mMmMmMmM
ـ وأنا أكتب هذا الموضوع رأسي مشوش بالأفكار ، وعقلي أصبح يلتهب بالآراءوالانتقادات التي تنصب في هذا الموضوع ، لكن في عقلي ثورة وهتافات كما يُقال ، ولاأخفيكم أني أنا نفسي لا أدري هل أنا مقتنع بالموضوع أم لا ؟ ! ، وبغض النظر عنالقناعات والآراء أصبح الاحتقان الفكري عبء علي يجب أن يخرج ، على الأقل في شكلسطور ! .
ـ الموضوع بسيط ، وهو رؤية شخصية لا أقل ولا أكثر ،هي محاولة لقراءة المجتمع في ظروفه الزمنية والمكانية ، أو بالأحرى رسم خط بياني يشكل أو يرسم ولو بالقليل بما ما يدور في ذهني ..
ـ المطاوعة .. ما أجمل هذا الاسم في معناه ، المطاوَعةَ أمر جميل مثل ( الصلصال ) فهو مطاوع في يديك ، ومريح في توجيهه وتشكيله كيفما تريد ، لا يثقل أناملك ، ويذوب بين أصابعك ، فما أجمل هذا المعنى حينما يتصل بالله ورسوله ، ما أجمل هذا الاسم حين يكون منطلقاَ من شرعة الله من فوق سبع سماوات ، أما الاسم حينما يكون تقسيماً وتصنيفاً لهيئة اجتماعية ؛ يصعب عليّ استساغته ، بل أضجر من سماعة ، وأتململ من ترديده ، أصبح لدي شعور غريب ينتابني حين سماعه ! .
ـ حينما نعود في حقبة من الزمن ... قليلاً إلى الوراء كان هذا التصنيف ذو مغزى ومعنى ، فقد كانت هذه الفئة محددة ( بطلبة العلم ) على الأغلب ، لهذا كان لهم شأنهم وشوكتهم الإجتماعية ، بل في بعض الدول ( المطوع ) بمعنى الشيخ العالم وليس أي شخص !! ، لبثنا عدة سنوات على هذا المنحى ، ثم مافتئنا حتى استهلك هذا الاسم كثيراً فيما بعد ، وما لبث حتى انخرط فيه أغلب الناس سواءً كان طالب علم وغير طالب العلم ربما كان بمقاس اللحية والثوب ...على أية حال كان هذا التصنيف إلى حد ما مقبول ! ..، ولكن سرعان ما تتابعت السنوات حتى انخرط جيل جديد في هذا المسمى ؟!! ..
ـ الجيل الجديد كان يحمل رؤى مختلفة ، وأفكاراً جديدة ، صعبة القبول أحياناً ، لكنه كان متحمساً لهذه الأفكار ، وبضرب الصفح عن ماهية هذه الأفكار ، وعن مدى جديتها ! ، وعن مدى صحتها أم خطئها ، إلا أنها كانت سائدة في هذه المرحلة ، ومن أبرز تلك الأفكار ( التقسيم ) مابين الجامية .. الجهادية .. التبليغية وحروب طاحنة بين هذه الفئات في الاستراحات .. في المجالس والمنتديات . في المكتبات ، والتعصب وصل إلى أوجه تقريباً .. كانوا يتشاجرون على شخصية ما .. ويصنفونها تصنيفاً مابين موالي وغير موالي ، إلى أن هدت الأجساد وتعبت الألسن ... هي لم تخرس لعدم اقتناعها ؛ بل لأنها استهلكت كثيراً ... وصلوا إلى مرحلة التشبع .. بل التقيؤ ... ( خلاااااااااص طفشنا ) .... فبدأ جيل جديد يخرج لنا .. ..
