عدنا في الموضوع كلام ممتاز وطيب , فالفلق :الاستعاذة من الشرور التي خلقها الله تعالى كسنن كوني , فهذه الشرور يستعاذ من مسبباتها حتى نأمن شرها فنستعيذ من من رب كل ما ينفلق لأن الشرور تتوالد وتتكاثر وينفلق بعضها من بعض فنستجير بالله تعالى من شر فلقها لإن الله تعالى إن اجارنا الله من شر فلقها فلا تضرنا هي لأنه لابد منها , فالقمر إذا طلع فجأة كان علامة على انتشار الآفات فنستجير بالله من شر سبب خروج هذه الافات فإن الله إن أجارنا من السبب فلا يضرنا خروج المسبب لأنه لابد ان تنفلق وتخرج من كمونها .ومن شر النفاثات لأن السحرة ينفثون والسنن الكوني يجري بحصول التأثير من النفث فندعو الله أن يجيرنا من تأثير السبب الذي هو النفث ,وكذا الحسد .
فتضمن سورة الفلق نوعين من التعوذ:
1- تعوذ من السبب .قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب .
2- تعوذ من تأثير السبب.ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد.
وأما سورة الناس
ففيها تعوذ من شرور الوسواس وهو الشيطان الذي يقذف في القلب الشرور , ولما كان هذاالشر لايفارق الانسان فتوسل الى الله بربوبيته والوهيته واسماءه وصفاته وأعظم ما يناسب المقام إثبات الملك لله تعالى المهيمن على كل شئ .
فسورة الفلق فيها تعوذ من شرور تصيب البدن وسورة الناس تعوذ من شرور تصيب الروح .