أفكار رمضانية .. للنـسـاء في المسجد
إكرام الزيد
هذا الموضوع مستوحى من نشاط لجنة نسائية تعقد خلال شهر رمضان المبارك في مسجد الحي، وقد مرّ على نشاطها ستّ سنوات متتاليات، لاقت فيها الأنشطة والحمد لله قبولاً كبيراً من النساء بمختلف فئاتهن، فوجدتُ في كتابتها ونشرها تعميم الفائدة، كما أضفت إليها أفكاراً لم يتسنّ لنا تطبيقها، لكن ربما ناسب تطبيقها في مساجد أخرى، وهي تعتمد على نشاط فتيات الحي متظافرات، ليخرج نشاطهنّ الدعوي بأفضل صورة، وأتـّم نفع ..
* شعار الابتداء !
( زمان عبادة ومكان عبادة ) . .
هذا الشعار يجب أن يكون في ذهن كلّ من تتولى أمر نشاط النساء في مسجد حيّها، فيجب قبل إعداد أي برنامج، التأكد من أنّ الفكرة لا تحمل إخلالاً بروحانية الشهر، أو انتهاكاً لحرمة المسجد وهيبته وقدسيته.. مع استشعار عظم المسؤولية، وذلك لا يكون إلا بتحويل هم الدعوة إلى هـمََـة وعطـاء!
* قبل رمضان ..
1. الإكثار من الدعاء بصلاح النية والعمل، واستشعار العبء والمسؤولية، والقراءة في كتب الهمّة، والآداب.
2. القراءة في كتيبات الأفكار الدعوية والمواقع المختصة بذلك على الشبكة، وسماع الأشرطة في ذات التخصص. ومن ذلك موقع صيد الفوائد، والمنتديات الإسلامية في قسم الأنشطة، ومن الأشرطة شريط (أربعون وسيلة لاستغلال شهر رمضان) للدكتور إبراهيم الدويش.
3. التخطيط الشامل للبرامج وكتابتها بشكل منظم، ويفضل جدولتها.
4. إطلاع إمام المسجد على البرامج لأخذ موافقته عليها، مع الاتفاق على الميزانية المقترحة، ويفضل تحديد شخص يتم عن طريقة الاتصال دائماً، كزوجة الإمام، أو أخ المسؤولة.
5. يفضل شراء العدد المتوقع من هدايا الحفل الختامي، وجوائز المسابقات اليومية، حتى لا تضطري للذهاب إلى السوق في رمضان.
6. تسمية اللجنة واختيار العضوات وإعلامهن بالمهمات بوقت كاف لا يقل عن أسبوعين.
7. تحديد المواعيد مع الداعيات مبكراً حتى لا تُربك جداولهن، واختيار المواضيع سلفاً.
8. الإعلان عن الأنشطة بعدة طرق وبوسائل جذابة، كاللوحات الحائطية، وتوزيع منشورات على البيوت القريبة من المسجد، وكذلك أن يعلنها الإمام بعد إحدى الصلوات، ويمكن استخدام رسائل الجوال، ومنتديات الإنترنت بالنسبة للمساجد الكبيرة، وهكذا.
* مدة البرنامج ..
البرامج تستمر مدّة 19 يوماً، ويكون الختام في اليوم التاسع عشر بحفل ختامي مصغّر، ويفضّل استضافة إحدى الداعيات فيه .. حتى نترك العشر الأواخر للتلاوة والقيام.
* تفاصيل البرامج :
1. اليوم الأول .. يبدأ بحفل تعارف بسيط جداً، تشرح فيه البرامج، ويفضل استضافة داعية لشحذ الهمم، مع توزيع الهدية الرمضانية، وهي عبارة عن مجموعة نافعة من كتب وأشرطة والمنشورات تختص بالأحكام الرمضانية.
2. أفكار يومية ..
1. توزيع مطويات متنوعة الأفكار. كفضل التلاوة، وفضل الصدقة، وأخطاء رمضانية شائعة، وفضل العمرة .. ونحوها.
