رمضان والتسبيح بحمد أمريكا ..
تتأهب الفضائيات لإعداد الكثير من البرامج الرمضانية ( الدسمة ) .. في تكثيف للبرامج الإيمانية الزاخرة بالإيمان والتقوى .. والزهد والورع .. والأخلاق الفاضلة .. كما عوّدتنا - رعاها الله – فإليها هذه الباقات المعطرة بكل شكر وتقدير وامتنان .. على جهودهم الجبارة في شغل أوقاتنا بالإيمانيات .. والبرامج التي تأسر القلوب والأعين وحتى الأفكار إن شئت .. حتى لا تملك بعد مشاهدتها إلا أن تقتدي بهم وتسير على خطاهم لاهجاً بالتسبيح بحمد أمريكا ومزداداً من السجود والتضرع نحو بيتها الأبيض ..
على شاشة إحدى الفضائيات العربية .. تم بث عرضاً دعائياً لمسلسل بعنوان ( الحور العين ) وملخصه : " المساهمة في القضاء على الفكر المنحرف وأن من يقوم بهذه الأعمال الإرهابية مرادهم وهدفهم الفوز بالحور العين في الجنة " .. فنشكرهم مقدما على ربط الفكر المنحرف بالدين والحفاظ على سمعة ووقار الملتحين .. وللعلم فهذا عرض دعائي فقط بدأ بالتلويح والتلميح ولا نعلم ما يخفي لنا القدر في أيامه من مضامين التصريح فاللهم سلّم سلّم ..
وبما أن فضائنا ملئ بالأخلاق والعفاف فنبعث له باقة من الزهور .. وعفواً ليس أي لون بل باقة حمراء فاقع لونها تسر المحبين العاشقين .. فإلى ذات الحسن والجمال التي ما فتأت تُقدّم وتضحي .. وتبذل وتعطي .. لترقى بمستوى الرقص العربي .. ثم لم تكتفِ بذلك فقط بل نافست في مجال الإبداع والتجديد .. فأتت بما لم يأت به الأولون .. فالله غايتها .. والرقص سبيلها .. وهداية البشرية أسمى أمانيها .. توثبت هذه الشريفة الطاهرة في غِيرة متوهجة على فنّنا الراقي وطربنا العظيم أن يلمز بالركود والروتينية .. فانبرت لتتحفنا بأحدث أنواع الرقص وكان لها السبق العالمي – فيما أعلم - .. فاهتبلت فرصة عيد ميلادها لعمل فديو كليب غنائي متميز .. وعند رؤية حبيبها وعشيقها انطلقت إليه مسرعة مهرولة ولم تشعر بنفسها إلا وهي تطأ على طبق من الكعك ( الطرطة ) وفي طرطرة معهودة عنها وبعيداً عن تمييز الخبيث من الطيب أكملت الرقص هي وعشيقها على الطبق في تقدير وإجلال عظيمين لهذه النعمة .. والحمد لله أن تسابقت فضائياتنا في النقل والاهتمام تشجيعاً للإبداع والتجديد وإشادةً بالسبق الرائع وننتظر إطلالة فنانتنا الغالية في رمضان كما وعدتنا بفديو كليب هو الأول من نوعه في الارتقاء بالأخلاق والفضائل والإيمان .. فتربصوا إنا معكم متربصون ..
ومن حمل المسؤولية التي تشعر بها فضائياتنا تجاه مشاهديها الفضلاء هي جعلهم يتذوقون طعم الخشوع ولذة البكاء من خشية الله وخاصة في شهر رمضان المبارك .. فتزداد البرامج المرحة والمضحكة والتي تصل بالمشاهد أن يستلقي على ظهره مقهقراً في خشوع ووقار عجيبين .. وعندما يتناهى الخشوع الضاحك إلى أقصى مداه .. لا يملك المشاهد عيناه إلا وأن تنهمل من الدموع ..
فحمداً لله أن حققت فضائياتنا هدفها في أن يتذوق المشاهد الكريم لذة البكاء من خشية الله في رمضان ..
فضائياتنا الموقرة .. بارك الله في جهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم .. وزيدوا في البذل .. وخدمة (ماما أمريكا ) لنزداد تسبيحاً بحمدها .. وصلاة نحو بيتها الأبيض .. فسابقاً قال أبو العتاهية :
دَع المساجدَ للعُبّاد يسكنُها وقُم بنا نحو خمّارٍ ليسقينا
ما قال ربُّكَ ويلٌ لكلِّ مسكرةٍ لكنّه قال: ويلٌ للمصلينا