[align=center]
كيف نتعامل مع المنتكس ؟
شاب يافع تفوق على أقرانه لسنوات، وشُهد له بالإلتزام ومحبة العلم، والتمكن من بعض مسائله ، ولكن ظهر منه بعد ذلك التراجع والنكوص ، وأصبح متساهلا بل ومظهرا للمعاصي مجاهرا بها ، كيف السبيل إلى إعادته إلى طريق الهدى وهو يحفظ أكثر مما نحفظ ويُحسن من الوعظ مالا نحسن أو هكذا كان .
كثير ما يتردد هذا السؤال وخلاصته كيف نتعامل مع المنتكس ؟
والجواب :
ينبغي أن نعلم أن لكل حالة منتكسة وضعها الخاص ، وهذا يعني أن طبيعة التعامل مع المنتكسين ليست على درجة واحدة ، ولذا يمكن ذكر بعض الوصايا العامة ولكل أخ أن يختار منها ما يناسب الحالة التي أمامه فمن الوصايا في التعامل مع الشاب بعد انتكاسه، ما يلي :
1- ينبغي أن نعلم أن الإنسان الذي عرف الهدى واستقام ثم انحرف يحتاج ارجاعه إلى صبر وطول نَفَس ، والذي يظهر من التجربة أن مثل هذا الصنف يحتاج إلى نوعية أخرى تخاطبه غير النوعية التي كان يعيش معها يوم أن كان ملتزما ، والسبب في ذلك أن هذا الشاب قد يكون حاملا لانطباع غير جيد عن مجموعته الأولى فيصده ذلك عن لين الجانب والرضوخ للحق.
2- مثل هذه النوعية -التي ذكرت في الوصية الأولى – لا يحسن أن يؤتى على سبيل التوبيخ والذم والتقريع ، بل ينصح بالتي هي أحسن ، ويفتح باب الحوار معه ويستمع إليه ، ويعطى فرصة ليُبين ما لإشكالات التي شجعته على النكوص ، وما لأخطاء التي أثرت عليه ليصل إلى ما وصل إليه ، وبعد ذلك يُجاب عليه وتُدفع الشبهات وترفع الإشكالات ويؤخذ بيده,,وما كان الرفق في شيء إلا زانه..
3- من المنتكسين من يكون في خطواته الأولى للتراجع عن الإلتزام فمن كانت هذه حاله فالأولى الاقتراب منه جدا دون أن يشعر بأنه يعامل كمنتكس،ويشجع على أعمال الخير ويُطالب بحضور مجالس الصالحين ليرتقي إيمانه فلعل الأمر فتور بعد شِرَه .
4- من المنتكسين من تحرك في هذا الإتجاه المظلم بسبب بعض الأخطاء التي وقعت عليه من مجموعته الدعوية أو بسبب عدم تآلف بينه وبينهم..
فينبغي إقناعه بأن المؤمن يتمسك بدينه ولو كان وحيدا فريدا ويبين له أن الإلتزام ليس حكرا على هذه المجموعة الطيبة فإن مجالس الصالحين كثيرة ..
فلو عاش مع غير هذه المجموعة لكانت النهاية المشرقة لهذه المشكلة
وهذا خير له من النكوص.
5- وصية مهمة وهي ألا تقطع العلاقة بالمنتكس ولو أصر على نكوصه وجاهر بمعاصيه فإن من المنتكسين من يزيد فحشه وفجوره بسبب غلظة الصالحين وشدة تعاملهم معه بعد تغير حاله ومادام أنه لم يرتد عن الإسلام ولكن تساهل في مواقعة الذنوب، فإن حق المسلم مازال باقيا .
والواقع يشهد أن بعض المنتكسين إنما تراجع لنزوة وشهوة جارفة أخذت به حتى إذا أروى قلبه المتعطش إلى المعاصي أُصيب بالملل واكتشف انها لذة تنقطع وتبقى حسراتها
وعندها يعلم علم اليقين أن لا لذة ولا نعيم ولاطمأنينة إلا بالالتزام بالدين والسعي فيما يرضي الله حينها سيتذكر أخاه الصالح الذي لم ينقطع عن الاتصال به والسؤال عن حاله فيسارع إلى لقائه ليُعلن رجوعه إلى الله فالمؤمن قوي بإخوانه.
