>
> قطر والحقائق التالية
>
> د. نزار احمد
>
> مشغان, الولايات المتحدة الامريكية
>
>
>
>
>
> اختيار قطر لتنظيم مونديال 2022 اثبت بلا مجال للشك والجدل الحقائق
> التالية والغنية عن التعريف:
>
> اولا: لا حدود لحماقات ونزوات ومغامرات رؤسساء الانظمة العربية الشمولية.
> فها نحن نرى مغامرا جديدا يضحي ويجازف بواردات دولة بكاملها ولمدة خمس
> سنوات لمجرد تسجيل اسمه في صفحات التاريخ.
>
>
>
>
>
> لمعرفة الحجم الحقيقي لابعاد حماقة ومجازفة حاكم قطر وتأثيرها على
> استهلاك الاقتصاد القطري وربما افلاسه بالكامل ومدى وحجم الفساد الفيفاوي
> في اختيار قطر لتنظيم مونديال 2022 علينا الوقوف عند تكاليف تأهيل البنية
> التحتية القطرية وتكاليف تنظيم البطولة ومقارنتها بحجم واردات قطر
> المالية زائدا طبيعة الصعوبات والتحديات التي سوف تواجه الملف القطري.
>
>
>
> اولا: قطر لاتملك ملعبا واحدا مؤهلا لاستضافة نهائيات كأس العالم حسب
> مواصفات وضوابط الفيفا. قطر سوف تبني تسعة ملاعب جديدة وتطور ثلاثة ملاعب
> قديمة بكلفة اولية مقدارها اربعة مليارات دولار. شخصيا اعتقد بأن الكلفة
> النهائية لانشاء 12 ملعبا حسب المواصفات التي احتواها ملف قطر المقدم
> للفيفا سوف تصل الى اكثر من ستة مليارات دولار وذلك لأن هذه الملاعب
> مجهزة بانظمة تبريد لارضية وسقائف المدرجات بناءا على تقنية لم تستخدم
> سابقا ولازالت لا تتعدى كونها مجرد نظريات وافكار. هذه الملاعب الاثنى
> عشر لا فائدة لها قبل او بعد استضافة كأس العالم فما هي الجدوى
> الاقتصادية لبناء ملعب يتسع الى 85 الف متفرج في مدينة (الظعاين) نفوسها
> 36 الف نسمة او ملعبا يتسع الى 41 الف متفرج في مدينة (الشمال) نفوسها 11
> الف نسمة او ملعبا سعة 41 الف متفرجا في مدينة (ام صلال) نفوسها 33 نسمة.
>
>
>
> ثانيا: قطر وعدت الفيفا ببناء 22 ملعبا في الدول النامية ثمنا على
> استضافة كأس العالم.
>
>
>
> ثالثا: مطار الدوحة الوحيد لا يكفي لاستقبال زوار حدث كاستضافة كأس
> العالم. لذلك سوف تشيد قطر مطارا جديدا بسعة 50 مليون مسافرا في السنة
> وبكلفة اجمالية مقدارها 13 مليار دولار لدولة نفوسها 350 الف نسمة
> (قطريين) و500 الف نسمة (اجانب).
>
>
>
> رابعا: قطر واعدت الفيفا على بناء 64 مجمعا سكنا (54 مجمعا غير موجودة في
> الوقت الراهن) لايواء الفرق المشاركة, كل مجمع يحتوي على فندق بخمس نجوم
> سعة 316 غرفة مع شقق سكنية اضافية وذلك لاستضافة الفرق والصحفيين
> والشخصيات المرافقة للوفود مع ملعب تدريب مكثيف. كلفة بناء مجمعات الفرق
> تصل الى عدة مليارات دولار.
>
>
>
> خامسا: بناء اكثر من 100 فندقا بسعة اجمالية تصل الى 44 الف غرفة زائدا
> بناء ميناء خاصا لايواء البواخر السياحية مع تأجير بواخر سياحية بسعة
> 6000 شخصا. كلفة مرافق ايواء الضيوف سوف تصل الى عدة مليارات دولار.
>
>
>
> سادسا: انشاء جسرا يربط قطر بالبحرين يحتوي على طريق بري وخط لسكك الحديد
> بكلفة تفوق العشرين مليار دولار.
>
>
>
> سابعا: انشاء خط سكك حديد يربط السعودية بقطر بكلفة تزيد عن الخمسة مليارات دولار.
>
>
>
> ثامنا: انشاء شبكة مترو تربط مدن قطر بكلفة تزيد عن العشرين مليار دولار.
>
>
>
> تاسعا: تحسين شبكة الطرق البرية بكلفة تزيد عن الخمسة مليارات دولار.
