أريد قلباً ،،

أريد قلباً ،،
نحت من صخر،،
ليس فيه آمال ،،
أو حب كحب البشر ،،

أريد قلباً ،،
ليس فيه حب أم ،،
حب أنانية وغدر،،
وهو بأسم حب أم ،،
" تقتل أناث السباع لتطعم صغارها ،، وتتفانى بأسم حب أم "
والفرائس أليس لها قلب فيه حب أم ؟؟؟

أريد قلباً ،،
صلباً كالصخر ،،
بارد كالثلج ،،

أريد قلباً ،،
لا يعرف للعشق درباً ،،
" عندما نعشق ويتمكن منا يتحول كلياً إلى حب تملك وتفرد وغيرة "
المرأة تتحول إلى لبوة تستميت لطرد كل حب من قلب حبيبها حتى حب أمه ،،
الرجل تنتابه غيرة حمقاء لتملك كل شئ في حبيبته وأن كان الأفضل لها مع غيره ،،


أريد قلباً ،،
أنسجته من حديد لا يصدأ ،،
وصدى الصوت فيه معدم ،،
" قلوب البشر غبية ،، تحب وتتعذب ،، تعذب من تحب وتتعذب بمن تحب ،،
الفراق بعباءته السوداء يلوح بمنجله يتوعد الكل ،، لا يرحم ولا يعتق أحد ،،
كم من الأصدقاء والأقارب شعرنا بوخز في قلوبنا عند وداعهم ،، وخز منجل الفراق !!


أريد قلباً ،،
من الأنانية خالياً ،،
ولغيره متفانيا ،،
" كم بكينا على من كان بيننا ،، من كان للسرير ملازم ،، ومن المرض معانياً ،،
" وعندما تحل عليه رحمة الله لتخليصه ،، نبكي ونناشده البقاء ،، من أجل ماذا ؟؟
من أجل أن يكون لنا مؤنساً ،، ولوحدتنا مخلصاً

أبكيه ثم أقول معتذراً له
وفقت حين تركت الآم داري

أريد قلباً ،،
لا يعرف الحب ،،
لا يفاضل بين البشر ،،
أنا وأخوي على ابن عمي
وأنا وابن عمي على الغريب

أريد قلباً ،،
فسيح ،، يضم كل البشر ،،
تعويذاته تصم الآذان عن وسوسة الشيطان ،،

أريد قلباً ،،
ليس فيه دم ،،
يٌرسل معه سموم تعجل بالقدر،،

أريد قلباً ،،
الدخول له حلم ،،
والخروج منه يصنف مع الغول والعنقاء والخل الوفي ،،
" كم من أناس أحببنهم ،، ثم اكتشفنا أننا نكرههم بمقدار ما اعتقدنا أننا نحبهم ،، وآخرون كنا أعداء وبلحظة أزهرت شجرة كرهنا أزهار حب "

أريد قلباً ،،
أجوف ،، جدرانه ملساء ،،
أريده كصحراء ،، تمحي الريح عنه كل أثر للرحيل ،،
أريده كالبحر،، عندما يموج يغسل الشواطئ ،،
أريده كالسماء ،، عندما تبكي الغيوم يستبشر أهل الأرض ،،
أريده كالجبال ،، ثابت ومحال أن يزال إلا بقدرة ذو الجلال ،،
لا أريد فيه حب زهور تذبل ،، أو شمساً ترحل ،، أو فصل ربيع يخلف وراءه غبار،،

أريد قلباً ،،
ليس فيه إلا حب أنا ،،
نعيش معاً ،، ونموت معاً ،،
ليس للفراق فيه معنى ،،
ليس فيه للكراهية سماء ،،
ليس لغير أنا مقعد ،،
أنا ،، وأنا
وفقط أنا ،، نبقى معاً ونرحل معاً ،،

أريد قلباً ،،
يعيش ليومه ،،
لا يفكر بغده وأمسه ،،
من يشري قلب همومه ملايين
ويبعيني قلب من الهم خالي


أريد قلباً ،،
أهرب منه إليه ،،
هو طبيبي وقلعتي ،،
لجروحي شافي ،، ولهمومي كافي ،،

أريد قلباً ،،
ليس كقلب البشر ،،

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

نبراس الدعوه

بارك الله فيك

والي الامام

أنسجته من حديد لا يصدأ

وان يجعل قلوبناء من حديد وينفع بهاء الاسلام والمسلمين


اللهم امين

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المؤمن يألف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف‏"
"رواه الحاكم عن أبي هريرة مرفوعا وقال صحيح على شرط الشيخين"


وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار" رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.


جميعنا لسنا في غنى عن الحب ، ومن يطلب التجرد عن الحب يكن رجلا أنانيا وهاهو أبوهريرة رضي الله عنه يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بأن يحبب الله إليه المؤمنين ويحبب المؤمنين فيه وفي أمه فيجيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك ويهتف داعيا " أللهم حبب عبدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين" رواه الإمام مسلم .


وبدلا من أن يكن لك قلبا كالصخر ، ادعو معي أن يهبك الله قلبا هينا لينا مستشهدا : "ألا أخبركم بمن يحرم على النار – أو بمن تحرم عليه النار - ؟ تحرم على كل هين لين سهل "
صحيح لغيره - الألباني-


ومهما قسى عليك من حولك أو أساء إليك الغير فتذكر أنهم بشر يخطئون ويصيبون ، كما أنك بشر تخطأ وتصيب ، ولو كل أمرئ منا بعد أن واجهته صعوبات الحياة وإساءات البشر قرر التقوقع والهروب ، وأن يحتفظ بحبه لنفسه لأنهارت مجتمعات ، ولعمت الكراهية والأحقاد والحروب والمشاكل في الدنيا ، لكن تذكر الصفح والعفو !

"وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران : 134 )


بارك الله فيك وسدد خطاك .

مشاركة جميلة

أريد قلباً ،،
أنسجته من حديد لا يصدأ ،،
وصدى الصوت فيه معدم ،،
" قلوب البشر غبية ،، تحب وتتعذب ،، تعذب من تحب وتتعذب بمن تحب ،،
الفراق بعباءته السوداء يلوح بمنجله يتوعد الكل ،، لا يرحم ولا يعتق أحد ،،
كم من الأصدقاء والأقارب شعرنا بوخز في قلوبنا عند وداعهم ،، وخز منجل الفراق !!


أريد قلباً ،،
من الأنانية خالياً ،،
ولغيره متفانيا ،،


أخي نبراس الدعوة..

لن تفيني كل الكلمات لأدبج لك مقالاً عن جمال أسلوبك وروعته وصدق عاطفتك التي تتجلى بين أسطر هذة الكلمات..
لقد أثرت شجوناً..ولمست جروحاً..
جزاك الله خير..

نبراس الدعوة

كلمات رائعة

كتب الله اجرك ورفع الله قدرك

ورزقنا واياك قلبا حديديا عند لقاء الاعداء

رقيقا عند سماع القران

شديدا على الكافرين

رحيما على المؤمنين

أشكركم جميعا على المرور بوركتم

اخي نبراس الدعوة...
اسلوب رااائع وكلمات رااااقية....تدل حقا على شخصية الكاتب...
فقد اثارت كلماتك جروحا كانت قد اندملت....

لمسة حنان ,,,, أسعدني مروركِ بوركتِ