بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:
فقد أقيم المهرجان لنصرة الحبيب المصطفى في البالتوك هذا اليوم الجمعة 20/12/1426 هـ تحت عنوان :
"غضبة لله ودفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "
، وذلك إثر ما تعرض له من إساءات قام بها أهل الكفر والإلحاد في الجرائد والدانمركية ، مصورة رسولنا المصطفى أزكى البشرية وخير البرية في صور كاريكاتورية ساخرة مزرية ،في معرض مسلسل طويل تحيكه الشعوب الغربية محاربة للإسلام وأهله ، وطعناً في الرسالة السماوية.
وقد استمر المهرجان ثلاث ساعات تخللته كلمات وعظات من عدد المشايخ الأجلاء والأخوة الفضلاء ، تناقلته عدد من الغرف الإسلامية في البالتوك : في مقدمتها
"غرفة الأحبة في الله" ، وغرفة "لا إله إلا الله" ، وغرفة "صناع الحياة" ، و"نبض الدعاة" ، و"أنصار أهل البيت"و "رياض المسك"... وغيرها . نقلاً من الغرفة مستضيفة المهرجان: " الإسلام أو المسيحية "(( i s l a m or c h r i s t i a n i t y )) .
وقد حضر الإجتماع جمع حاشد من المسلمين الغيورين على دينهم الذائدين عن جناب نبيهم صلوات ربي وسلامه عليه ، فاق عددهم الثلاثة آلاف شخص من مختلف الدول والأجناس .
ابتدئ المهرجان بتلاوة آي من الذكر الحكيم قرأه الأخ الفاضل أبو محمد "شقردي" _المشرف في غرفة الأحبة في الله_ ، ثم تلته كلمات متتالية من عدد من العلماء الأجلاء وطلبة العلم منهم الشيخ :د. محمد المختار . رئيس الجمعيات الشرعية بمصر ، وفضيلة الشيخ الداعية المعروف : بدر بن نادر المشاري _ حفظه الله ووفقه_ ،و الشيخ د. سعد الرفاعي .
تحدثوا حفظهم الله عن فضل ومكانة النبي صلى الله عليه وسلم وعظم شأنه عند الله وعند عباده ، وبينوا شريعته السمحة وصفاته النبيلة من حنان ورحمة وشفقة بأمته ، عبر صور من حياته صلى الله عليه وسلم ومواقف من تعامله مع الإنسان والحيوان والنبات بل والجمادات، تعكس إنسانيته وحرصه .
وتساءل الشيخ الفاضل : بدر بن نادر المشاري _حفظه الله_ في كلمته المميزة بأسلوبه الرنان عن الجيوش الإسلامية وأمة الألف مليار! أين هي من ما نشرته الصحيفة الدانمركية لاثني عشر رسما كاريكاتورياً ساخراً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : لو كانت السخرية لأحد رؤساء العالم ، لاهتزت الحكومات وضجت الدول ، كيف بنا والحديث عن حبيبنا رسول الهدى المزكى من فوق سبع سماوات بقول الحق تبارك وتعالى : {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى }،{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }، {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }النجم2،3،4 . وزكاه في علمه فقال : {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى }النجم5 ، وزكاه في فؤاده فقال : {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى }النجم11، وزكاه في بصره فقال : {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى }النجم17"
ثم قال : ألا يكفي أنه قتل الشيوخ وسكتنا وذبح الأطفال فنمنا ، وهتكت الأعراض فألجمنا ، ماذا يريدون ؟ لم يبق إلا رسولنا ، إلا رسول الله سنفديه بآبائنا وأمهاتنا ونفديه بأبنائنا وأنفسنا وأرواحنا ... نعم ندافع عنه ونتحدث ونغضب لأن الله أرسله كافة للناس بشيرا ونذيراً ، إنك النبي الذي أرسله الله شاهداً ومبشراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ،يا رسول الله لقد بلغنا الخبر المشين وكدرنا السكوت المهين وأحزننا حزناً عظيماً ، لقد هالنا الأمر واقشعرت الأجسام وبلغ بنا ما بلغ مبلغاً كبيراً من النكير والاستهجان والامتعاض مما فعله أولئك الأخساس...
