إذاعصفت رياح الفتن عميت البصائر وانتشرالبلاء
نسأل الله السلامة والعافيه .
ألقى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى يوم السبت 12/10/1424هــ
محاضرة بعنوان "مسؤولية الأمن" ضمن سلسلة محاضرات (المسؤولية) التي تقام في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض
وقد تحدث الشيخ اللحيدان في هذه المحاضرة
(1)-عن فوائد الأمن وأنه من أعظم النعم فإذا سلب الأمن سلب الناس الخير الكثير فمن أعظم الأمن على الإنسان الأمن على الدين فإذا قام الإنسان بتطبيق الشريعة فإنه سوف يأمن في دنياه ويوم القيامة، قال تعالى {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}.
(2)- قال أنه يجب على المسلم أن يكف أذاه عن اخوانه المسلمين فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده فيترك ما لا يعنيه فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. ويهتم بمصلحة الأمة ويحقق الأسباب المؤدية إلى رضوان الله والفوز بجنته ولا يتم ذلك إلا بالايمان.
(3)- تساءل الشيخ اللحيدان من الذي يجب عليه ان يقوم بتثبيت الأمن وارساء قواعده وحماية أسواره والدعوة إليه وأجاب أن كل واحد من الأمة عليه أن يقوم بذلك وإن اختلفت الأحمال والأعباء فكما قيل في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل.. فالامام هو أكبر الناس مسؤولية عن أمن الدنيا وتوفير أسباب أمن يوم القيامة.
(4)- أكد انه يجب على كل الناس من التعاون على تحقيق الأمن والأمة التي يشيع فيها الأمن الدنيوي تنتعش الحياة فيها ويسهل على الناس التنقل من مكان إلى مكان وطلب الرزق والنظر في أرض الله وهو نظر مباح أو النظر المؤدي إلى قوة الايمان بالله، اما النظر الذي هو لتحقيق المتع والانزلاق في نفوذ الآداب والاخلاق فهو تقلب مشين سييء.
(5)- بين أن بلادنا هذه هي بلد الإسلام ومنبع الرسالة في جزيرة العرب التي لا يجب أن يقر فيها دين غير دين الإسلام فهذه الجزيرة يجب على كل سكانها ان يتعاونوا في تثبيت الأمن وهو الأمن الشرعي الذي يكف الناس عن العدوان ويعينهم على أداء فرائض دينهم والتقرب إلى ربهم بنوافل العبادات ويسهل لهم نشر الفضائل وبذل المعروف وايصال الخير إلى مستحقيه.
(6)- اوضح الشيخ اللحيدان ان هذا الأمن الواجب الأعظم منه على السلطة ولكن كل فرد من أفراد الأمة مسؤول فعليه أن يكون مهتماً بأمور اخوانه المسلمين لأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، فاذا وجد التعاون والتناصر والأخذ باسباب كف الظلم من اراد أن يظلم يكف عن الظلم وهذا بنصره فمن ظلم يسعى بمنعه من الظلم وهذا أيضاً من نصره فهذه الأمور تجب على كل أحد.
وكما في الحديث الصحيح "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" فكل واحد مطلوب منه أن يقوم بما يقدر عليه بما يحقق الأمن فالناس إذا انتشر الأمن فيما بينهم عمرت بلادهم وصارت حياتهم لا تكدير فيها إلا ما قد يكون لافراد وهذه سنة الحياة فلم يجعل الله هذه الدنيا دار نعيم وانما هي دار عناء قال تعالى:{لقد خلقنا الإنسان في كبد}.
(7)- قال الشيخ اللحيدان مخاطباً أهل البيوت بأنه يجب عليهم أن يعتنوا ببيوتهم وتربية الناشئة فيها وحثهم على كف الاذى وحثهم على بذل المعروف. وحب الاحسان إلى أنفسهم بحملها على طاعة الله وإلى اخوانهم ببذل المعروف لهم بمختلف صنوفه وأقل ذلك مما لا يشق على أحد كائناً من كان الدعاء للناس بالصلاح والاستقامة، فاذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب وكل الله به ملكاً كلما دعا قال الملك ولك مثل ذلك.