أختكم بنت الحلال
منتديات ناصح للسعادة الأسريـــة
مشاركة من الأخ العصر الزاهي
1- مراجع مفيدة في الموضوع
بالامكان الرجوع إلى كتاب الداعية الكبير فتحي يكن (المتساقطون) ففيه فوائد جمة
وكذلك كتاب الشيخ الدكتور المبدع محمد موسى الشريف (الثبات) ففيه إشارات تعين في التعامل مع المنتكسين
2- قصة لمنتكس.
واذكر قصة للفاروق عمر رضي الله حينما سأل عن أخي له واكن ممن خرج الى بلاد الشام او العراق فقالوا له يا أمير المؤمنين قد لعبت الخمر برأسه فأسل له الفاروق من أمير المؤمنين عمر الى فلان ثم كتب قول الله تعالى من سورة غافر (...غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول ..).
فلما انتهت الرسالة إلى الرجل بكى وندم وأحدث توبة ووصل الأخبار إلى عمر فقال هكذا فافعلوا مع إخوانكم.
3- قصة أخرى لمنتكس وخاطرة.
واضيف كذلك قصة حصلت لطالب من طلبة التحفيظ وهو الآن رجل متزوج ولعل له أولاد لأن لي مدة طويلة عنه.
قصة هذا الشاب انه حفظ القرآن وكان كحمامة المسجد من كثرة ملازمته للمسجد ولا يترك المصحف من يديه حتى ان احد المدرسين حينما يراه يسر يوصيني به خيرا وقد وصل الحال بهذا الطالب ان أصبح إمام حافظا للقرآن يصلي بالناس ويلقي بعض الكلمات وطلب مرة ان يسافر الى الشيخ محمد بن عثيمين ليدرس عليه فشجعته وزودته ببعض ما يحتاج إليه ودارت الأيام وانقطعت أخبار هذا الشاب بسبب صلته بـ(.....) ثم بلغتني المأساة فقد انتكس وأصبح يشيش ويلعب البلوت والقصات والبنطلونات وحينما اتصلت على بيت والده لأزوره ، قالوا لي انه قد سافر من المنطقة إلى منطقة أخرى ،فلما زرت هذه المنطقة في سفرة وهي تبعد مئات الكيلو مترات عن مدينتي حرصت على زيارته فلم تتيسر لي الزيارة.
ولكن الان وبعد ان كتبت قصة الفاروق خطر لي ان أكتب له رسالة أوصلها الى أهله وهم يوصلونها إليه وهذه الفكرة لم تخطر لي قبل الآن ولعل هذه من فوائد المنتديات وتبادل الآراء أسأل الله لي وللأخوة الثبات ولهذا الأخ وأمثاله من المنتكسين العودة إلى طريق الاستقامة مرة أخرى .
المصدر منتديات ناصح للسعادة الأسريـــة
استشارات دعوية
السؤال :أنا مربي لشباب مكتبة ويوجد احدهم قد حفظ القرآن وهو ذكي جداً ومحبوب لدى الشباب وقد تغير الآن وأخد يمشي مع المنتكسين ممن كانوا معنا ورفقاء السوء! فكيف التعامل معه ومع من قد يتأثرون به؟؟
الإجابة : حافظ على معاملتك السابقة معه وزد على ذلك بحسن التواصل وزيادة الحرص, ومن حرصك عليه:-
- أن تناصحه وتصارحه إما أنت أو أحد المقربين له ممن له تأثيراً عليه.
- ليكن أسلوبك أثناء مصارحته معتمداً على تشخيص الأسباب ومناقشة المشكلة بأسلوب مقنع يلزمه عقلاً بالإقرار بكلامك وفي نفس الوقت أن يكون كلاماً مؤثراً يشعره بخطر ما هو عليه ويفتح له باب الأمل والرجوع.
