ســر !
فطلبت منها تسميع مقطع من جزء عمّ .. ولكن
الحال كماهو لم يتغير
وماهي إلا ثواني حتى أجهشت بالبكاء !
أيقنتُ حينها أن هناك أمرًا كان خارجًا عن ارادتها
- على أن المقاطع جميعها لم تكن صعبه -
أخذتُ أربتّ على يديها أن اهدئي واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم .. ولاعليك ياأختي ..
ثم طلبتُ منها الخروج من قاعة الامتحان وأن تتوضأ وتصلي ركعتين وتدعو الله وتستغفر
علّ الله أن يفتح عليها ويُذهب عنها مابها
عادت بعد فترة ودخلت عليّ مجددا بوجه طلق متفائل
حييتها مرة أخرى وبدأتُ في التسميع لها مُجددًا وكانت المقاطع هذه المرة صعبه وقد
تعمدتُ ذلك وإذ بها - تبارك الله ولاقوة إلا بالله - تُسردها جميعًا دون أي خطأ !!
قلتُ لها : حيرني أمركُ ياحبيبة .. قبل قليل دخلتِ وكانت المقاطع سهله ولكنك لم
تجيبي بأي كلمة وكأنه قد رُبِط على لسانك ! والآن – زادك الله من فضله – سمعتِ جميعها
دون أدنى خطأ ..
فأجابتني : في المرة الأولى .. وقبل أن أدخل إليك كُنتُ معجبة بحفظي وأخذ الشيطان يوسوس
لي : ( حفظك ممتاز ولو أتاكِ أي مقطع فبالتأكيد سوف تجيبين دون أي خطأ ) ..
فأخذني العُجب ووكلتُ أمري إلى نفسي دون أن أشـــعر فخذلتني .. ولكن بعد ماحدث لي
أحسستُ بضعفي فخرجتُ من هنا وانطرحت بين يدي من إن وكلت أمرك إليه
كفاك وكان لك خير مولى وخير مُعين .. !!
ومــضة :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها :
(ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أو تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم برحمتك
أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
- لو وكلت أمرك إلى مسؤول أو ملك من ملوك الدنيا لارتاح قلبك واطمأنت نفسك ووثقت بأن
الأمرسيتم كما تُحب وترضى ، فكيف لو وكلتَ أمرك لملك الملوك ومن بيده ملكوت السموات
والأرض .. أليس الله بكافٍ عبده ..!!
قصة حدثتنا بها معلمتي - جزاها الله كل خير ونفع بها -
فأحببتُ نقلهالكنّ لتعم الفائدة