كان ذلك الابن شديد الغضب .. سريع الاشتعال .. لا يتمالك نفسه .. فيغضبها و يغضب غيره ..
قال له أبوه يوما من الأيام .. ( يا بني .. كلما غضبت و تصرفت بطيش و أغضبت الناس
أطرق في سور الحديقة مسمارا .. لا تنس ذلك !! فوافق الابن ..
في اليوم الأول طرق الابن 27 مسمارا !! .. و بدأ العدد يقل و يقل و يقل .. حتى وصل الابن
إلى ذلك اليوم الذي لم يطرق فيه مسمارا واحد .. و لكن بعد أن امتلأ السور بالمسامير !!
قال له والده : أحسنت يا بني .. و الآن كلما أحسنت إلى أحد من الناس و أدخلت
السعادة إلى قلبه أزل مسمارا من السور ) و بدأ الابن في تنفيذ أمر والده .. و مرت الأيااااااااااااااام ..
حتى أزال الابن كل المسامير ..
في هذه اللحظة اصطحبه الوالد إلى الحديقة .. و قال له .. الآااان .. أزلت كل
المسامير .. و لكن انظر إلى السور .. هل عاد إلى ما كان عليه في بادئ الأمر؟؟ .. لاحظ تلك الثقوب التي
أحدثتها المسامير .. ما زالت آثارها باقية!!
و كذا القلب .. يا أحبابي .. كم مرة تفوهنا بكلام جارح .. و كم مرة قلنا ما أزعج غيرنا .. نعم
هي زلات لسان ..
و لكن .. زلة اللسان أعظم من زلة القدم .. و كلم السنان يبرأ .. و كلم اللسان تبقى
آثاره ما بقي الزمن و مهما طال .