" برنامج اخوي عملي بين الداعية ومن يحب من
إخوانه في الدعوة والعمل الخيري "
المشاركة الأخوية في :
1- الطاعة .
2- الدعوة .
3- عمل الخير .
4- نفع الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
قد يتساءل العاملون في الحقل الدعوي :- ما مدى استفادة الأخ من أخيه من خلال مجالسته ومصاحبته في العمل الخيري والدعوي . وما مدى التأثير الايجابي بينها ؟ وما الأثر المترتب على ذلك ؟
وهل تحقق مقصود الشارع من الإخوة الإسلامية الجماعية التي تعمل بروح الفريق الواحد لخدمة الإسلام وإخراج نماذج جيدة للمجتمع ؟ سؤال جدير بالإجابة عنه فأقول
- الإخوة في الله ليست شعارا فقط بل هي وسيلة لغاية نبيلة وهي المشاركة في الطاعات والثبات على العبادات والارتقاء بالاستقامة والاستزادة من عمل الخيرات .
قال الله تعالى (الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) فالتقوى هي ثمرة الخلة والصداقة وإلا أصبحت مجرد مصاحبة ومجالسة ومؤانسة الطبع وشغل الوقت ثم لا شيء بعد ذلك .
من هذا المنطلق أحببت إن اصنع لإخواني في العمل الدعوي هذا البرنامج الأخوي العملي ليكون عونا على الإخوة الايجابية المصاحبة للطاعة وفعل الخير وحب العمل ونفع الأمة .
دعنا نقف مع الحديث " ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه " فقد اشترط ثلاثة شروط :-
1- الحب ( تحابا ) 2- الإخلاص في المحبة ( في الله ) 3- الاستمرارية برعاية هذا الحب حتى الموت ( تفرقا عليه ) .
• المقصود من هذه المشاركة
أن تكون علاقة الداعية بإخوانه في العمل الخيري والدعوي علاقة ايجابية في الخير والتواصي على الحق والصبر والتعاون على فعل الطاعات وترك السيئات القائمة على النصح والتوجيه والهدف المقصود – لا مجرد مجالسة ومؤانسة الطبع ثم لا شيء بعد ذلك في الواقع الأخوي الميداني .
قال الله تعالى على لسان موسى غليه السلام ( قال ربي اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري ) طه 25-32.
*ثم بين الهدف من تعاونه مع أخيه فقال ( كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا * انك كنت بنا بصيرا ) طه 33-35 .
* إذا عبادة التسبيح والذكر كثيرا هو الهدف من علاقة الأخ بأخيه المسلم .
وفي الايه – تعاون على الحياة – المشاركة في أمور الإخوة – الإعانة على ذكر الله .
• أخي الداعية المبارك :
من الآن //
اختر أحد إخوانك في الدعوة من أهل الجد والاجتهاد في العبادة وفعل الخير واجعله معينا ونصيرا لك على طاعة الله والدعوة وخدمة الإسلام والمسلمين وتعاهد معه على ذلك إلى الموت ومن ثم إلى الجنة إن شاء الله .
*قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " ما أعطي احد بعد الإسلام خيرا من أخ صالح فإذا أصاب أحدكم مودة امرئ مسلم فليتشبث بها فقلما يصيب ذلك " .
*وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعد معركة احد بدفن عمرو بن الجموح وعبدالله بن الحرام وقال " انظروا فاجعلوهما في قبر واحد فأنهما كانا في الدنيا متحابين متصافيين متآخيين " .
قال بعض الحكماء " من جالس ( خيرا ) أصابته بركته " .
*ولما ذهب علقمه إلى الشام أتى المسجد وصلى ركعتين وقال " اللهم ارزقني جليسا صالحا فرزقه الله جليسا وهو أبو الدرداء " .
البرنامج التعاوني بين الأخ وأخيه في الدعوة وفعل الخيرمن هذه البرامج الايجابية //
" مقترحات عملية "
شعار البرنامج : " قم بنا نتعاون على طاعة الله ونفع الأمة "
أولا // استشعار أن مجرد المصاحبة والمجالسة والمحبة في الله بحد ذاتها عبادة يتقرب بها العبد إلى الله ، وتوجب محبة الله للعبد المؤمن .
ثانيا // التواصي على الاستيقاظ لصلاة الفجر في أول وقتها مع الاستمرار في ذلك .
ثالثا // التذكير بفضائل الأعمال الصالحة والتعاون على أدائها في الواقع الأخوي .
رابعا // ممارسة النصيحة والتوجيه بينهما عند رؤية الخطأ .
خامسا // التعاون على حفظ شيء من القران والأحاديث من السنة الشريفة .
سادسا // الحرص على إحياء ما بين صلاة الصبح إلى طلوع الشمس بالذكر والدعاء وقراءة القران في المسجد ما أمكن ذلك .