- ومما يساعد في عودته تذكيرك له بماضيه الحسن فقد تزيل عن نفسه غشاوة الحاضر بحلاوة الماضي مما يجعله يعود ويتحسن ولك في قصة عمر رضي الله عنه عندما ارتد صاحبه هشام بن العاص أبلغ الأثر حيث تقول الرواية (عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " وكنا نقول: ما الله بقابل ممن افتتن صرفاً ولا عدلاً ولا توبة، عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم، قال: وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم، قال: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أنزل الله تعالى فيهم وفي قولنا وقولهم لأنفسهم: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم - وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون - واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون} قال عمر رضي الله عنه: فكتبتها بيدي في صحيفة، وبعثت بها إلى هشام بن العاص رضي الله عنه، قال: فقال هشام: لما أتتني جعلت أقرؤها بذي طوى أصعد بها فيه وأصوب ولا أفهمها، حتى قلت: اللهم افهمنيها، فألقى الله عز وجل في قلبي أنها إنما أنزلت فينا وفيما كنا نقول في أنفسنا، ويقال فينا، فرجعت إلى بعيري فجلست عليه، فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة"
الشيخ محمد الدويش
السؤال :فضيلة الشيخ/ كيف يمكن أن نتعامل مع المنتكس الذي كان معنا ويحفظ كتاب الله عن ظهر قلب ؟
الإجابة : المنتكس أخ لنا يجب أن نتعامل معه بمنطق الإخوة، وألا نتناساه، وحتى لو لم يعد للاستقامة فالواجب أن يبقى لنا معه صلة وعلاقة، وأن يكون لنا به اتصال وزيارة بين الفينة والأخرى.
ومن الأمور المهمة المناصحة بالأسلوب المناسب، وهاهنا موقفان مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الموقف الأول: قال عمر رضي الله عنه كنا نقول: مالله بقابل ممن افتتن صرفاً ولا عدلاً ولا توبة، عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم، قال: وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم، قال: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أنزل الله تعالى فيهم وفي قولنا وقولهم لأنفسهم {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لاتنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لاتشعرون} قال عمر رضي الله عنه فكتبتها بيدي في صحيفة، وبعثت بها إلى هشام بن العاص رضي الله عنه قال: فقال هشام: لما أتتني جعلت أقرؤها بذي طوى أصعد بها فيه وأصوت ولا أفهمها، حتى قلت: اللهم افهمنيها، فألقى الله عز وجل في قلبي أنها إنما أنزلت فينا وفيما كنا نقول في أنفسنا، ويقال فينا، فرجعت إلى بعيري فجلست عليه، فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة"
الموقف الثاني: كان رجل من أهل الشام ذو بأس يفد إلى عمر ر ففقده عمر، فقال: مافعل فلان بن فلان، فقالوا: ياأمير المؤمنين تتابع في هذا الشراب، قال: فدعا عمر كاتبه فقال: اكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لاإله إلا هو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، ذي الطول لاإله إلا هو إليه المصير، ثم قال لأصحابه ادعوا الله لأخيكم أن يقبل بقلبه، ويتوب الله عليه، فلما بلغ الرجل كتاب عمر ر جعل يقرأه ويردده ويقول: غافر الذنب، وقابل التوب شديد العقاب، قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي.
وفي رواية: فلم يزل يرددها على نفسه، ثم بكى، ثم نزع فأحسن النزع، فلما بلغ عمر خبره قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخا لكم زل زلة فسددوه ووثقوه وادعوا الله لأخيكم أن يتوب عليه، ولاتكونوا أعواناً للشيطان عليه(تفسير ابن كثير (4/107)).
الشيخ محمد الدويش
السؤال : كيف أعيد إحدى الأخوات المنتكسات ؟ وأي أسلوب أنفع معها ؟
الجواب : أختي الكريمة ، أشكر لك ثقتك واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد وأن يرينا وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبساً علينا فنظل .. أما استشارتك فتعليقي عليها من وجوه :
أولاًَ : رائع منك هذا الهم وهذه الهمة التي تدفعك إلى مثل هذا التساؤل وهذه الرغبة في الإصلاح .. جعل الله ذلك في ميزان حسناتك وجعلنا وإياك مفاتيح للخير مغاليق للشر وهدانا وهدى بنا وأصلحنا وأصلح بنا .
ثانياً : لا أعرف حقيقة ظروف هذه الأخت .. ومدى علاقتك بها ، وكيف كانت ؟ وإلى أين وصلت ؟ وما مستوى تعليمها ؟ لكي تكون الصورة أكثر وضوحاً .. ويكون التعامل معها على هذا الأساس .. ولكن لا بأس من ذكر بعض الاقتراحات بشكل عام ، وأنتي أدرى بما يناسبها ويناسبك .