2. توزيع شريط كل أسبوع، مع وضع مسابقة سريعة عليه كسؤال واحد فقط لكل شريط، تُختار فيه فائزة واحدة بعملية السحب.
3. توزيع حقيبة دعوية، تحوي عدة كتيبات صغيرة شاملة، ويمكن وضع مسابقة بسؤالين على كلّ كتيب، والاختيار بعملية السحب.
4. حلقات الحفظ، بحلقة للبراعم، وحلقة للأمهات، وحلقة المستويات المختلفة. يتم فيها تحديد السور أو الأجزاء منذ البداية، ويشارك الجميع في حفظها، ويمكن توزيع شريط المصحف المعلم الخاص بالجزء المقرر حفظه لكل حلقة، وهذا خاص بطالبات الحلقات.
5. حلقات المراجعة. وهي للخاتمة التي تريد المراجعة، أو لمن لا ترغب في الحفظ وتريد مراجعة ما سبق لها حفظه.
6. سلم المتفوقات. وهذه تجربة أثبتت نجاحها الساحق، وأدّت إلى تنافس جميلٍ بين النساء بمختلف فئاتهن، وفكرتها تقوم على لوحة حائطية لكل حلقة، تكتب الأسماء في أسفلها، ويرتفع فوق كل اسمٍ عدد من المربعات، كلّ مربّع يمثل حفظ صفحة من المصحف، ويتم التلوين فيها من قبل المعلمة – أمام الطالبات- بحسب حفظ الطالبة، حتى تتم المربعات وصولاً إلى أعلاها. والأولى وصولاً تكون لها جائزة كبيرة، وستكون اللوحة رائعة إذا كان لكلّ طالبة لونها الخاص..
3. خلال ثلاثة أسابيع ..
* إقامة درس أسبوعي بطالبات منتظمات يسبق تسجيلهن، في العقيدة، أو الفقه، أو التفسير، أو الحديث، ويكون بالقراءة من كتاب محدد، وذلك بالاتفاق مع إحدى المتخصصات في العلوم الشرعية، التي تدّرس مثل هذه الدروس.
* إقامة محاضرة أسبوعية، ويفضل أن تكون وعظية، أو تتعلق بأحكام رمضانية.
* مسابقة الشهر العائلية. كأن تكون متنوعة، أو على كتاب: ( كالملخص الفقهي لابن فوزان أو مختصر السيرة النبوية لابن عبد الوهاب ). وغيرها.
* إخراج نشرة إخبارية راصدة لكلّ ما تم إنجازه وفعله، تكون عامرة بالفوائد، والتذكير، والشكر، ويمكن إضافة آراء المشاركات، وكتاباتهن.
4. للصغيرات:
* توزيع بطاقات ملونة لكلّ من يرى فيها التزام الهدوء ومواظبة الحفظ، ومن تجمع عدداً معيناً من البطاقات تكافئ.
* تعليم الطالبات أهمية المحافظة على نظافة المسجد والأجر في ذلك، ويمكن أن تقوم معلمتهن معهن - بعد انتهاء الحلقة - بجمع علب الماء الفارغة ونحوها في القمامة، ثم شكرهن على المحافظة على نظافة المسجد وطهارته.
5. أفكار إضافية ..
* الداعية الصغيرة، والهدف منه تدريب الصغيرات على الإلقاء، فيتم تحديد يوم تقدّم فيه إحدى ناشئات المسجد لتلقي كلمة من إعدادها تمّ الإطلاع عليها مسبقاً، فتتشجع على الإلقاء، وتنقد نقداً هادفاً بناءاً يجعل منها خطيبة بارعة.
* مثاليتنا، يتم فيه اختيار المحافظة على الصلوات، والحجاب الشرعي، والسمت الحسن، والجدية في الحفظ، والمواظبة في الحضور، وتكافئ في الحفل الختامي.
