إن للخطأ قيمته كما للصواب قيمته الواضحة..
دون أدنى شك أن يتجاوز الناس خطأك مهما كنت ..
فكما قيل " إن الخطأ أخ شقيق للصواب من حيث التعلم"
وهما في الوقت ذاته عدوان لدودان من حيث المبدأ وردة الفعل ..
سرعان ماتذروا الرياح في عقول الناس صوابك بعد مضي موقف الصواب ..!
ويبطأ ليخلد الخطأ قرونا" وقرونا"في أذهانهم ..
انه "عنصر البشرية" الناطق بكل لحظات العمر..
فلايدع للغفران أوسع من الشكر والعرفان المساحة الأكبر ..
فالتقييم القادم للخطأ في شتى مجالات الحياة:
أعنف بكثير من التقييم للصواب ..
والتهويل لإيصال مفهوم عقاب وجزاء من يخطئ أشد بالنظر لمكافأة من يصلح ويصيب ..
وتتزايد خطورة ذلك في حق الدعاة والمصلحين..
وذلك أن الناقد لخطأ ما بعاطفة تحتوشه فتنطق حينها شهوته وأطماعه ..
هو أكثر الناس عداء للمصلح..
فيتعلم الصغير قبل الكبير ..والمثقف قبل العامي.. والمتعلم قبل العالم ..فنون تخطأة من يواجه .
انها حياة الجهلة من الناس أن يضربوا في الارض نقداً بكل أسلوب ساذج لايعي عواقب مايفعل بالاحرى
(نقطة كثرها الجهلاء ) ..
فإن الخطأ هو الخطأ كلمة بملء الفم مفخمة بحروفها ..
عبارة عن كرة محشوة سبابا ومشاتمة..
وتعنيفا ومخاصمة..
جدلا ومراء..
يسبقها وابل من النوايا السيئة المقيته ..
إن العدو الخارجي مافتأ يزاول لعبته بمصطلحاته المنثوره هنا وهناك ..
فننخدع نحسبها تقييما لدعوتنا وأمتنا فنهرب لمراجعة الخطأ ..
وترانا نخرج بتوصياتنا فنعود لنقضها ..
ونلتقي في نقطة صلح ولإيام نقلبها نقاط اتهام..
بدعوى هو خطأنا ..
ورغم ذلك فالداعية يحمل نفسه أعباء الخطأ..
كونه خطأ في أصله لامنهج حياة..ودين
قال موسى :
(فعلتها إذا وأنا من الضالين) بفعله لا بدعوته واقراره هنا بجهله قبل العلم ..
فلا سبيل للخروج الى من يطمس عند بابه كل خطيئه لتعلو عند سلطانه ذرة من طاعة الا وحده سبحانه..
ليعجز من في الارض ان رحمته سبقت غضبه وعفوه سبق عقابه هنا يتعلم المصلح درسا في كل فعل يفعله
للعودة الى الخالق قبل فعله وبعده فإن أحسن فحمداً ونعمة وإن أساء فغفرانا وعفو
ألم تروا أن الله أبهم في هذا الموضع في قوله (التي فعلت) لا للخطأ بل للاصلاح .!