>
>
>
> عاشرا: توفير الحماية للفرق والزوار بحاجة الى استيراد اكثر من مائة الف
> رجل حفظ نظام. تكاليف حفظ النظام سوف يزيد عن المليار دولار.
>
>
>
> احدى عشر: مشاريع البنية التحتية سوف تحتاج الى استيراد اكثر من 300 الف
> يدا عاملة زائدا ضيوف كأس العالم زائدا اجهزة الحماية والخدمات زائدا
> كوادر النقل التلفزيوني زائدا كوادر الاتصالات زائدا كوادر تقديم الخدمات
> سوف تحتاج الى بناء محطات كهربائية جديدة ومحطات تحلية المياه ومستشفيات
> اضافية وما شابه ذلك من خدمات بكلفة اجمالية سوف تزيد عن العشرين مليار
> دولار.
>
>
>
> اثنى عشر: وبما ان لاطعم لكرة القدم بدون جمهور, فقد تعهدت قطر على
> استيراد 300 الف متفرجا. كلفة نقل وايواء واجرة هذا العدد الهائل من
> الجمهور سوف يكلف الحكومة القطرية اكثر من عشرة مليارات دولار.
>
>
>
> لذلك سوف نجد بأن الكلفة الاجمالية لاستضافة كأس العالم سوف تزيد عن
> المائة مليار دولار او ما يعادل ميزانية قطر الاجمالية لخمسة سنوات
> متتالية. المنشئات التي سوف تشيدها قطر لاستضافة كأس العالم كالملاعب
> والمجمعات السكنية والمطارات ومتروات النقل وخطوط سكك الحديد مع السعودية
> والبحرين ومحطات توليد الطاقة وتحلية المياه والمستشفيات الاضافية
> لافائدة اقتصادية لها اذا اخذنا بنظر الاعتبار النمو الطبيعي لنفوس قطر.
> فقط الميزانية السنوية لصيانة هذه المنشئات سوف تكلف قطر ما يعادل خمس
> ميزانية الدولة.
>
>
>
> النقاط التالية توضح حجم وابعاد مغامرة الفيفا:
>
>
>
> 1: امكانية قطر في تأهيل بنيتها التحتية تعتمد بالدرة الاساسية على تخصيص
> قطر لنصف وارداتها من الغاز والنفط لفترة الاثنى عشر سنة القادمة زائدا
> محافظة النفط على اسعاره المرتفعة. انخفاض اسعار النفط سوف يؤثر على قدرة
> قطر في تمويل متطلبات استضافة كأس العالم. احد اهم اسباب الاسعار
> المرتفعة لبرميل النفط هو انخفاض قيمة الدولار الامريكي نتيجة الركود
> الاقتصادي الذي تعاني منه الولايات المتحدة حيث قيمة الدولار في الوقت
> الراهن يبلغ اقل من ثلث قيمته قبل خمس سنوات. في حالة انتعاش الاقتصاد
> الامريكي وهذا امر متوقع خلال السنتين القادمتين فأن ذلك سوف يؤدي
> تلقائيا الى ارتفاع قيمة الدولارالامريكي مما يؤدي الى اعادة اسعار النفط
> الى معدلاتها الحقيقية (ما بين 20-30 دولار للبرميل الواحد) مما يؤدي الى
> انخفاض واردات قطر السنوية الى اقل من سبعة مليارات دولار سنويا مما
> يجعلها عاجزة عن تلبية متطلبات استضافة كأس العالم ناهيك عن الافلاس
> الكلي للحكومة القطرية.
>
> 2: خلال الثلاث سنوات الماضية مر الاقتصاد العالمي ولازال يمر بركود لم
> تكن له سابقة من قبل. هذا الركود ادى الى تأجيل المشاريع العمرانية
> والانمائية والصيانية في الدول المتقدمة والنامية. جميع المؤشرات تدل على
> قرب نهاية هذا الركود وبداية فترات نمو جديدة. في حالة حدوث ذلك فأن
> المباشرة مرة اخرى في مشاريع الانماء والاعمار والصيانة عالميا سوف يؤدي
> الى كثرة الاقبال على مواد البناء والتعمير مما يؤدي تلقائيا الى زيادة
> سعرها وشحة وتأخر توفرها. هذا الامر ايضا ينطبق على الايادي والكفاءات
> الفنية وشركات التنفيذ العالمية. كل هذا سوف يهدد كلفة وجاهزية المنشئات
> القطرية.
>
> 3: الاعتماد على مطار واحد لاستقبال الفرق وكوادرها الفنية والادارية
> والمشجعين والصحفيين والكوادر الفنية والخدمية والشخصيات السياسية
> والفخرية يمثل مجازفة ومغامرة لا مثيل لها.
