باجة ناسفة ..
أنقل لكم أحبتي في الله هذه المقالة لأخ عراقي تبين بعض ما يجري على أرض العراق .. و هي لا تخلو من بعض الأسى و من بعض السخرية كذلك ... وقتاً ممتعاً .
================
من كان منكم لا يعرف (الباجة) فهي تلك الأجزاء التي (تظهر) ! بعد ذبح الذبيحة ، الرأس و الأرجل و الأمعاء ، و تختلف تسمية هذه الأجزاء من بلد إلى آخر ، ففي مصر تسمى باسم بعض أجزائها (كوارع) و في فلسطين و ضفتها الشرقية الأردن تسمى كذلك ببعض أجزائها (كروش) و في الشام تسمى (سختورة) ! و في العراق و بعض بلدان الخليج العربية تسمى (باتشة) أوكما نكتبها في العراق (باجة) .. و قد يتعجب غير العراقيين إذا علموا أن العراقيين يتناولون هذه الأكلة الإرهابية الدموية المليئة بالجماجم و الأحشاء في وجبة الفطور التي يجب أن تتميز بالخفة !! و لا عجب .. فلكل شعب طريقته في الأكل وهو حر في اختياراته ..
ابن عمي محمود أحد معارضي مقاتلة المحتلين في العراق ، وكثيراً ما كان يردد الاسطوانة المستهلكة : اعطوا الأمريكان فرصة و لا تهاجموهم حتى نرى نواياهم . !! وكأننا لم نر نواياهم بعد .
خرج محمود بعد صلاة فجر الخميس الماضي إلى منطقة النهضة حيث باعة الباجة المتجولون ، فابن عمي من عشاق هذه الأكلة التي يبرع العراقيون في طهوها ، و على الأخص باعتها الجوالة في النهضة ، و قد ألح علي و هو يحمل القِدر الذي اعتاد أن يشتري فيه الباجة للخروج معه لكنني أبيت و تعللت بالنعاس فخرج محمود مع أخيه عادل وصديق لهما ، و أثناء عودة الثلاثة صادفتهم دورية أمريكية ، و كالعادة و بعد تسليم السيادة ! صرخ الجنود في محمود و من معه بعد أن وجهوا أسلحتهم إلى صدورهم : ( Stop .. Stop .. ) فناداهم صوت أحد العملاء المرافقين للدورية بالعربية : (توقفوا و ارفعوا أيديكم إلى الأعلى) ..
أراد محمود الذي كان يحمل القدر أن يضعه على الأرض ليتمكن من رفع يديه حسب أوامر المحررين اللذين جاءونا بالديمقراطية و الحرية ، فعاجله الجنود برصاصات جعلت جسده و جسد أخيه كالمنخل ففارقا الحياة على الفور ، أما صاحبهما فقد أصيب بإصابات بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى ، ثم لم يلبث أن لحق برفيقيه ..
قال الأمريكان بعد الجريمة لأهالي الضحايا : لقد ظننا الباجة عبوة ناسفة !!!!!!!!.
يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين