بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
فأيها الفنان المسلم..
ما أحب أعمالك الفنية إليك؟
لكل فنان - مهما تكاثر إنتاجه - عمل له مكانة خاصة في قلبه. ليس شرطـًا أن يكون ذلك هو أجمل أعماله.. وربما لا يكون هو أرَقها ذوقـًا.. ولعله لا يكون هو أتقنها بين أعماله..
لكنه..
قد يكون ذا ذكرى خاصة في خلده..
لعله يذكره بحبيب..
عساه أول تجربة له..
المهم.. أنه عمله المفضل.
كلما طاف الفنان على أعماله ينظر إليها، وجد نفسه يقلب الصفحات بعناية متساوية. أما إن وصل إلى عمله هذا، فإنك تجده يطيل فيه النظر..
سبحان الله!
كأن لعمله ذلك رائحة!
كأنه يلمسه فيجد نعومته أو دفأه!
كأن عمله هذا يتكلم.. يذكره بشيء.. يخفف عنه شيئًا.. يبشره بشيء..!
لا ينسى عمله هذا أبدًا..!!
ولكن..
ماذا بعد؟
إلى أين ذهبت هذه الأعمال بعد حبها والارتباط بها؟
إلى مجلدات مغلقة لنقلّبها بين حين وآخر؟! أو لنفخر بها كلما حانت فرصة؟!
إلى مركز في مسابقة؟! .. إلى مشاركة في منتدى؟!
إلى جائزة وشهرة؟
ثم ماذا..؟!
ماذا بعد موتي؟
ألست سأموت؟
من سيجلس مكاني، ويفتح مجلدات جهازي؟
وبعد موت الذي سيرثني، وبعد موت أحبابي وأقاربي، وأولادهم وأحفادهم..
إلى أين ستذهب أعمالي؟
أين سيذهب تعبي، وسهري، وإبداعي؟
إنني أحتاج إذن أن أغيّر السؤال:
ما هو أحب أعمالي الفنية إلى.. إلى..
إلى الله جل جلاله؟
نعم؛ ما هو أحب أعمالي الفنية إلى الله سبحانه وتعالى؟
نعم.. أيها الفنان الذي بداخلي..
ليس الإبداع الذي تريد تفجيره من داخلك حرامًا..
ليس مجرد كوني موهوبًا يؤثمني..
الله ينظر..
الله أكبر!
الله يحب..
الله أكبر!
الله بديع..
الله أكبر!
الله جميل..
الله أكبر! إن هذه الموهبة التي وهبني الله إياها ليست سُدى ولا هملاً: {وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} المائدة-آية:48.
إنني أريد أن أصنع (ألبومًا) آخر..
ألبومًا.. يُحبّب الله فيَّ
ألبومًا.. يُرضي الله عني
ألبومًا.. يُدخلني الله به الجنة
أريد أن أصمم عملاً، وأستشعر أن الله جل جلاله ينظر إلي وأنا أعمله، فيفرح بي أني تبت من رسم ما يكره، وأني تبت من التكاسل عن استعمال فني في الدعوة إلى سبيله..
أريد أن أتخيل أني أهديت ألبومي هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلست إلى جواره وهو ينظر إليه صورة صورة، وكلما رأى صورة قلت: "هذه يا رسول الله مناسبتها كذا..، وتسببت في هداية الناس إلى كذا.."
أريد أن يكون دين الله أجمل في تقديمه، وأروع في تصميم تقديمه، وأبهر في إتقان تقديمه من إعلانات مواقع المعاصي ومعاداة الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم..
أريد أن أعمل عملاً لا يفنى بموتي ولا بموت الدنيا، حتى ألقى صحيفتي فأراه وقد ترجمه الله الكريم إلى حسنات كثيرات..
سأبالغ في إتقانه..
سأسهر من أجل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم..
منقول