انها صافية اللون، لؤلؤية البريق، تتحدر على الوجنات، وتمتزج
بشهيق العبرات، إنها قطرات الدموع، مبدؤها قلوب مشفقة،
وعقول متدبرة، وألسن تالية، وشفاه مسبحة، ومن بعد عيون
دامعة، إنه بكاء الخشية والخوف، بكاء الرجاء والشوق، بكاء
التوبة والندم، بكاء الإدكار والاعتبار، بكاء تغسل به الدموعُ
الذنوبَ، وتمحو به العبراتُ السيئاتِ، لله ذلك البكاء، ما أجلاه
للقلوب، وما أزكاه للنفوس !