قال تعالى في محكم تنزيله :
" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها "
بمشيئة الله تعالى وتوفيق منه سنتناول في كل مرة آية بينة من كتاب الله العزيز .. نتدبر معانيها ومدلولاتها .. ثم نستنبط العبرة والموعظة .. فنجاهد أنفسنا في السير على هديها .. متوكلين على الخالق عز وجل .. سائلينه التوفيق والسداد ..
والحمد لله رب العالمين .
وأستهلّ هذا الموضوع بهذه الآية الكريمة :
" لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد "
أخوتي ..
إن ما أخبرت به الآية الكريمة ـ وبصيغة الماضي ( فكشفنا ) ـ لأمر سيتحقق يقيناً .. كل منا سيأتي عليه ذلك اليوم الذي يبصر فيه ما لم يبصره من قبل .. سنرى حقائق لم نكن نراها سواء من غفلة كان ذلك أم عن جهل وعدم معرفة ..
أمور كثيرة لا نبالي بها في حياتنا الدنيا :
كلمة لا نقيم لها وزناً .. وعمل لا نكثرت به .. ونصيحة لا نبالي بها ولا نعير لها اهتماماً .. وشعائر نستهين بها ولا نعظمها ... وذلك كله محسوب علينا ..
ربما نهوّن المسائل الآن .. لكن عندما يكون البصر حديداً .. كيف سيكون الحال يا تُرى !!! ... يقيناً سيكون الهيّن عظيماً أمام أعيننا ...
فهلا انتبهنا لذلك .. قبل فوات الآوان ..!!
هي عملية نسبية أخوتي ـ لن نستطيع أن نرى كل شيء .. لكننا نستطيع أن نقلل ذلك الهامش ـ من عدم الرؤية ـ لكي يكون الحساب يسيراً أمام رب العالمين .
ومن حكمة الله تعالى وعدله ورحمته أن جعل الموازين القسط في الآخرة .. فلولا ذلك لهلك الناس جميعا ..
ولله الحمد والمنة .
.....