<span style='coloreagreen'><div align="center">السلام عليكم
<img src='http://bahchat.bah4u.com/images/lines/043.gif' border='0' alt='user posted image' />
الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {من نفس عن مسلم كربة } ما أكثر الكرب التي تصيب المسلمين، ولذلك شرع لنا الرسول صلى الله عليه وسلم دعاء الكرب وعلمه أصحابه، وكان يأتيه صلى الله عليه وسلم الكرب كما يأتي الإنسان، والله يقدر على الناس الهموم والغموم لأسباب، وأسباب هذه الهموم والغموم قد تندرج في ثلاثة أسباب، إذا أتاك هم أو غم أو حزن فاعلم أنها لأسباب ثلاثة:
<img src='http://bahchat.bah4u.com/images/lines/043.gif' border='0' alt='user posted image' />
الهموم والغموم من أجل تكفير السيئات
أولاً: إما لذنب أصبته، فأراد الله أن يبتليك بالهم والغم لينقيك من الذنوب والخطايا، فإن كثيراً من الناس لا يريد الله عز وجل أن يعذبهم في القبور، فيعذبهم في الدنيا بالهموم والغموم والأحزان، وعلى ذلك ورد حديث في مسند الإمام أحمد بسند صحيح: { أن الله عز وجل لما أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم قوله: لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً [النساء:123] لما سمع أبو بكر هذه الآية تمَّاط رضي الله عنه حتى سمع أطيط لظهره، ثم قال: يا رسول الله! كيف العمل بعد هذه الآية: من يعمل سوءاً يجز به؟! ومن منا لم يعمل سوءاً؟ قال: غفر الله لك يا أبا بكر ! ألست تغتم؟ ألست تمرض؟ ألست تصيبك الأمراض؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: فذلك مما تجزون به من الخطايا، ثم قال عليه الصلاة والسلام: ما من مسلم يصيبه هم أو حزن أو غم أو مرض إلا كفر الله به من خطاياه حتى الشوكة يشاكها }.
فهذا السبب الأول: إن الله قد يبتليك من الهموم والغموم والهم والتعب ما لا يعلمه إلا الله، وفي هذا يحت خطاياك كما تحت الشجرة بالشتاء، فاحمد ربك على هذا؛ لأنه لو تركك بلا هم ولا غم لكان النصف هناك، إما في القبر أو يوم العرض أو في جهنم.
<img src='http://bahchat.bah4u.com/images/lines/043.gif' border='0' alt='user posted image' />
الهموم والغموم بسبب الذنوب والمعاصي
السبب الثاني: الإعراض عن الله عز وجل: فإن الله عز وجل جعل لمن أعرض عنه هماً وغماً لازماً: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى [طه:124-126].
يسكن في القصر ويركب السيارة الفاخرة، ويأكل في أحسن المطاعم، ولكن همه معقود على جبينه، لا يعرف ما هو السر، يعرض نفسه على الكتب فيقرأ ويطالع ويبحث ويستذكر، ولكن حقاً ولزاماً من الحي القيوم أنه من أعرض عنه فإنه يرميه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى بالهم والقلق والضنك فلا يهدأ حتى يعود إلى لا إله إلا الله وإلى بيوت الله وإلى كتابه، ولذلك الهم لازم جد لازم للمعرضين عن الله عز وجل ولا دواء لهم إلا بالعودة.
<img src='http://bahchat.bah4u.com/images/lines/043.gif' border='0' alt='user posted image' />
الهموم والغموم من أجل رفع الدرجات
الأمر الثالث: من أسباب الهموم والغموم قال أهل العلم: إنها رفع للدرجات عند الحي القيوم، فالله وضع لكثير من المؤمنين درجات في الجنة قد لا يبلغها العبد بصلاته أو ذكره واستغفاره فيبلغه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى ذلك إما بالمصائب وإما بالهموم والغموم فيبتليه الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى بالهموم والغموم فيزيد من درجاته حتى يرتفع إلى تلك المنـزلة.
فاعلم أن كل ما وصلك أنه بقضاء الله وقدره.
المصـــــــــــــــــدر
<img src='http://bahchat.bah4u.com/images/lines/043.gif' border='0' alt='user posted image' /></div></span>