(8)- طالب الشيخ اللحيدان بتعاون المواطن مع ولاة الأمر بما يحقق الأمن بنصحهم وارشادهم والدعاء لهم بالتوفيق والبعد عن كل ما يغاير مقاصد الشريعة لأن ولي الأمر يحتاج لمن يسنده بالدعاء فمن قدر أن ينصحه ويعينه على تحقيق الحق واقامة العدل وجب عليه أن يقوم بذلك ومن لم يستطع أن يفعل ذلك وجب عليه أن يدعو له بالتوفيق والسداد في الأمر والتماس رضى الله جل وعلا.
(9)- قال: فهذه الامور التي ينبغي ان يعتني بها و ينبغي أيضاً ان يراعى ويهتم بما نشأ في بلادنا هذه الفترة الأخير من عشر سنوات مضت أو أكثر من عدوان وتسلط ففي هذه الأزمنة الأخيرة كثر القتل ولا أقصد القتل التخريبي وانما قتل غير النفس فلاشك ان هذا من ضعف الايمان.
(10- واما ما يتعلق بالأمور الافسادية التخريبية فقال الشيخ اللحيدان ان هذه من أخطر الأمور وأسوئها والذي ينبغي ان يعتني به أن يعتني كل واحد بنفسه وبأهل بيته من بنين وبنات وغير ذلك وتعظيم شأن القيام بتحقيق الأمن وأنه من التعاون على البر والتقوى. فالناس اعتادوا أن توجد جنايات فردية نتيجة اختصام وغيره، فكانت أمور الناس معروفة لكن لم يعتادوا أن تحدث جنايات لها صفة العموم وآثارها آثار عامة وأخطارها قوية ومرعبة ولاشك أن زمن الفتن توجد فيه أمور يقتل الشخص ولا يدري ذووه لماذا قتل ولا يدري قاتله لماذا قتله فالفتن إذا عصفت رياحها عميت البصائر وانتشر البلاء فالناس بحاجة إلى الاخذ بجانب الحذر وان يسلكوا طريق الأمن وان يتجنبوا كل ما من شأنه أن يسبب الارتباكات أو يحمل على الضغائن.
(11)- وجه الشيخ اللحيدان طلبة العلم قائلا: أنه يجب عليهم أن يكونوا
على بصيرة وعناية وتأمل في مقاصد الشريعة ونظراً في مغبة الفساد وآثاره وأن يحذروا من الوقوع فيه .
لأن الفتن إذا قامت وصارت ثمراتها القتل والتدمير وشاع البلاء وانتشر الفساد فالناس محتاجون أن يهتموا بذلك
فطلبة العلم عليهم أن يقوموا بأكبر قسط مما يمكن أن ينور الناس به ويبين لهم مقاصد الشريعة فالصحابة رضوان الله عنهم كان أحدهم قد لا يعطي الرأي والفتوى خشية أن تبلغ من لا يفهم أبعادها ولا يحسن تطبيقها.. وقد لا يبين ذلك إلا إذا خشي الفتنة لعدم بيان ذلك العلم. فعلى طلبة العلم إذا رأوا من إنسان جموحاً واندفاعاً وجب أن يبينوا له نتائج ذلك الاندفاع وآثار ذلك الجموح فرب حجة تلقي الجانح في هوية وهاوية..
(12)- قال: فيجب على كل إنسان أن يهتم بحفظ أمن هذه البلاد فإن أعداءنا لن يحققوا لنا أمنا وهم يرون أن مساجدنا بؤر خراب وتربي ما يسمونه بالإرهاب ويرون ان معاهدنا ومدارسنا مما ينمي ذلك لانهم يريدون ان يبعدونا عن ديننا. لان هذه القلعة الجزيرة العربية هي قلعة الإسلام.
بعد ذلك اجاب الشيخ اللحيدان على أسئلة الحضور ............؟؟؟ نسأل الله أن ينفعنا بها و من شاء من عباده .
جريدة الرياض الاثنين 14 شوال 1424العدد 12953 السنة 39