بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد علمنا الله في كتابه العزيز: أن في القصص عبرةً للمعتبرين وعظةً لأولي الألباب، وهنا سنستعرض قصصا تبين نصرة الله عز وجل لنبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم في الدنيا، ممن أساء إليه وسعى في حربه عبر السبِ والشتمِ وسلاطةِ اللسان.
هي ٢٠ قصة في عقوبة الله عز وجل للمستهزئين برسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد اخترتها من بين الكثير مما حدث منها على مدى ١٤٠٠ سنة علها تكون عبرة لمعتبر وإنذاراً لمعتدٍ وسُلوة لمحزون وطريقا لنصرة نبي الرحمة المهداة على منهج القرآن في الرد على المستهزئين الذي حدده الله عز وجل في قوله تعالى:
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(٩٣) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ(٩٤) إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِينَ(٩٥) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ(٩٦) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(٩٧) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ(٩٨) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ . الآيات من سورة الحجر.
فتدبر هذه الآيات إن الطريق في نصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم كيف مات أبو لهب؟
قصةُ أولِ شاتمٍ للرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كانت نهايتُه عبرةً لكل من أساء إلى نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم، فبعد ثلاثِ سنينَ من الدعوة سرا، صدر الأمر الإلهي إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. بالجهر بالدعوة، وإنذارِ الأقربين، فسارعَ نبينا إلى تنفيذ أمر ربه تبارك وتعالى.
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البطحاء يوما وصعِد جبل الصفا، ونادى واصباحاه! فاجتمعت إليه قريش، فقال لهم أرأيتم إن حدثتكم أن العدوَّ مصبحُكم أو ممسيكُم أكنتم تصدقوني؟ قالوا نعم.: قال: فإني نذير إليكم بين يدي عذاب شديد. فقال له عمُه أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟ تبا لك.
فتوعده الله بالتباب، والخسار بسورة المسد،وهذا ما حدث، حيث مات على الكفر ليخلد في النار في الآخرة، كما كانت خسارتُه بانتصار دعوةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وانتشارِها، عقوبتُه بهذا التشهيرِ بسورة تتلى في ذمِّه والدعاءِ عليه إلى يوم القيامة وكانت نهايتُه في الدنيا بئيسةً خاسرة، حيث رماه الله بمرض تسميه قريشٌ «العدسة»، وهي بثرةٌ تشبه العدسةَ، ولعله مرضُ الجدري، وكانت قريشٌ تتقي هذا المرضَ كما تتقي الطاعون، ويرون أنه يعدي أشد العدوى، فلما أصابت أبا لهب تباعد عنه بنوه، وما أغنوا عنه شيئاً، وبقي بعد موته ثلاثةَ أيام لا تقرب جثته، ولا يحاول أحدٌ دفنَه،خشيةَ العدوى حتى أنتن في بيته، فلما خاف أبناؤُه سبَ الناسِ لهم.. اضطروا إلى غسلِه قذفا بالماء من بعيد.. مخافةَ عدوى العدسة،.. ثم ألقوه في مكان وقذفوا عليه الحجارة.
وفي رواية أن أبناءَه لما خافوا العار.. استأجروا بعضَ الناسِ فاحتملوه ودفنوه.
وفى رواية أخرى أنهم حفروا له حفرةً ودفعوه بعود حتى وقع فيها.. فقذفوه بالحجارة حتى واروه.
وهكذا كانت نهايةِ أولِ شاتمٍ لنبينا صلى الله عليه وسلم
يتبع ان شاء الله في وقت قريب