سابعا // اقتناص فرص الخير المتاحة والتعاون بينهما على استثمارها – تفريج كربة ، نصيحة ، حضور جنازة .
ثامنا // التعاون على قيام الليل والتهجد في بعض الليالي ... الخ .
تاسعا // التعاون الدعوي – زيارة مقصودة – توزيع كتاب – إصدار شريط – نشر مطوية – تشجيع لعمل خيري – قافلة دعوية – موعظة مسجديه - ...الخ " الدعوة العامة
عاشرا // الحرص على الأجواء الإيمانية والتذكير بها " تعال بنا نؤمن ساعة " – زيارة مقبرة – زيارة مريض ...الخ .
الحادي عشر // صناعة الفرص والمناسبات الدعوية التي تبني خيرا أو تذكر غافلا أو تهدي عاصيا .
الثاني عشر // أداء العمرة في رمضان " وضع برنامج هادف " .
الثالث عشر // الاشتراك في صدقة أسبوعية أو شهرية على شكل أقساط ثم التفكير في الأسلوب الأمثل لإخراجها .
الرابع عشر // التعاون على صيام الاثنين والخميس أو ثلاثة أيام من كل شهر والإفطار جميعا .
الخامس عشر // ممارسة الدعاء بظهر الغيب . فكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة .
السادس عشر // التكافل المادي بينهما . قرض حسن – إعانة ...الخ .
السابع عشر // التعاون على طلب العلم والمطالعة الشخصية مع الالتزام بحلقة يوميه أو أسبوعية .
الثامن عشر // التعاون على نفع المسلمين وتقديم المساعدة لهم .
التاسع عشر // العيش مع هموم الآخرة والتذاكر لما يحصل من أمور من حساب ونعيم وأهوال ...الخ .
العشرون // الاشتراك في مشروع خيري أو دعوي شهريا في إحدى الجمعيات الخيرية أو الدعوية .
الحادي والعشرون // سماع شريط مفيد أو قراءة كتاب ( المذاكرة الثنائية ) .
الثاني والعشرون // التعاون الأسري سواء كان إيمانيا أو فكريا أو دعويا – درس أسبوعي – حضور دورة أسرية – رحلة إلى العمرة – طلعة برية -...الخ .
الثالث والعشرون // قراءة كتيب يحمل عنوان " رسالة إلى أخي في الله – مجدي الهلالي " وممارسة ما قرأ في الواقع الأخوي " .
الرابع والعشرون // ممارسة الدعوة الفردية وكسب عناصر جديدة للعمل الدعوي " الدعوة الانتقائية "
الخامس والعشرون // جلسات للتفكير فيما ينفع الدعوة والعمل الإسلامي ثم كتابتها في ورقة عمل وممارستها في الواقع ما أمكن ذلك .
السادس والعشرون // ممارسة البرنامج اليومي المثالي ولو يوما واحدا في الشهر .
السابع والعشرون // متابعة أخبار المسلمين وأحوالهم في العالم وتحويل تلك المتابعة إلى عمل – دعاء – إعانة مالية- التعريف بهم - ... الخ .
الثامن والعشرون // تنفيذ مشروع الدعوة بالمراسلة مع تسخير الآخرين لخدمة هذا المشروع الدعوي .
التاسع والعشرون // تفعيل رسالة المسجد من خلال تقديم المقترحات والأفكار الدعوية لائمة المساجد لدعوة الإحياء للهدية وحب الخير .
الثلاثون // وأخيرا التأكيد على أن المقصود من هذه الإخوة المحبة في الله والتذكير بها بين حين والأخر وممارسة قول " إني احبك في الله "
*صور تطبيقية للالتقاء على طاعة الله والتذكير بأمور الخير في حياة السلف
*عن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يقول للرجل من أصحابه " اجلس بنا نؤمن ساعة فيجلسان في ذكر وحمد لله سبحانه وتعالى " .
*وهذا عبدالله بن رواحه رضي الله عنه : كان يأخذ بيد الرجل من أصحابه فيقول : قم بنا نؤمن ساعة فيجلسان في مجلس ذكر .
*وكان عمر بن عبدالعزيز يجمع العلماء فيتذاكر معهم الموت ، وأحوال يوم القيامة والأخر ، فيبكون حتى كان بين أيديهم جنازة .
وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يجتمع بابي موسى الأشعري فيقول له : يا أبى موسى ذكرنا ربنا فيقرا من القران وهم يسمعون ويبكون .
اقترح توزيع هذا البرنامج الأخوي على أبناء الدعوة من خلال المجالس واللقاءات التربوية .
يمكن تنفيذ هذا البرنامج مع الواحد والاثنين والثلاثة من إخوانك الدعوة " معايشة جماعية هادفة " .
طرح هذا المادة التربوية في لقاء الصحوة حتى يغرس المعنى الحقيقي للإخوة في الله تعالى ومصاحبة الصالحين .