انطرح على قفاه ، وأخذ جهاز التحكم عن بعد بيده ، وانطلق يضغط عليه ..
فانظر ماذا رأى !
* قناة لدولة إسلامية : المسلسلة اليومية ، ولقاء غرامي بين عشيقين متيمين ، وكلام حرام ، ومناظر مخزية ، تذوب منها جامدات الهامدات .. بدعوى الحريّة الشخصية !
*** قناة لدولة كافرة : مشاهد ( ميِّتة ، لأن الحيَّة لا تصلح هنا لأهمية الدبلجة ) من داخل غزَّة بأرض فلسطين ، وصور للجراح النازفة والجثث المتفحمة لأجساد أحفاد القردة والخنازير/ المساكين/ المشردين/ المضطهدين من الجبابرة الفلسطينيين /الظالمين / الحاقدين / الإرهابيين /الذي تعدوا عليهم بالأسلحة الفلسطينية الفتاكة كالأحجار النووية والقسام الذري ... مناظر تبعث الأسى والحزن ، وتستدر دموع التماسيح !
* قناة لدولة إسلامية : أغنية عاطفية لمجموعة منتقاة من الفتيات الفاتنات ، ومجموعة من أشباه الرجال ( ولا رجال ! ) يترقصون في منظر شهواني سخيف ، وحمار الوحش ينهق فوق رؤوسهم ... ( ودقي يا مزيكا ! )
*** قناة لدولة كافرة : منظر يبعث الحميَّة والشجاعة للقصف الأمريكي للفالوجة العراقية المجرمة ( عدوَّة السلام الأولى ! ) ، وتقرير إخباري عن اعتقال واغتيال مجموعة لا يستهان بها من الإرهابيين أتباع الزرقاوي ، ومنظمة القاعدة /الإرهابية / الوهابية / التي تسعى لتدمير العالم !
* قناة لدولة إسلامية : رقصات شعبية ، تعبِّر عن الموروثات الخالدة التالدة التي لا يوجد لها نظير في العالم ، وكأن الماضي عقيم عن إنتاج ما يُفخر به سوى الفنون الشعبية والرقصات التراثية ... و( عاشوا ! )
*** قناة لدولة كافرة : تقرير إخباري عن تورط ( كل ! ) المؤسسات الإغاثية والدعوية والخيرية الإسلامية في دعم وتمويل المنظمات الإرهابية ...
وتقرير آخر عن الدور ( المبارك ! ) الذي تقوم به المنظمات ( الخيرية ! ) النصرانية في دعم المحتاجين وإيواء المشردين والعطف على المساكين وغير ذلك من صنوف ( البر البريء ! )
* قناة ـ اسمها غربي ، لكن أموالها ومن يتكلم فيها عربي ـ تنقل ، وعلى الهواء مباشرة ـ لأهمية الحدث ! ـ مباراة وديَّة بين فريقين رياضيين مدعمين بمجموعة كبيرة من اللاعبين الأجانب !
ومنظر للجماهير الغفيرة ( المناضلة ! ) التي اكتظَّت بها جنبات المدرجات في الإستاد الرياضي الكبير ...
*** قناة لدولة كافرة : برنامج تأريخي يتحدث عن غزو المسلمين /المتوحشين / المجرمين لتلك الديار قبل مئات السنين ، وكيف صنعوا بأهلها المسالمين من دمار وإحراق وإزهاق ...
نبشٌ للأحقاد القديمة لغرس بذورها في قلوب الأجيال الجديدة ... إنه تراث الأجداد للأحفاد !
* قناة لدولة إسلامية : برنامج وثائقي عن الحيوانات الفطرية المنقرضة من العصر الكرتياسي القديم ، وتحذرات ـ شديدة اللهجة من صادقي المهجة ـ من التعدي على الحياة الفطرية حتى لا تنقرض الحيوانات الباقية ... وكأنما فقرنا في قلَّة الحيوانات !!!
*** قناة لدولة كافرة : تقرير سياسي خطير عن امتلاك دولة إسلامية للأسلحة الجرثومية والبيولوجية والنووية والذرية والعنقودية والكيميائية ، وكيف تهدد بها الأقربين منها والأبعدين عنها بهذه البرامج الخطيرة والكبيرة والمثيرة ...
والاكتشاف الأكبر الذي لم يُذكر ؛ أنها صواريخ ألعاب للأطفال ، وقنابل ضوئية للعبث بها والتسلي عليها في أيام الأفراح والليالي الملاح ! ( ومن العايدين ! )
* قناة لدولة مسلمة : برنامج صحي عن تخفيف السمنة والتحذير من أخطارها وأضرارها ، مع بعض التمارين الرياضية ( تعرضها إحدى الرشيقات الشقيات ! ) وعرض بعض المأكولات المناسبة لمثل هذه الحالات التي تهدد الأمن الغذائي في البلاد وتجلب المجاعة للعباد !
وهلمَّ جرا ... والمخازى يتبعها أخرى ....
هل استمر في ذكر بعض نماذج العبث والسخف الذي تمارسه ( أكثر !! ) القنوات العربية والإسلامية في فضائنا الإعلامي الذي يربي الناس ، ويغرس في قلوبهم ما يشاء القائمون على تلك المحطات الفضائية الفضائحية ...
فإلى متى يستمر هذا العبث بالقيم واللعب بالمبادئ ؟!
ومن المسئول عن هذا التشويه المتعمد للدين وأهله ؟!
وما المقصود بتسطيح فكر الأمة ، وجعلها تعيش همَّ السخافات لتشتغل بها عن المهمَّات ؟!
ومن يقف وراء هذه المحطَّات التي تُحطِّم الأخلاق ، وتسلب أو تُضعف الإيمان في قلوب اللاهثين خلفها والمسعورين بما يُعرض فيها ؟!
وأين دور الولاة والدعاة والعلماء والأمراء من الوقوف صفّاً واحداً لدفع هذه المفاسد على الدين والعقائد ؟!
وبأي حجَّة سنلقى الله تعالى يوم القيامة إذا لقيناه بأبناء وأحفاد تشوَّهت صورة الإسلام في أذهانهم ، وأفسدنا بأيدينا معتقداتهم ، وربيناهم كما نربي قطعان الأغنام ، لا تعيش إلا للشراب والنكاح والطعام والمنام ؟!
ومن أباح لك ـ أيها المنطرح على قفاه والمتابع لِما يراه ـ أن تنظر لهذه المناظر القبيحة ، والمشاهد المخزية ، والمواقف المردية ، والمهازل الحقيقة ؟!
ألست مسئولاً عن سمعك وبصرك وقلبك [ ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ]
أما تعلم أنك الفريسة الضعيفة ، والذئاب تحوم من حولك لتلقيك في الشباك والشراك ؟!
أحذرك .. ثم .. أنذرك ، فإن الله تعالى يراقبك ، وينظر إليك ، وأنت تنظر لِما حرَّمه الله عليك !
قال تعالى :[ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ...]
فانتبه من رقدتك ، وانتبه من غفلتك ، حتى لا تغدو لقمة سائغة بين أنياب أعدائك ، وعندها سيلتهمونك في بطونهم ، أو يلقونك تحت أقدامهم أو في براميل نفاياتهم ، وإني أعيذك من خاتمات السوء ونهايات الهوان ! فما لهذا خلقك الله !