يا أهل الخليج: إيران تهدد وجودكم لا أنظمتكم!!
| 11/8/1429
أثارت تصريحات مسؤول في الخارجية الإيرانية ضد النظم السياسية لدول الخليج العربية قلقاً واسعاً لدى حكومات دول مجلس التعاون وفي الأوساط الإعلامية وبعض النخب المثقفة، التي رأت في وقاحة المسؤول الإيراني تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لهذه البلدان، وابتزازاً معلناً لحكوماتها.
وأظهرت بعض تلك الأوساط دهشتها من خلفية الصفاقة الفارسية المباشرة- بعد تهديدات كانت تصدر عن أشخاص ليس لهم صفة رسمية ليتسنى لأتباع دين التقية التنصل منها بيسر!! -،وبخاصة أن الرجل سار على درب رهطه المألوف وهو درب التزييف عندما ألقى على الحكومات العربية في الخليج بوزر أي هجوم-مزعوم- قد يقع على إيران من جانب الولايات المتحدة الأمريكية أو الكيان الصهيوني، ذلك أن الجميع –وفي مقدمتهم آيات قم-يعلمون علم اليقين أن الدول العربية الخليجية رفضت علانية أي معالجة عسكرية للملف النووي الإيراني،ودأبت على تبني الحلول السياسية السلمية، مع علم هذه الدول أن تسلح طهران النووي لا يهدد أحداً غيرها باستثناء سائر المحيط الإسلامي،الذي يناصبه مجوس الصفوية العداء منذ قرون .
وكم يحق لأولي الألباب أن يعجبوا من عجب بعض النخب عندنا، فهو دليل على سذاجة فريق منهم إلى تخوم الغفلة، وعلى عمق عداء فريق آخر للإسلام، إلى حد استعدادهم للقبول بخرافات الرافضة، ما دامت تشاطرهم الحقد على الوحي المحفوظ!! فاستراتيجية آيات قم مكشوفة بالرغم من تفنن القوم في ممارسة النفاق باسم التقية، والشواهد عليها عملياً أوضح من الشمس في ظهيرة يوم خليجي صائف، حتى إن كثيراً من العامة في بلداننا يستطيعون توعية النخبة الغافلة بحقيقة الأحقاد والأطماع الصفوية .
ومن هنا ينبغي لكل عاقل أن يتنبه إلى أن المسؤول الإيراني - على عكس ما يبدو على السطح - لا يتوجه بتهديده الدنيء إلى حكام المنطقة، بل يعبر عن ضغائن قومه ضد هذه الشعوب التي يخصها بكراهية فظيعة لأنها شعوب متشبثة بدينها وهي عصية على الانخداع بألاعيب التقريب المزعوم .
ومحتوى الرسالة البذيئة التي رغب الآيات في توصيلها، يتلخص في توعد طهران لنا بإشعال فتيل اضطرابات داخلية مستغلةً أدواتها المحلية التي تحمل جنسيات بلداننا لكن ولاءها الفعلي لما يسمى الولي الفقيه!!
وإذا كانت طيبتنا قد تنسينا الماضي القريب لممارسات القوم وعمالتهم لآيات قم، ولاسيما في أثناء الحرب العراقية/الإيرانية؛ فإن قراءة ما فعلوه ويفعلونه في لبنان من خلال الحرس الثوري الذي يحمل اسم"حزب الله" زوراً وبهتاناً، يكفي للتدليل على خطورة الطابور الخامس المتربص بمحيطه المسلم، والذي أساء لكل التنازلات التي قدمناها له لاستقطابه -!!- أو لتحييده في الأقل، فازداد شراهة لقضم مزيد من التنازلات التي يرى أنها تأتيه بسبب ضعفنا أو خوفنا !!
وهنا مكمن الضرر الأكبر؛ فقد تحالف هؤلاء العملاء مع العلمانيين فمصالحهم مشتركة وإن تباينت أدوارهم وسبل استغلال المكاسب بينهم، وقد حظي الطرفان بدعم صريح تارة وخفي تارة أخرى من الأمريكان الذين يعتقدون أن عدوهم الوحيد هو الإسلام .
والضباب كثيف يحجب رؤية عميان البصيرة والغافلين والمخَدّرين بأحاديث الوطنية التي لا يعترف بها القوم إلا في نطاق تحصيل غنائم تساعدهم في بلوغ مآرب سادتهم الحاقدين على خير البشر بعد الأنبياء الكرام !!
بقلم : الشيخ ناصر العمر
موقع المسلم