لامــشــفقٌ حـــــــــــــــــــــولي ولا إشفاقُ
إلا المــــــــنى والكـــــــــــــوخ والإخفاقُ
البردُ والكــــــــــــــوخُ المسجى والهوا
حـــــــــــولي وقلبي والجـــــــــراح رفاقُ
وهنا الدجى يسطــــو على كوخي كما
يسطـــــــــــو على المستضعف العملاق
فلمن هنا أصغي ؟ وكـــــيف ؟ وما هنا
إلا أنا ، والصــــمـــــت ، والإطــــــــــــراق
أغفى الوجــــــــــــود ونام سُمارُ الدجى
إلا أنا والشــــــــعـــــرُ والأشـــــــــــــواقُ
وحــــــدي هنا في الليل ترتجف المنى
حــــولي ويرتعـــــــــــش الجوى الخفاقُ
وهــــــنا وراء الكـــــــوخ بستان ذوتْ
أغـــصـــــــانه وتهـــــــــــــــاوت الأوراق
فكأنه نعـــــــشٌ يمــــــــوج بصمـــته
حــــــلـــــم القـــــــبور ويعصف الإزهاق
نسي الربيع مــــكــــانه وتشــاغلت
عـــــنه الحــــــــياة وأجــــــفل الإشراق
عُـــــريان يلتحــــف السكينة والدجا
وتئن تحــــــت جـــــــــذوعه الأعــــــراق
والليل يرتجل الهـــمــــوم فتشتكي
فيه الجـــــــراح وتصــــــــــــرخ الأعماق
والذكـــــــــريات تكر فيه وتنثني
ويـــتـــيـــه فـــــيـــه الحــب والعشاق
تــتــغــــازل الأشـــواق فيه وتلتقي
ويــــظـــم أعــــطـــــاف الغـــرام عِناقُ
والناس تحـــــت الليل : هــــــــــذا ليلهُ
وصـــــــلٌ وهـــــــذا لــــــوعةٌ وفـــــــــراق
والحـــــب مــــثل العــيش : هذا عيشهُ
تــــــرفٌ وهــــــذا الجــــــــــــوع والإملاقُ
في الناس من أرزاقــــــــــــــه الآلاف أو
أعـــــلى وقـــــــومٌ مالــــهــــــــــم أرزاقُ
للشاعر عبدالله البردُّوني