السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل غضبت من أحبائك ذات مرة وبشدة..فانسكب في نفسك شيء من النفور ، وامتلأ قلبك بمشاعر
سلبيه تجاههم ؟ ألا تختلط عليك مشاعر حينها، تتسأل :كيف يتوارى الحب فجأة ليختبئ خلف الجبل الهائل من النقمة والغضب
ما الذي يعكر صفو نهر الحب الجاري بين الأحبه بهذه الصورة وبهذا القدر؟؟!
وهكذا تنقلب حياتك في لحظات الخصام مع أحبتك ،وما اعتقدته سحابة صيف يتحول إلى غيوم سوداء ملبدة
،وبرق ورعد وصواعق ،وعواصف ووحل...وتتحول أنت بعدها إلى شخص آخر، جاف الطباع
،وتختار أقسى الكلمات وأخشنها، وتتحدث باقتصاب ،وترد بقسوة، ويصبح الجو مشحوناً ،
ملغوماً، أي شيء يستفزك، أي موقف يدفع بحنجرتك لتعمل بأعلى كفاءة ليمتلي البيت صراخاً. وتتجمع كل تقاطيع
وجهك المنبسطة في عقدة مخيفة تحتل كل الجبين.
وأنت إذ تتأمل نفسك ،تنبهر بما يحدث ،فأنت ليس بهذه القسوة ولا تملك العصبية، وتتفاجأ كيف تبرد مشاعرك الدافئة،
وكيف يغتال الصراخ عذوبة حديثك ،وكيف تقف الكلمات الحنونه ،والجميلة على أطراف شفتيك باستحياء شديد
، خجولة جداً، ووقورة جداً تتسلل إلى الداخل كلما هممت بتلفظها.
وتنتظر ما ينعش فؤادك ،كلمة ،لفته ، عتاباً، فلا تجد سوى دموعك مطراً يهمي لتنبت كل الأوجاع.
تصاب بالخيبة والكآبه وتتمنى أن لا تطول لحظات الخصام، وتتمنى أن يعطيك حبيبك إشارة ولو صغيرة لتلقي بحمولة
فؤادك المضنية عند أعتاب قلبه، لتكتشف حينها أن الذي أتعبك ليس المشاكل بذاتها واختلاف وجهات النظر، إنما البعد
وطول فترة الخصام . فالحياة من غير أحبتنا موت حقيقي، فمن يهزم الخوف والكآبه والألم والوحدة ، من يفعل ذلك غير الأحبة؟
لقد حان وقت الصلح ،فلماذا تطول لحظات الخصام، فنراها تأكل جهدنا، ووقتنا، وعمرنا، وحبنا ،مع أزواجنا، وأولادنا، وإخواننا
وأصدقائنا، لكن كيف نتعامل مع هذا الخصام ؟؟ ألا نبالغ في تعقيده شيئاً فشيئاً حتى يستعصي الحل؟؟ لماذا لا نعطيه حجمه الحقيقي
من جهدنا ووقتنا؟؟!
أعزائـــــــــــــــــــي
عندما نعيش حلاوة الصلح فنراها تكبر وتكبر ، وتتقزم مرارة الخصام في نفوسنا فهي تصغر وتصغر . ومن غير الأحبة ثم الأحبة نعيش معه
حلاوة القرب؟
ما أتعسنا بخصامكم أيها الأحبة ...وما أجمل طعم الصلح...بعد هذا النفور...وما أروع انهيار الحواجز في لحظة تصاف متألقة، وما ألين الفؤاد وأنعم الكلام
بعد المكابرة والعناد!!
اتمنى ان لا أكون قد أطلت في الحديث
تحياتي المحبه لكم
أخوك طارق بن زياد