* حلقة الخادمات، هناك كثير من الخادمات يحضرن الصلاة، فلم لا تكون لهنّ حلقة خاصة، تعلمهن قصار السور، ولا بأس بتعليمهن مبادئ العقيدة الصحيحة، وأركان الإسلام، وطريقة الصلاة الصحيحة، وإعطائهن كتباً بلغاتهن المختلفة، فهنّ أخواتنا المسلمات، ولهنّ علينا حق الدعوة والتعليم.
* إطعام الطعام، بتحديد أيام يتم فيها إرسال بعض الطعام والفطور الرمضاني للأسر المحتاجة في الحي بالتنسيق مع الإمام.
* استضافة مؤسسات، يفضل التنسيق مع أحد المؤسسات الخيرية أو الدعوية، كالجاليات أو جميعات الصدقات، لاستضافة إحدى الأخوات منهم، تعّرف بنشاط الجمعية، وتوجهاتها، وأعمالها، واحتياجاتها، وسيفتح ذلك باباً عظيماً للصدقات في هذا الشهر المبارك.
* لقاء مع طبيبة، يمكن استضافة طبيبة نسائية، تجيب النساء عن أسئلتهن الصحية عن الصيام ونحوه، وستكون لفتة رائعة لنساء الحي.
* صندوق للفتاوى: وضع صندوق للفتاوى عند النساء ثم جمعها وإعداد الإجابات عليها بالاتفاق مع أحد المشائخ الكرام، ثم عرضها كل فترة ( ثلاثة أيام مثلاً) ، فإن لدى الناس كثيراً من الأسئلة – خاصة في رمضان – يحتاجونها في أمور دينهم لكنهم لا يجدون من يسألونه، فيتهاونون في ذلك، ومثل هذه الصناديق ستكون ميسراً لهم لمعرفة كثير من المسائل.
* دعوة النساء للإعتكاف: بشرط أن يكون المسجد مؤهلاً، ولا يكون في اعتكافها تضييع لأسرتها وبيتها، ويكون برضى ولي أمرها، حتى لو ليوم واحد لإحياء هذه السنة. وقد فعلتها أمهات المؤمنين من قبلنا رضي الله عنهن.
* أخيراً ,,
قال السلف: لأمر بدأه الإخلاص، فإن منتهاه القبول .. وقال الإمام مالك رحمه الله: ما كان لله بقي، لذلك يتأكد في هذه المحافل الاستشعار الكبير للمسؤولية والقدوة الحسنة، خاصة مع المقام الجماهيري الذي ستقفينه، فأنتِ ببرامجكِ ستُعرفين عند فئة غير قليلة من مرتادات المسجد، وسيكون في ذلك امتحاناً عسيراً لمنابذة الرياء، وكسر العجب، وإخلاص النية، وحسن السمت، وتواضع الجانب، وكريم الأخلاق .. فكوني بقدر ذلكَ كلّه!
أيضاً، تنبهي ألاّ يكون في أنشطتكِ إخلال بأي من:
1. حقّ الله تعالى، فلا تجعليها تأخذ الوقت كلّه وتصدكِ عن الصلاة وذكر الله وتلاوة القرآن والتعبد الخاص بكِ ..
2. حقوق الأسرة، والبيت وخصوصاً الزوج والأولاد، أو الوالدين، وصلة الرحم.
3. الأمور الواجبة، كوظيفتكِ أو دراستكِ، فتلكَ أمور تحاسبين عليها، أمّا نشاط المسجد فهو تطوعي تشكرين عليه ..
ثم تأكدي أختي العزيزة، أنّ الأمر ليس مقصور على زوجة الإمام أو المؤذن، بل هو مسؤولية على كل من وجدت في نفسها قدرة على القيام به، من جارة للمسجد، أو قريبة، أو مصلية، وثقي أنّ الله سيسهّل أمركِ، ويُعينكِ، وستجدين الثمرة عاجلاً بإذن الله ..
------------------------
* بعض الأفكار الإضافية اقتبست من شريط الشيخ د. إبراهيم الدويش (أربعون وسيلة لاستغلال شهر رمضان)
::صيد الفوائد::