>
> 4: استضافة 32 فريقا ومئات الآلاف من جماهير الفرق في منطقة جغرافية ضيقة
> لايتعدى قطرها عن الثلاثين كيلو متر سوف يمثل تحديا امنيا وخدميا لاسابقة
> له.
>
> 5: لا احد يستطيع الجزم على نجاح تقنية التبريد المقترحة لارضية ومدرجات
> الملاعب. اجراء مباريات كأس العالم في اجواء تصل فيها درجات الحرارة الى
> 120 درجة فهرنهاتية مع رطوبة تصل الى 100% سوف يفسد مباريات كأس العالم.
>
> 6: في حالة فشل قطر على استيراد او استقطاب الجماهير فأن هناك احتمالية
> ان تقام مباريات كأس العالم بدون الحضور الجماهيري. في مونديال 1978 منع
> فيفا النقل المباشر لنهائيات كاس العالم في البلد المضيف من اجل الحث على
> الحضور الجماهيري.
>
> 7: ماذا يحصل لو تغير نظام الحكم في قطر او توفى حاكم قطر.
>
> 8: لا احد يضمن قدرة قطر على تمويل واكمال المنشئات المقترحة.
>
> 9: ماذا يحصل في حالة تعرض قطر الى عاصفة رملية وهي ظاهرة كثيرة الحدوث
> في الاشهر التي تنظم بها مسابقة نهائيات كأس العالم.
>
>
>
> دولارات قطر قد اعمت بصيرة الفيفا كليا فلم يتعظ من تجربة كولومبيا في
> استضافة مونديال 1986. لكن هذه المرة لم يغامر الفيفا بملف قطرلوحده
> ولكنه ومن اجل ايجاد تبريرا مقنعا يضعه امام الاعلام العالمي فقد منح
> حقوق استضافة مونديال 2018 الى جمهورية روسيا مع علمه المطلق بحجم فساد
> الحكومة الروسية وسيطرة المافيا الروسية على جميع اوجه الحياة حيث في
> تبريره لمنح اولمبياد 2022 لقطر ادعا الفيفا بأن الغرض من اختيار روسيا
> وقطر كان من اجل توسيع شعبية كرة القدم وهذا عذر اقبح من الذنب نفسه. في
> منطقة الشرق الاوسط التخلف الكروي المرادف لتخلف جميع اوجه الحياة سببه
> فساد حكوماتها وليس لضحالة شعبية اللعبة فكرة القدم هي الوسيلة الترفيهية
> الوحيدة لمنطقة الشرق الاوسط حيث يفطم اطفال الشرق الاوسط على كرة القدم,
> لذلك فهم ليسوا بحاجة الى تعريفهم بكرة القدم بل هم بحاجة الى ساسة
> اكفاء.
>
>
>
> اما بخصوص قطر فما تملكه من منشئات ومرافق رياضية وبنية تحتية يكفي
> لاحتياجات قطر ليس في الوقت الراهن ولكنها اكثر من كافية لاحتياجاتها
> للعشرين سنة القادمة, فلذلك فهي ليست بحاجة الى بناء مرافق رياضية جديدة
> او فنادق او مطارات او وسائل نقل فكل ما سوف تنفقه قطر من اجل استضافة
> كأس العالم (مائة مليار دولار) لايحتاجها الاقتصاد القطري والمواطن
> القطري ولافائدة او استخدام لها خارج حدث تنظيم كأس العالم لذلك نستطيع
> ان نستنتج بأن المائة مليار دولار التي سوف تنفقها قطر سوف تصرف من اجل
> ان يقول حاكم قطر بأنه استضاف نهائيات كأس العالم, فمثلما ضحى صدام
> بارواح اكثر من مليوني عراقي واهدر اكثر من سبعة آلالاف مليار دولار في
> حماقات لم يكن غرضها سوى ان تتحدث الاعلام العالمي عن صدام فأن تنظيم قطر
> لنهائيات كأس العالم اشبه بحروبات صدام من ناحية الغرض والغاية.
>
> وفي الختام اترك القارئ مع مختطفات من ردود الصحافة العالمية بخصوص قطر 2022:
>
>
>
> تعرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لموجة من النيران الكثيفة اليوم
> الجمعة عبر وسائل الإعلام العالمية بعد اختيار روسيا وقطر لتنظيم نهائيات
> كأس العالم 2018 و2022 على الترتيب. ووصفت صحيفة "داجبلاديت" النرويجية
> اختيار قطر بأنه "أكبر مزحة في تاريخ كرة القدم" فيما تحدثت صحيفة
> "اكسبريسن" عن نتيجة "كارثية". ووجهت مدافع وسائل الإعلام اتجاه الفيفا
> في الفترة الأخيرة وكيلت له الاتهامات ووصفها البعض بأنه مركز الفساد في
> العالم في حين اتهم البعض الأخر الفيفا بالسير في اتجاه تحالف المال
> والسياسة بدلا من ترجيح ملفات مثل إنجلترا وأمريكا وأسبانيا/البرتغال.