ــ الجيل الأجدد ... كان يحمل كذلك أفكاراً ورؤى .. جديدة ... ومن أبرزها أنه كان يعزف دائماً على وتر التغيير .. ولا يرضى ( بالطواعة الكلاسيكية) ، يريد أن يتمرد على الواقع ، ويخرج عن المألوف بشكل مدروس أو بعشوائية ، لاتعجبه كلمة ( مطوع ) وأصبح يجيّش مواضيع ترصد لذلك ... في البداية لاقى معارضة شديدة ، لكنه بدأ يمد نفوذه شيئاً فشيئاً ، ويبحث عن جميع سلبيات الطواعة الكلاسيكية فيشهرها برواية ... أو بكلام أو بشكل ... !!! . ومن أبرز المتضررين بالطبع المنتسبين للطواعة الكلاسيكية ، وصل الضرر بقناة المجد حتى!!!! ... ولم يسلم المشايخ من تمرد التغيير ، التغيير صار ديدناً أرهقني شخصياً في هذه الفترة ، فهم أرادوا الانقلاب على الواقع بكل مفاهيمه .... لماذا ؟؟ لاإجابة ، أصبحت أتذكر الآية التي يقول الله فيها حكاية عن قوم صالح ((... إنا بالذي آمنتم به كافرون )) ، فأصبح التغيير هو الغاية وليس الوسيلة ، بل تذكرت ( النكتة ) التي تقول ادخل للحمام وأنت تمشي للوارء ؟؟ هل تعرفون السبب ؟؟ ( تغيير ) .. ..
في خضم هذا المعترك الفكري خرجت لنا أمور غريبة ومضحكة في آن واحد معاً .. من الأمثلة وليس على سبيل الحصر ( أذكر مناقشة حادة جداً حصلت على من أفضل قراء الجيل الجديد الدوسري .. القطامي .. أم الزامل ؟؟ ) وشجااار عنيف في ذلك .. بعدما كانت الشجارات على اعتقاد ( لا أدري أيهما أفضل ففكري لم يعد يستوعب أو لم يعد يتذكر ...أو بالأحرى لم يعد يهتم ) !! ، تطورنا شيئاً فشيئاً .. تغيّرنا .. ..
أصبح الآن النقاش على من يغلب في ( شاعر المليون ) ؟؟ هل الفراعنة أم الشبرمي ؟؟ وبعضهم والله تأسف لعدم وجود المذيعة روضة في الموسم الحالي ، أما المباريات فحدّث عن البحر ولاحرج كما يًُقال .. فالحديث أصبح عن الحكم الذي دائماً يظلم النصر لصالح الهلال !!، غير قضيّة التعصب القبلي بين هذه الأوساط ...و..الخ ..
ـ أنا في الحقيقة لاأدري هل الملل والسأم فعلوا بأصحابنا مافعلوا !!! أم ماذا ؟؟؟ ، بغض النظر عن التبريرات ،وصحة المبدأ وغير ذلك ، ألا تشعرون أن اسم ( مطوع ) قد ذاب في المحلول الإجتماعي وانصهر معه ؟؟ ألا تشعرون أن الجميع قد سئموا من تصنيفهم ؟؟ ، بالفعل .... ذهب المطاوعة في جيله الأول من غير رجعة ... بغض النظر عن أخطائه ، أصبحت الآن ( أحن إليه وأشتاق) .. لاأدري لماذا ؟؟ هل لأني من الأخيرين... الله أعلم ، على الأقل كانوا يسألون عن ( الحلال والحرام ) ... على الأقل ( كان للعلماء هيبة في أوساطهم ) ، أما الآن فلا تتساءلوا عن حلال وحرام أصبحنا نعيش الآن بين المشتبهات ، بل أتحداكم أن تناقشوهم في قضية حلال وحرام ؟؟ سيأتون بأقوال .. وقيل وقال.... إلخ .
والورع .. وطلاب العلم أصبحوا في غيابة الجب .. ومن أراد البحث عن طالب علم في هذا الوسط أصبح كمن يحث عن إبرة في كومة قش .
نعم إخوتي الأفاضل لقد تُهجم على المطاوعة بما فيه الكفاية ، لقد كرسنا عصارتنا الذهنية ضدهم ، بل إلى رموز العلماء بدعاوى كثيرة أمثال ( التغيير ، محاربة التعاليم الكنيسية .... علماء السلاطين ... صحوة جديدة ) لكن نسينا أنفسنا !!! ، نسيناها .. أعرف الآن أناس من هؤلاء قد ضيّعوا الصلاة !!! فلاتسأل بعد الصلاة شيئاً ..
أخيراً رويدكم على صاحبكم فأنا لاأشتم ... ولا أبرر ... ولا أسيء لأحد . ما أردت أن أكتبه في هذه السطور .. ماهو إلا لمسة وفاء لكلمة ( مطوع ) التي طواها الزمن ..