<div align="center">من طبيعة الأنوثة العاطفة واللين، ومن طبيعة الذكورة الشدة والقسوة، ومن هنا كانت الأنثى ألين عريكة وأرق قلباً،
وأسلس قيادة، ولعل حاجتها إلى الرعاية والإنفاق، وضعفها عن تحمل الأعباء، وعنصر تكوينها المرن: جعلتها وديعة
الطبع، سريعة الإجابة، كثيرة الحذر. وقلما نجد بنتاً مشاكسة، جموحة، عاقة لأبيها، وإن تكن معاملتها لأمها في قليل من الأحيان قاسية سيئة.
والأم لضعفها وحنانها يطمع فيها أولادها ولا يحذرون بطشها، ولا يخافون أذاها. وإذا ضعفت الرهبة في القلب انبسط
اللسان بالكلام. ومع كل هذا فالبنت أشد عطفاً وحنواً على أمها، وأكثر رأفه ورحمة بإخوتها، وأرحم قلباً للناس. لذا فالأم
تفرح إذا ولدت بنتاً لتكون عوناً لها، وكاتمة سرها، فإذا تزوجت انقطعت معونتها، وانصرفت إلى زوجها، وهذه سنة الله
في خلقة، غير أنها لا تقطع من أهلها رباطها، وتبقى شريكة لهم في السراء والضراء، تشاطرهم الأفراح والأتراح.
دخل عمرو بن العاص على معاوية رضي الله عنهما وعنده ابنته عائشة فقال: من هذه يا أمير المؤمنين؟ قال: تفاحة
القلب. قال: انبذها عنك؟ قال : ولم؟ قال لأنهن يلدن الأعداء، ويقربن البعداء، ويورثن الضغائن. فقال: لاتقل ذلك يا
عمرو، فوالله ما مرض المرضى، ولا ندب الموت، ولاأعان على الأحزان مثلهن. وإنك لواجد خالاً قد نفعه بنو أخته. فقال
له عمرو: ما أعلمك إلا حببتهن لي.
أسال الله لنا ولكم التوفيق في الدنيا والاخره
وشكر الله لكم</div>