نحو قياده شابه
[FRAME="9 70"]ان لمرحلة الشباب لأهمية بالغه في تحديد مستقبل الفرد فهي المرحله التي تشعر فيها بان بامكانك فعل كل شي فانت قوي جريء لا ترى اقرب من الافق ... ففي العروق طاقة هائله وعنفوان بائن .
تماما مثل النارفهي ذات حدين , فبامكانك ان تحرق بها كل شيء وكل مفهوم يتعارض مع الطموح والجنوح وبامكانك ايضا ان تحصل منها على منافع كثيره من دفء وعون على تليين وتذليل المصاعب حتى الحديد علما انه ذو بأس شديد.
من هنا فان ثروات الشعوب والامم لا تقاس بما لديها من معادن وذهب وانما بما لديها من شباب . نعم هم الشباب , هم أغلى المعادن فبالامكان ابقائهم خارج مشاريع التنقيب عن العزه والكرامه , لا يرون النور وبالامكان ايضا تخصيص اكثر المنقبين خبره ومعرفه.
وأمهر الصاغه واتقاهم ليصوغوا منهم أغلى المجوهرات فان الامم لا تصاغ دون صياغه شبابها وان مستقبل أي أمه منوط بما لدى شبابها من طموحات ونماذج, وتاريخ الامه والحمد لله فيه الكثير من النماذج والقدوات التي طالما صاغها لنا الاعلام بصوره اما خياليه بعيده عن الواقع ,غريبه يستحيل بلوغها , واما هزيله سطحية لا تستحق التقليد.
ولكي لا نذهب بعيداً نقول وبعد تجربه متواضعه : ان اغتصاب الاوطان مر ولكن اغتصاب واحتلال العقل والمعتقد والطموح لهو امر من العلقم , لان العقل والمعتقد من مقومات الاستقلال .
فان كنت ابا او معلماً اسال من حولك من الشباب عن طموحاتهم ونماذجهم , فان كانت لديهم طموحات ونماذج انظر حينها هل هي اقرب الى التراب منها الى النجوم فان الذي يحلم بالقمم الشاهقه ويعد لها عدتها قد يصل على الاقل الى التلال ان لم يكن للقمة اما الذي يحلم بالثرى فلن يصل حتى الى اصغر التلال .
اما انتم معشر الشباب فان الفارق بين الحلم والوهم ليس كبيرا فالحلم مع توفيق الله ومع التدبير والسير والجهد هو اقرب ما يكون الى المستقبل الذي نريد ,اما الحلم مع التمني والتواكل انما هو الوهم الذي لطالما عاش فيه كثير من الناس والامم.
واخيرا , ان عظمة وكبر الانسان انما هي من عظمة وكبر المشروع الذي يخدم وان الانسان اصغر ما يكون عندما يخدم نفسه وكبريائه , وان الله سائلكم عن شبابكم فاين تذهبون .
[/FRAME]