إلى أن قال : ما بقي في الحياة لذة إذا انتقص من نبينا صلى الله عليه وسلم ، فلا وربي لن نطبق آذاننا ونخرس ألسنتنا ، فإن عجزنا عن المدافعة عن النبي ألا فأخرس الله ألسنا عجزت عن المدافعة عن النبي ، ألا جفت أقلام وشٌلّلت سواعد امتنعت عن تسطير أحرف تذود بها عن عرضه صلى الله عليه وسلم..."
ثم شارك عدد من الأخوة بقصائد وأناشيد ، منهم الأديب : أحمد بن عبد الله المجيني المذيع في إذاعة القرآن الكريم في أبو ظبي " أبو عبد الملك" شارك بقصيدة مميزة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم والذب عنه .
وقد خرج الاجتماع بعدد من التوصيات أجملها الشيخ الدكتور : سعد الرفاعي_حفظه الله_ في النقاط التالية:
أولاً : مراسلة الحكومة الدنماركية عبر قنواتها المختلفة ، ومراسلة وزارة الخارجية و الوزراء والسفراء عبر العالم.
ثانياً : الدعوة لمقاطعة البضائع الدنماركية في حال لم تستجب الحكومة الدنماركية لرد الإساءات سواء الصحفية أو الفيلم المزمع عقده .
ثالثاً : حث أبناء الأمة الإسلامية على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله ونصرة الإسلام من خلال دراسة السيرة النبوية والتعايش معها والسير على خطى الحبيب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
رابعاً : تجديد العهد على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعزم كل واحد على أن يقوم بعمل يحرص من خلاله على إظهار عزة الإسلام سواء كان بعمل دعوة إلى الله أو تنمية للأمة أو رد كيد أو افتراء على هذه الأمة .
خامساً : دعم ومساندة المنظمات الإسلامية في الدنمارك من خلال إرسال إيميلات أو فاكسات مناصرة ودعم ، ومن خلال إرسال كتب مترجمة في السيرة والعقيدة وغيرها من أبواب الشريعة ليقوموا بنشرها في الأماكن المتاحة ليظهروا الصورة الحقيقة للإسلام وشخص محمد صلى الله عليه وسلم .
سادساً : الدعوة لأن يكون هناك لقاءات متكررة للبحث في قضايا الأمة ومستجداتها في ظل هذه الهجمة الشرسة على الإسلام وأهله .
سابعاً : الحث على صناعة القدوات وأن يحرص كل واحد منا ان يكون قدوة بنفسه وذاته وأن نحرص على تنشئة جيل قدوته النبي صلى الله عليه وسلم من خلال زرع محبة الرسول في قلوبهم بتعليمهم المنهج النبوي ليكون رائدهم في حياتهم ، وأن نبني مجتمعاتنا بالطريقة التي رسمها لنا ربنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أي العودة إلى الكتاب والسنة .
ثامناً : العمل على ترجمة كتب السيرة النبوية بلغات متعددة وأن تكون هناك دراسات للسيرة النبوية تعالج من خلالها واقع الأمة وفق المنهج النبوي .
تاسعاً : تدويل القضية فلا نجعلها خاصة في مكان واحد لأنها تمس عقيدة كل مسلم..
عاشراً : دعوة الهيئات والجمعيات الإسلامية في الغرب لتكون المثل الحي والصورة المشرقة التي تمثل الصورة الحقيقية للإسلام في الغرب .
الحادي عشر : الدعوة لإنشاء غرفة إسلامية دعوية للتواصل مع المنظمات الإسلامية عبر العالم لبحث ما يستجد من قضايا أو مخططات تخص الأمة ، وأتخاذ خطوات مناسبة من خلال الجموع الإسلامية في البالتوك.
لسماع أحداث ومجريات هذا الاجتماع اضغط على الرابط التالي:
http://www.ala7ebah.com/dl/download/GadbaALLAH.wma
ختاماً...
جزى الله كل مسلم بذل جهده وماله وقلمه وفكره لنصرة الرسول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ، وشكر لمن قام على هذا المهرجان بنقل واستضافة وترتيب وتدوين ، وشكر خاص لأخينا ومشرفنا الجنوبي ، والأخوين ماء زمزم و في آي بي للمساعدة في إظهار هذا المقال .
حشرنا الله مع نبيه وحبيبه وصفيه من خلقه محمد صلى الله عليه وسلم ومع صحبه الكرام .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين