[FRAME="15 10"]أسم الله الواسع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا محمد صلى الله علية وعلى آله وصحبه ومن اقتفــى أثره وسار على دربه، واتبع شريعته ودعا إلى ملتـه ، وسلم تسليماً كثيراً..أما بعـد
نلتقى أخواتى في الله مع اسم الله ( الواسع )
وهو اسم من اسماء الله تعالي : ورد ذكره فىالقران الكريم
قال تعالى:{ ان الله وسع عليم }( البقرة 115 \ 246 \ 261 )
**يقول ابن قارس فى مقاييس اللغه:
( وسع) -( الواو-والسين -والعين ) كلمه تدل على خلاف الضيق والعسر ويقال: وسع الشئ واتسع والواسع الغنى والله الواسع أى الغنى والواسع الطاقة وهو ينفق على قدره وسعته.
وقال تعالى: فى السعه{ لينفق ذو سعة من سعته}
**ويقول ابن منظور فى اللسان:
السعه نقيض الضيق وقد وسعه, وشئ وسيع وواسع كوسيع وأستو سع الشئ وجده واسعاً وطلبه واسعاً .
ويقال أوسع الله عليك أىغناك قال تعالى:{ وأنالموسعون } أىأغنياء قادرون.
ــــــــــــــــــــــــ
"الواسع" فىاسماء الله تعالى الحسنى:هو الذى وسع رزقه جميع خلقه,ووسعت رحمته كل شىء وغناه كل فقر.
قال ابن الأنبارى:" الواسع "من أسماء الله تعالى:أى كثير العطاء الذى يسع لما يسأل.
ويقال الواسع: المحيط بكل شىء.
وقوله تعالى:{وسع كل شىء علماً}فقد أقترن أسمه تعالى(العليم) مع أسمه تعالى(الواسع فىقوله تعالى:{مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبله مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم}(البقرة)فتأمل قوله تعالى:كيف ذيلت الآيه بهذين الأسمين العظيمين الواسع والعليم بعد بيان فضل النفقه فى سبيل الله وبيان مطابقة الأسمين لسياقهما فلا يستبعد العبد هذه المضاعفه ولا يضيق عنها عطفه فأن المضاعف واسع العطاء.
مثل قوله تعالى :{من ذا الذى يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيره}
ومثل قوله تعالى:{ومثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله}أى فى طاعته ومرضاته وأولها إنفاقها فى سبيل الله فى الجهاد فالله واسع الفضل والعطاء فلا يتوهم المنفق أن تلك المضاعفه فيها نوع من المبالغة,لأن الله تعالى لايتعاظمه شىء ولا ينقصه شىء على كثرة العطاء ومع ذلك فهو"عليم" بمن يستحق هذه المضاعفة ومن لايستحقها فمضاعفته فى موضعها لكمال علمه وحكمته سبحانه وتعالى.
وقد ذكر سبحانه وتعالى:فى كتابه الكريم السعة بمعنى الغنى.قال تعالى:{ومن يهاجرفى سبيل الله يجد فى الأرض مراغماً كثيرة وسعة}(النساء 100
وذكر السعة فى المال فقال تعالى:{لينفق ذو سعةمن سعته}(الطلاق)
وقال :{وإن يتفرقا يغنى الله كلاً من سعته}(النساء)
وقال :{وعلى الموسع قدره} .وقال عن الأرض:{وأرض الله واسعة}
وقال عن التكاليف الشرعية:{لايكلف الله نفساً إلا وسعها}(البقرة ) فأن الله يكلفك من العبادات ما تقدر عليه بغير ضيق ولاعسر ولاحرج.
أقوال العلماء فى أسم الله الواسع:
وقال ابن تيمية رحمه الله: "الواسع" :الأرزاق تسعنا والتكاليف الشرعية نسعها.
وقال القرطبى رحمه الله: "الواسع "بمعنى التكاليف فى الدين أى ما جعل الله عليكم فى الدين من حرج.
أما فى الرحمة: قال تعالى :{وسع ربنا كل شىء علماً ورحمة}
و قال بعض العلماء: "الواسع "بمعنى: الجود والكرم فيدخل فيه المقدرة والصبر والعطاء والرحمة والمغفرة.
قال ابن جريرالطبرى:أن الله واسع عليم أى واسع يسع خلقه كلهم بالكرم والجود والله واسع بفضله ينعم به على من يشاء وعليم بمن يستحق العطاء.
قال الخطابى: "الواسع "بمعنى الغنى :وفى العطاء يقال يعطى من باب واسع قال تعالى لسليمان:{هذا عطاء ربك} فعطاء الله واسع وهو بعلم وحكمة وتقدير.
قال الحليمى: "الواسع" معلوماته ومقدوراته المنبسط رحمة وقدرة المنزه من النقص والعله فما من أحداً إلا يضيق صدره إذا سألته إلا الله عز وجل فرحمته وعطائه وسع كل شىء
يقول الغزالى: "الواسع ":من السعه والعلم أذا أتسع والقدرة فالواسع المطلق هو الله فمن ينظر إلى علمه فلا نهايه له ومن ينظر إلى غناه فلا نهايه له وكل سعة تنتهى فليست بسعة
يقول الأصفهانى: ومن أسمائه تعالى: "الواسع "فلا تجد أحد إلا وسعته رحمةالله وعلمه فكل شىء داخل فى رحمته وقدرته.قال تعالى:{أنما ألهكم الله لا إله إلا هو وسع كل شىء علماً} .
قال الزجاج رحمه الله:" الواسع " بمعنى الغنى ولكنه أبلغ منه.
يقول القرطبى رحمه الله :" الواسع "على عباده فى دينهم ولا يكلفهم إلا سعتهم.
يقول الأمام السعدي رحمه الله : "الواسع "الأسماء والصفات والأفعال والنعوت وما يتعلق بها بحيث لايحصى أحداً ثناءً عليه.
إخواني : لقد خاب من باع باقياً بفان ? وخطر في ثوبي متوان ? وتغافل عن أمر قريب كان ? وضيع يوماً موجوداً في تأميل ثان ? أما الجنة تشوقت لطالبيها ? وتزينت لمريديها ? ونطقت آيات القرآن بوصف ما فيها ? وملأت أسماع العباد أصوات واصفيها ? كأنكم بالجنة وقد فتحت أبوابها ? وتقسمها يوم القيامة أصحابها ? وغنت ألسن الأماني قريب قبابها بشرها دليلها غداً.روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : " قلنا : يا رسول الله ? حدثنا عن الجنة ما بناؤها ? قال : لبنة من ذهب ولبنة من فضة : ملاطها المسك الأذفر ? وحصباؤها الياقوت والجوهر ? وترابها الزعفران ? من يدخلها ينعم لا يبأس ? ويخلد لا يموت ? لا تبلى ثيابه ? ولا يفنى شبابه "
وأنت أخيتى فى الله مطالبه بأن تدعوه بأسمه" الواسع "عملاً وقولآً فالتوسعى من أخلاقك ولتوسعى من علمك ولتوسعى فى دينك ولتوسعى من مالك على من هم دونك وأما دعاء الثناء فهو واسع فى ذاته قال تعالى:{وقل ربكم ذو رحمة واسعة فهو واسع فى هيمنته وقدسيته ورحمته وقوته وقدرته سبحانه وتعالى .
أختكم في الله
طريق الشروق
__________________[/FRAME]