>
>
>
> وتحدثت صحيفة بليك السويسرية عن أن "الفيفا ليس عليه أن يثبت أنه لا يهتم
> بالمشجعين ، ما يؤخذ في الاعتبار هو الحرية الضريبية ، الوفرة المالية ،
> وزهو(رئيس الفيفا جوزيف بلاتر) بإهداء الكتلة الشرقية والشرق الأوسط ،
> كأس العالم". ومن جهتها أوضحت صحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الإيطالية
> أن اختيار روسيا وقطر كان دليل نهائي على أن "السياسة هي ما يهم ، والمال
> أيضا".وأكدت صحيفة "فرانكفورتر الجيماينة تسايتونج" أن عملية التصويت أمس
> الخميس أظهرت وجود شيء خاطئ بالفيفا". وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أن
> "حياة الفيفا ورئيسه تحطمت مجددا ، الكثيرون سيعتبرون أن شعار الفيفا /من
> أجل مصلحة اللعبة/ مجرد مزحة". ووصل الأمر بصحيفة "بيلد" الأوسع انتشارا
> في ألمانيا أن طالبت باستقالة السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي
> لكرة القدم (فيفا). وقالت الصحيفة "منذ أن تم إيقاف اثنين من أعضاء
> اللجنة التنفيذية للفيفا بسبب شبهات فساد ، بات مقبولا احتمال أن تباع
> روح كرة القدم مقابل دولارات النفط. التجارة والفساد انتصرا أمس في
> زيوريخ على كرة القدم. رئيس الفيفا سيب بلاتر لم يتمكن من الحيلولة دون
> ذلك. عليه أن يستقيل فورا".
>
>
>
> من جانبها ، أشارت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" إلى أن
> "التعبيرات العسكرية تبدو مناسبة أكثر لهذه المناسبة. المعركة اشتعلت ،
> والمنتصران دولتا روسيا وقطر الغنيتان اللتان تستضيفان المونديال للمرة
> الأولى لم تخرجا دون جروح. قرار إسناد مونديالين مرة واحدة تم اتخاذه من
> أجل تخطيط عقود البث التليفزيوني والتسويق على مدى طويل". بيد أن الصحيفة
> التي تصدر من فرانكفورت استدركت "لكن هذه الخطة تحولت إلى كارثة بالنسبة
> للفيفا. كما لو كان الأمر تحت عدسة ، ظهرت للعالم سخونة المنافسات
> الرياضية الكبرى ، والطريقة التي يحدد بها الفساد والتربيطات عمليات
> تصويت ديمقراطية". واعتبرت صحيفة "سوديوتشه تسايتونج" أن عملية الاختيار
> التي تمت أمس في زيوريخ ليس لها سوى نهاية واحدة: تعزيز نفوذ رئيس
> الاتحاد. وقالت الصحيفة "منح المونديالين إلى روسيا وقطر يمثل عملا
> نموذجيا في التخطيط: الطريقة التي استطاع بها رئيس الفيفا سيب بلاتر
> تعزيز سلطته في الاتحاد مانحا حدثين كبيرين. الفائزان اللذان خرجا من
> الظرفين هما روسيا وقطر ، لكن الفائزان الحقيقيان يسميان سيب بلاتر
> وفلاديمير بوتين". وتابعت "بالنسبة لبلاتر ، كان الحدث هروبا إلى الأمام.
> باختيار روسيا تم ضمان حفنة مغرية من الأصوات التي يحتاج إليها لإعادة
> انتخابه في 2011. التأثير الهائل لبوتين في العالم الرياضي قد يضمن له
> نحو 12 صوتا بين الجمهوريات السوفيتية السابقة". وأضافت "باختيار قطر ،
> تمكن بلاتر من استعاد ود خصمه الألد رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام ،
> رجل الأعمال المقيم بالدوحة الذي كان يرغب مؤخرا في منافسة بلاتر (على
> رئاسة الفيفا). الآن سيعرف ما هي قيمة مونديال 2022". وأكدت صحيفة دايلي
> ميرور البريطانية أن "إنجلترا لم تخسر حقوق استضافة كأس العالم 2018 بسبب
> وسائل الإعلام البريطانية ، لقد خسرت بسبب الفساد الذي تحاربه وسائل
> الإعلام البريطانية".
>
> ونقلت صحيفة "ذا صن" عن تيري فينابليز المدرب السابق لإنجلترا "الفيفا
> والكيه جي بي ، هما المنظمتان الوحيدتان اللتان تعيشان في السر على هذا
> الكوكب".
>