الإنسان بطبيعته التي خلقه الله عليها يميل إلى ما يوافق هواه, وكثيرا ما يخطئ في حق الله تبارك وتعالى, إما بالتقصير في طاعته سبحانه, وإما بفعل ما نهى الله عنه.
ومن رحمة الله تعالى وفضله أن جعل له بابا مفتوحا , وهو باب الاستغفار و التوبة إلى الله تعالى.
والتوبة هي الرجوع إلي الله تعالى بعد أن بَعُدَ عنه بالمعصية, والاستغفار هو طلب العفو و المغفرة من الله تعالى.
ولا أحد معصوم بعد الرسل , فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ".
وأمر الله تعالى عباده بالتوبة و الاستغفار فقال سبحانه: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور: من الآية31) أي : توبوا توبة خالصة لله تعالى . فجعل الله تعالى التوبة سببا للفوز والفلاح. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائه مرة" . وقال صلى الله عليه وسلم : " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " .
فإذا كان هذا هو حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, فكيف بنا نحن وهذه حالنا.
والتوبة النصوح لها خمسة شروط:
الأول: أن تكون خالصة لوجه الله تعالى, يبتغي التائب بها أن يغفر الله له ذنبه, وأن يرضى عنه.
الثاني: الندم على ما فعله من معصية الله تعالى, لأن هذا الندم دليل على صدق توبته.
الثالث: الإقلاع عن الذنب الذي هو فيه, ولا يُصِرُّ على ما فعله.
الرابع: العزم الأكيد على أن لا يعود إلي هذا الذنب مرة أخرى.
الخامس: إذا كان هذا الذنب يتعلق بآدمي , كأن يكون سرق مالا , فلا بد أن يرد هذا الحق إلي أصحابه ، أو يطلب منهم العفو.
والمسلم كثير التوبة والاستغفار ، فاجعل لسانك دائما ينطق: )أستغفر الله العظيم وأتوب أليه)
واجعل قلبك حاضرا حال قولك ذلك , يفتح الله لك أبواب رحمته ، ويرزقك من حيث لا تحتسب.
والمسلم لا يقنط من رحمة الله تعالى , فإذا عاود الذنب عاود الاستغفار.
نسأل الله تعالى أن يتوب علينا جميعا توبة نصوحا.