الحوثي يدعو قواته للاستسلام ويناشد السعودية وقف العملياتوكان وزير الخارجية الإيراني أعلن أن بلاده مستعدة "للتعاون" مع الحكومة اليمنية لإرساء الأمن، وذلك غداة تحذير طهران دول المنطقة من التدخل في اليمن.
الاربعاء 23 ذو القعدة 1430 الموافق 11 نوفمبر 2009
الإسلام اليوم/ وكالات
فيما يعد مؤشرا على الهزيمة الساحقة للمتمردين الحوثيين من قبل القوات السعودية، دعا يحيى الحوثي القيادي في جماعة الحوثيين المتمردة قواته إلى الاستسلام، مناشدًا السعودية وقف العمليات العسكرية على الحدود، دون قيد أو شرط.
وقال الحوثي لقناة "العربية": ليس لدى الحوثيين مواقف أو أسباب عدائية من السعودية، وأبدى استعداد جماعته للتفاهم وتبديد أي مخاوف لدى الجانب السعودي، مشيرا إلى أنه ليس لدى الحوثيين أي مطالب، مؤكداً ضرورة العيش بسلام بين الجانبين.
وفسر المراقبون مناشدة الحوثي للمملكة بالحوار والتفاهم، بأنه مقدمة وطلب لانسحاب قواته من داخل الحدود السعودية .
وكان مصدر يمني رسمي في وزارة الخارجية اليمنية أكد الأربعاء رفض اليمن للتدخل في شؤونه الداخلية، ردًاعلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي حول حرب صعدة، وأكد المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الجمهورية اليمنية تؤكد مجدداً رفضها المطلق للتدخل في شئونها الداخلية من قبل أي جهة أو ادعاء الوصاية على أي من أبناء اليمن.
وأكد أن ما يجري في صعدة هو شأن يمني داخلي، وأن اليمن كفيل بحل قضاياه دون تدخل أو وساطة من الآخرين. وشدد المصدر اليمني على أن الحكومة اليمنية ليس لديها موقف من المذهب الشيعي وتحترمه كسائر المذاهب، وأشاد المسئول اليمني بمواقف الأشقاء وفي مقدمتهم السعودية ودول مجلس التعاون ومصر.
وقال متكي في مؤتمر صحفي: إن إيران "على استعداد للتعاون مع الحكومة اليمنية وبلدان أخرى لاستعادة الأمن" في اليمن، داعياً إلى بذل "جهد جماعي" لتسوية النزاع بين صنعاء والمتمردين الحوثيين. وأضاف "أن ذلك يمكن أن يجلب الأمن والسلام لليمنيين وللمنطقة بأسرها".
وكان متكي حذر الثلاثاء، بلدان المنطقة من أي تدخل في اليمن دون أن يشير صراحة إلى المملكة السعودية التي تواصل غاراتها على المتمردين الحوثيين في شمال اليمن.
وقال متكي للصحافيين: "على بلدان المنطقة أن تمتنع جديا من التدخل في الشؤون الداخلية لليمن" على حد قوله.
وأضاف "أن الذين يصبون الزيت على النار يجب أن يدركوا أن الدخان المنبعث سيطالهم".
وكانت بعض القرى على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن، شهدت فجر الأربعاء قصفاً جوياً سعودياً وصفه شهود عيان بأنه "غير مسبوق"، حيث كانت أصوات تحليق الطائرات والمدافع مسموعة حتى مسافة لا تقل عن 20 كم من أماكن القتال.
وكشفت المصادر أن القصف تركز على قرى مثل الغاوية والمدفن والجائعة، حيث رصدت تجمعات صغيرة للحوثيين تضم قناصة ينشطون ليلاً، ما دفع القوات السعودية لقصف هذه الأماكن، عبر غارات جوية نفذها سرب من طائرات الأباتشي والمروحيات، وأيضاً الطائرات الحربية، مثل F15 والتورنادو.
يذكر أنه تم يوم الثلاثاء الكشف لوسائل الإعلام عن مخابئ أسلحة تم اكتشافها في وادي خلا بمحافظة الخوبة، حيث كانت مدفونة في صناديق حديدية. وضمت المخابئ خناجر وسيوفا وأكثر من ألف خزنة لطلقات الرشاشات وعدد من بنادق الكلاشنيكوف، و17 مطوية تم تمويهها بأعواد قصب السكر المجوفة.