يبذل المتصارعَين دائما جهدا كبيرا لاكتشاف الطرف الآخر والتجسس ومعرفة خلقه وطريقة تفكيره
ولكن الله عز وجل قدم لنا في كتابه صورة كاملة للشخصية اليهودية وعرفنا بأخلاقهم وتفكيرهم وهذا لعلمه سبحانه أن الحرب بين المسلمين وبين يهود هي طويلة الأمد
القرآن الكريم حدَّد الشخصية الأخلاقية لليهود، وتحدَّث عنهم في إنصاف، فمدحَهم حينيستحقون المدح، وذمَّهم حين يمارسون ما يذمون عليه، وكان ذمهم طاغيًا على مدحهملِمَا جُبِلُوا عليه من أخلاق وما قاموا به من تصرُّفات مُنْكَرة، فمما ورد فيمدحهم قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَوَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىالْعَالَمِينَ) (سورة الجاثية:16) أي على عَالَمِي زمانهم.
ومن أخلاقهم المذمومة ما يأتي:
1- الكذب على الله، قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (سورة آل عمران) (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ) (سورة المائدة) (قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء) (سورة آل عمران ) (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ) (سورة المائدة )
فالذين يكذبون على الله ألا يكذبون ويخدعون البشر
2- حبُّهم لسماع الكذب،قال تعالى: (وَمِنَ الذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍآخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ) (سورة المائدة ) (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) (سورة المائدة)
فالأخلاق الفاسدة قد استقرت في ذاتهم
3- التمرُّد على الله. قال تعالى: ( فَبِمَانَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً) (سورةالمائدة)، وهو ميثاق مع الله بالصلاة والزكاة والإيمان بالرسل ومساعدتهم والقرْض الحسن.
تمردوا على الله الذي أراد لهم أن يحيوا حياة كريمة في ظل شرعه وها هم يتمردون على خلقه فترى الصليبيين يسعون لاهثين ليستقر اليهود ويثبتوا على أرض فلسطين ولكن طبعهم المتمرد يأبى إلا أن يصنعوا الحروب والمشاكل ويحفروا قبورهم بأيديهم
4-التمرد على الرسل، قال تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْنُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً) (سورة البقرة) (كُلَّمَا جَاءَهُمْرَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ) (سورة المائدة) (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًامَا دَامُوا فِيهَا فَاذٍْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (سورة المائدة)
قتلوا الأنبياء فلماذا نستغرب من قتلهم من هم أقل من الأنبياء
5- الجدال والمراء. قال تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّي يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ) (سورة البقرة) (قَالُوا ادْعُ لَنَارَبَّك يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا) (سورةالبقرة)
وللأسف أنك ترى من المسلمين من هم مع اليهود في جدالهم ... فماذا ستكون محصلة هذا الجدال؟
6- كتمان الحق والتضليل قال تعالى: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (سورة البقرة) ) يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَمِنَ الْكِتَابِ) (سورة آل عمران)
وبتضليلهم هذا أوهموا العالم أنهم مظلومون وأن المسلمين هم الإرهاب
7-النفاق، قال تعالى ( وإذا لقوا الذينآمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون) (سورةالبقرة)(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب) (سورةالبقرة)
8- إيثار المنفعة الشخصية والأنانية الطاغية، قال تعالى: (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ) (سورة البقرة) (لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) (سورة آل عمران)
حتى في تعاملهم مع الصديق فما بالك بالعدو "نحن"؟
9-حبُّ الشَّرِّ لِلنَّاسِ وَالسَّعْي في إفسادهم. قال تعالى: ( وَدَّكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) (سورة البقرة)
هذا شأنهم في الماضي والحاضر
لا جديد
10- كراهية الخير لغيرهم. قال تعالى: ( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا)(سورة آل عمران) (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهًمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (سورة النساء)
فهل ننتظر منهم أن يحسنوا إلينا ويعطفوا علينا فيعطونا الأرض ويكفوا أذاهم؟
11-الكبر والتعالي على الناس: قال تعالى: (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) (سورة المائدة ) ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ) (سورة النساء) (لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) (سورة آل عمران).
12- الاستغلال والانتهازية، قال تعالى: (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ) (سورة النساء ) ( أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) (سورةالنساء).
13- عدم الأدب في الخطاب. قال تعالى: (مِنَ الذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِيالدَّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعَ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَايُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا) (سورة النساء).
14- سهولة القتل عنهم وسفك الدماء حتى مع الأنبياء قال تعالى: (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِالْحَقِّ) (سورة البقرة)وهم اقسى الناس اذا قدروا واذلهم اذا غلبوا.
فهل تستغربون بعد ذلك سفكهم لدمائكم؟؟!
15- قسوة القلب وجمود العاطفة. قال تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَة) (سورة البقرة).
لذلك يقتلون بدم بارد
16- عدم الوفاء بالعهود، قال تعالى: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ) (سورة البقرة)
17- تَبَلُّدُ حِسِّهِم وموت ضميرهم الأدبي،قال تعالى: (كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ) (سورة المائدة) (تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ) (سورة المائدة).
18-التَّحايُلُ على المخالفة، قال تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُم فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (سورة البقرة). ويفسِّر ذلك قولُه تعالى: (إِذْيَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شَرْعًاوَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ) (سورة الأعراف )
19- الجُبْنُ، قال تعالى: (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ . لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّافِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌتَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) (سورة الحشر: 13-14) ( لَا طَاقَةَلَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهْ) (سورة البقرة:249) (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاٍة) (سورة البقرة:96)
20- البخل، قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا)(سورة النساء) (وَالذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (سورةالتوبة).
21- تحريف الكتب المقدَّسة قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا) (سورة البقرة) (مِنَ الذِينِ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) (سورة النساء:46).
22-استباحةالكفر في سبيل تحقيق أغراضهم. قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الذِينَ أُوتُوانَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا) (سورةالنساء) ( تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الذِينَ كَفَرُوا) (سورةالمائدة:80).
هذه صورة من أخلاق اليهود المذمومة كما وصفها القرآن الكريم. تمرَّدوا على تعاليم اليهودية السماوية، واستبدلوا بها تعاليمَ أخرى زعموا أنهاأفضل من التوراة "التِّلْمود" ومن أجل هذا لَفِظَتْهم كلُّ الدول التي يَحِلُّونبها وتاريخ طردهم من بلاد أوروبا مسطَّر في الكتب، ويؤكد خبثَ نيَّتهم ما تركَّزأخيرًا في صورة بَشِعَة هي الصُّهْيُونية بأساليبها الوحشية المعروفة، وإذا كان الله سبحانه قد ضرب عليهم الذِّلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله بما اتصفوا به منأخلاق فما ظلَمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، وإذا كان الله قد تأذَّن ليَبعَثَنّ َعليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب فذلك يُعطينا الأمل في نصر الله لنا على المعتدين والمحتلين منهم إن نصرناه بالإيمان القويِّ والتَّسلُّح بكل سلاح ماديومعنوي، مع وحدة تجمع الكلمة وعملٍ للصَّالح العام
والله أعلم.
منقول بتصرف