ثالثاً : لابد لك من الاقتراب منها وعدم إشعارها بالرفض المطلق بل كوني معها " لطيفة المعشر " واقتربي منها ، وتقبليها .. وإذا كانت قد وقعت في بعض الأخطاء فأشعريها بأن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، وأنه سبحانه يقبل التوبة ويعفو عن الزلة وأن رحمته واسعة .. وأن الحسنات يذهبن السيئات .. وأنها بفضل الله مسلمة .. حتى وإن صدر منها بعض الأخطاء ؛ فإن الكمال لله وحده ، ولا يعني ذلك أن تترك كل جوانب الخير ، لأنها قد عملت بعض الأخطاء فهذا ما يريده الشيطان - قاتله الله - فلا تعينيه عليها .. وأعينيها عليه بتذكيرها بسعة أبواب الخير ، وتذكيرها بحديث المصطفى :[ وأتبع السيئة الحسنة تمحها .. الحديث ] .
رابعاً : لا بأس من إهدائها " هدية مناسبة " مع رسالة رقيقة .. عنواناً لمواصلة الصحبة ودوام المحبة ، ومع الوقت تكرار الهدية برفقة " مطوية " أو كتيب أو شريط .. يحثها على الخير ويذكرها بأبوابه ، وبأهمية الاستعداد للآخرة .
خامساً : الدعاء لها بظهر الغيب بأن يردها الله إلى الحق رداً جميلاً وأن يحفظها من نزغات الشيطان وتوهيمه وهمزه ولمزه ، وأن يريها الحق حقاً ويرزقها اتباعه ، والباطل باطلاً ويرزقها اجتنابه ، وألا يجعله ملتبساً عليها فتضِلّ ، وحثيها كذلك على مثل هذا الدعاء . وتذكري أن لك بعملك هذا الأجر العظيم فلا تيأسي أو تستعجلي النتائج .
وفقك الله وحماك وسدد على طريق الخير والحق خطاك .
الشيخ أحمد المقبل
معاملة المنتكس
المكرم الأخ/ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أقدم النصيحة أولاً لك ولإخواني المستقيمين أن تجتهدوا مع أخيكم، ولا تعينوا الشيطان عليه، ولا تكثروا من الكلام عنه في مجالسكم، بل تعتمدوا أسلوب المواصلة و المصارحة والمناصحة والصبر، والبحث عن عذر، والنظر في احتمال أن يكون ما حدث له بسبب خلل في معاملته، أو خطأ في حقه، أو على الأقل بسبب حساسية شديدة لديه في المعاملة لم تكمل مراعاتها من قبل مجالسيه وأصحابه. ثم اجتهدوا في الدعاء لهؤلاء الإخوة بالهداية والثبات، وتواصوا عليهم بالاتصال وحسن المعاملة، وحسن الظن والأريحية. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
أخوكم
سلمان بن فهد العودة
14/7/1422
رسائل
الرسالة الأولى
أخي العزيز .................................................. ..... حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :-
أتمنى أن تقرأ هذه الرسالة وأنت تتمتع بوافر الصحة وجميل العافية .
أخي الكريم :- هذه رسالة ود ، وتجديد محبة صادقة ، من أخيك وزميلك الذي عرفته والتقيت به مراراً ، وأرجو أن تكون عرفته محباً ، وناصحاً ، ومشفقاً لا يألو الخير ما أصابه . لقد عرفتك جيداً ، والتقيت بك مراراً ، وما كان لهذه السنون التي مضت أن تمحو من مخيلتي تلك الشخصية ، أتذكرك فأذكر ذاك الشاب حسن الخلق طيب المعشر كريم الود . أتذكرك فأتذكر ذاك الشاب الحريص على طاعة الله سبحانه وتعالى ، فتارة أراه يصلي، وأخرى أراه تاليا للقرآن، أتذكرك فأتذكرك ذاك الشاب الذي كان يحدثني كثيراً عن الثبات وخطورة الانحراف ، أتذكرك فأتذكر ذاك الشاب الذي كان يشارك زملاءه وإخوانه عبادتهم، وحفظهم للقرآن، ومجالس العلم والوعظ.
أخي الكريم : والله إن تلك الصور وغيرها لا تزال شاخصة أمام عيني وناظري ، وحين يقفز اسمك للذهن ، ويدور خيالك بالبال تتسارع تلك الصور المضيئة ، والجوانب المشرقة ، وتتلاحق لتأخذ مكانها ، حتى يعكرها ما صار إليه صاحبي بعد ذلك .
