كنت سأقضى حياتى القصيرة وسط الحشرات خائفاً من كل متحركٍ و ساكن !! يستطيع كل من هب و دب أن يسحقنى بحذائه أو يقتلنى مسموماً بغير تأنيب ضمير أو أن يفقدنى أعزَ الحشراتِ عندى و يتركنى مكلوماً حزيناً !!
الحمد لله ، لم يخلقنى حشرة
و ربما كانت حياتى القصيرة ممتعة نوعاً فأقضيها فى الطيران أو وسط أصحابى فى الحظائر ، و لكننى سأكون دائماً مهدداً بالذبح !!
فمن أجل وجبة يأكلها جائع تنتهى حياتى ،
و ربما يقتلنى بعض البشر الأشرار لمجرد التسلية والرماية
أو يقتل أعز الطيور عندى و يتركنى مكلوماً حزيناً
الحمد لله ، لم يخلقنى طائراً
أو كان قدري حياةً قاسية وسط الغابات ، ولا أستطيع أن أحصل على طعامى إلا بقتال الحيوانات الشرسة ، و أطفالى دائما مهددين أن يأكلهم غيرهم ، و غالباً ستنتهى حياتى مأكولاً من بعض الوحوش الذين لا يعرفون الرحمة
أو يذلنى بعض الناس و يسخروننى ثم يذبحوننى ليأكلونى
أو يرهقوننى فى حمل أمتعتهم
أو يطاردنى بعض الخلق ليقتلونى لمجرد التخلص منى
الحمد لله ، لم يخلقنى حيواناً
أو ربما كانت حياتى ضلالاً فى ضلال ، و تنتهى قبل أن أعرف خالقى و رازقى ، أو كانت ضلالات الناس تلاحقنى ، فأظن أن الله تحول إلى بشر يصلبه بعض الناس ، أو أن اللهَ جزءٌ من ثلاثة ، أو ان الله قد انجب ولداً كما يقول النصارى ،
أو أن بعض البشر يتفوقون على خالقهم !! و كتابهم البشرى أفضل من كتابه كما يهذى اليهود
الحمد لله الذى أنعم علينا بنعمة الإسلام
فبهذه النعمة العظيمة آمنت بكل أنبياء الله عليهم جميعاً الصلاة و السلام ، و رأيت معجزاتِهم كأننى معهم ،
و آمنت بها جميعاً ليقينى بصدق القرءان العظيم
الحمد لله الذى جعلنى عربياً مسلماً أستطيع بيسرِ أن أتلو كتاب ربي و أفهمه
و احمده سبحانه أن يسر لنا وسائل الدعوة إلى دينه الحق حتى لا يحرمنا أجراً عظيماً للدعوة إلى دينه الحق
وصدق الله العظيم إذ يقول :
" وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ "
[سورة النحل من الآية : 53]
" وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا "
[سورة إبراهيم من الآية: 34]
و نحمده عز و جل على نعمة النعم و هى الإسلام
"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً "
[سورة المائدة من الآية : 3]