ينبغي ان يكون المسلم زهرة متحركة يفوح عطرها اينما حل و ينتشر اريجها كلما مر و يبدو جمالها كي تسر الناظرين .
ليس المقصود بذلك العطور التي يتطيب بها او الثياب التي يتجمل بشكلها
و الوانها و انما المقصودما يصدر منه من اقوال و افعال تجعله خير اعلان لدينه و اجمل عنوان لكتاب الاسلام الذي لم يقراه الكثيرون بل يحكمون على ديننا من خلال سلوكنا من اعمالنا و اقوالنا.
لو قلنا ينبغي ان يكون المسلم في رقته كالفراشة فان الفراشة جميلة الشكل تحط على الزهور في رفق و لكنها لا تمدنا بشراب حلو المذاق فيه شفاء للناس مثل النحلة لذا فان تشبيه المؤمن بالنحلة ادق و اجمل .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" و الذي نفس محمد بيده ان مثل المؤمن لكمثل النحلة اكلت طيبا ووضعت طيبا ووقعت فلم تكسر و لم تفسد "فهي تقع اي تحط على الزهور فلا تفسدها و لا تكسرها تمتص الرحيق و تقدم لنا عسلا طيبا حلو المذاق.
فالمسلم ينبغي ان يلقى الناس هاشا باشا بسام الثغر منبسط الوجه فالبسمة لا تكلف الانسان شيئا فانك تريح بها نفسك و تسعد اخاك و ترضي ربك انها صدقة مجانية قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " تبسمك في وجه اخيك لك صدقة و امرك بالمعروف صدقة و نهيك عن المنكر صدقة و ارشادك الرجل في ارض الضلال لك صدقة و بصرك للرجل الردئ البصر لك صدقة و اماطتك الحجر و الشوكة و العظم عن الطريق لك صدقة و افراغك من دلوك في دلو اخيك لك صدقة".
كلها اشياء بسيطة لا تحتاج جهدا و لا تكلف شيئا سوى نية لفعل الخير و صدر سليم خال من الحقد و الحسد و رغم ذلك فان الجزاء عظيم لانه من رب كريم سبحانه و تعالى كذلك ينبغي للمسلم ان يحفظ لسانه و يتخير كلامه فالكلمة الطيبة تسري في النفس و لها فعل السحر فتدخل البهجة في نفوس السامعين لذل فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الكلمة الطيبة صدقة " و قال صلى الله عليه و سلم : " اتقوا النار و لو بشق تمرة فان لم يكن فبكلمة طيبة ".
و ليس معنى ان يكون المسلم مبتسما هينا لينا رقيقا ان يؤثر ذلك على مظاهر قوته و خشونته لا بل ينبغي ان يبدو رجلا قويا متماسكا رقيقا رحيما في مواضع الرقة و الرحمة شديدا قويا في مواضع الشدة.