أخي الكريم :- لن أنسى ذاك الأخ الذي أحببته في الله ، وتمنيت أن أحشر وإياه تحت ظل عرش الرحمن ، ونلتقي إخوانا على سرر متقابلين . وطول تلك السنون التي فرقتنا وصورتك ، وخيالك يقفزان إلى الذهن بين الفينة والفينة . ولكن صار ما كدر الخاطر ، وأزعج الفؤاد مما لا يخفى عليك .
أخي الكريم :- هل تتفضل على نفسك لتقف معها ساعة محاسبة ، ولحظات مصارحة ، فتقارن بين ما أنت عليه الآن وبين ما كنت عليه قبل ذلك ، أن تجري حساباً صادقاً مع نفسك قبل الحساب الذي ليس بعده عمل ، أن تجري حواراً صريحاً له ما بعده قبل أن يتحاور أهل السعادة وأهل الشقاوة .
أخي العزيز :- لازال الباب مفتوحاً ، والطريق مشرعة ، أو لست تقرأ قول العزيز الغفور { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم }
فكن جريئاً أخي الكريم ، وجاداً وحازما مع نفسك ، وأعلنها عودة صريحة إلى الله من الآن . إني لا أطلب منك أن تسلك طريقاً مجهول المعالم ، لا تدري ما وراءه ، إني أطالبك أن تعود لفطرتك التي فطرك الله عليها ، أن تعود لتلك الحال التي كنت فيها في قطار الصالحين والعابدين .
أخي الكريم: يعتذر بعض الذين حولوا مسار حياتهم بأعذار تبدو لهم أول وهلة أنها صادقة، ولو صدقت لما أغنت عنهم يوم القيامة.
يعتذر أحدهم بأن الصالحين الذين صاحبهم كان فيهم وفيهم.. وقد يكون شيء من ذلك صحيحاً، لكن هل الحل أن يغير الشخص حالة أم الحل أن يتميز باستقامته؛ فيصبح خيرا منهم؟
يعتذر بعضهم بأنه لم يكن جاداً، لم يكن صادقاً، كان يأتي المعاصي، كان متناقضا مع نفسه فحسم الأمر بما آل إليه.
لكن شتان بين من يبقى على الخير ويجاهد نفسه، فيكبو وينهض، ويهوي ويفيق، ويحب الصالحين، ويجالسهم، فيكون حريا بأن يقال له "أنت مع من أحببت" ويقال له" هم القوم لا يشقى بهم جليس". ويتجنب المجاهرة بالمعصية ليصبح من أهل العافية"كل أمتي معافى إلا المجاهرين".
شتان بين هذا وبين من يجاهر بسلوك غير طريق الصالحين.
ويجد غيرهم أعذارا وأعذاراً، لكنها تبقى بعد ذلك حجج بينه وبين نفسه، وحجج يواجه بها الناس، ولن تنجيه أمام الله عز وجل.
أخي الكريم: سطرت لك هذه الرسالة ، وكلي أمل أن أرى وجهك المشرق ، وأسعد باتسامك اللطيفة التي لم ولن أنسها .
الرسالة الثانية
إلى من كان معنا في صفوف الصالحين
إلى من كان معنا من المصلين
إلى من كان وهجا من نور .. .. ذا قلب مفعم بالإيمان
وخطا نحو الهدى في عزة وأمان
لكن الهوى والشيطان كانا حجر عثرة .. فانزلقت قدماه .......... فكان الانحراف
بعد الصلاة .. .. أصبح الضياع
وبعد أن كان النظر في الآيات البينات
أصبح الآن النظر إلى وجوه المومسات
بعد أن كان البكاء من خشية الله وقت السحر
أصبح الآن السهر على معصية الله
إلى من حاد عن الصف .. .. إليك هذه الرسالة :
إلى من حاد عن صفي ,,, وولىّ تاركا كفي
ضللت الدرب يا صاحي ,,, وخنت العهد يا ألفي
نسيت القول يا صاحي ,,, وصرت اليوم مفتونا
فسال الدمع مدرارا ,,, وبات القلب محزونا
إلى من قال لي يوما ,,, يمين الله لن أخنع
سأبقى ثابتا دوما ,,, وللشيطان لن اركع
فكيف الملتقى خَبـِّر,,, وكيف نكون اخوانا
وليل الذنب تهواه ,,, ونحن الفجر يهوانا
[/align]