جزء من محاضرة بعنوان
"إن في أهل المعاصي خير"
لفضيلة الشيخ د.محمد العريفي
مهما رأيت أحدا عاصيا مقبلا على المعصية وأنا أقول هذا الكلام أحيانا يصلني يا جماعة بعض الرسائل من بعض الناس سواء شباب أو فتيات ويقول يا شيخ أنا فعلت أنواعا من المعاصي أنا سرقت وأنا ضربت وأنا وقعت في أنواع من الفواحش وأظن أن الله لن يغفر لي خلاص مع شدة وقوعي وكثرة وقوعي في هذه المعاصي أظن أن الله لن يغفر لي أبدا وأتعجب وأتذكر قول الله سبحانه وتعالى ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ....﴿53﴾ ﴾ الزمر. فمنع الله تعالى من القنوط من رحمته ، بل إن القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى أو إغلاق الأبواب على الناس هو من أعظم الذنوب ربما كان أعظم من المعصية التي يقع فيها الإنسان لذلك ذكر النبي عليه الصلاة والسلام قصة الرجل الذي قتل تسعا وتسعين نفسا ، يا جماعة مهما كان الإنسان وقع في أنواع من المعصية إلا أنه يبقى في قلبه بذرة خير تدعوه إلى الخير بمعنى أن هذا الرجل قتل تسعا وتسعين نفسا ومع ذلك حدثته نفسه بالتوبة ربما لو أن أحدا منا رآه ورأى أن هذا الرجل متلطخ بالدماء يتم هؤلاء الأطفال ورمل تلك المرأة وهتك ذلك العرض وربما تلك المرأة لما قتل هذا الرجل زوجها وقعت في أنواع من الفواحش نقول أنت أفسدت تسعة وتسعين بيت وقتلت تسعا وتسعين نفسا ثم تريد أن تتوب؟!!! دليل أنه حتى لو كان في قلبه شر 99 % إلا أن في قلبه خير 1% ينبغي علينا أن نستثمره وألا ننساه. حدثته نفسه بالتوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض قال يا جماعة إني أريد أن أستفتي أنا عندي فتوى أريد أن أسأل ، قالوا: طيب تسأل من؟ قال: أخبروني بأعلم واحد على وجه الأرض ، فدُل على رجل عابد الذين دلوه لم يدلوه على رجل عالم رأوا رجلا عليه سيم الخير والصلاح ويبكي وربما كان ملتحيا ومقصر ثوبه