السلام عليكم ورحمة الله
هناك سبل معينة على تربية الأولاد، وأمور يجدر بنا مراعاتها، وينبغي لنا سلوكها مع فلذات الأكباد، ومن ذلك ما يلي:
1- العناية باختيار الزوجة الصالحة: فلايقدم على الزواج إلا بعد استخارة الله، واستشارة أهل المعرفة; فالزوجة هي أم الأولاد، وسينشئون على أخلاقها وطباعها، ثم إن لها تأثيرًا على الزوج نفسه; لذلك قيل:'المرء على دين زوجته'. وقال أبو الأسود الدؤلي لبنيه:' قد أحسنت إليكم صغارًا وكبارًا، وقبل أن تولدوا، قالوا: وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد? قال: اخترت لكم من الأمهات مَنْ لا تُسَبُّون بها'.
2- سؤال الله الذريةَ الصالحة: فهذا العمل دأب الأنبياء، وعباد الله الصالحين كما قال تعالى عن زكرياعليه السلام:{... قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ[38]}[سورة آل عمران]. وكما حكى عن الصالحين أن من صفاتهم أنهم يقولون:{...رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا[74]}[ سورة آل عمران].
3 - الفرح بمقدم الأولاد، والحذر من تسخطهم: سواء كان ذلك ذكرًا أم أنثى، ولا ينبغي للمسلم أن يتسخط بمقدمهم، أو أن يضيق بهم ذرعاً، أو أن يخاف أن يثقلوا كاهله بالنفقات; فالله هو الذي تكفل برزقهم كما قال:{... نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ...[31]}[سورة الإسراء].
كما يحرم على المسلم أن يتسخط بالبنات، ويحزن لمقدمهن، فما أجدره بالبعد عن ذلك; حتى يسلم من التشبه بأخلاق الجاهلية، وينجو من الاعتراض على قدر الله، ومن ردِّ هبته عز وجل .
ففضل البنات لا يخفى، فهن البنات، وهن الأخوات، وهن الزوجات، وهن الأمهات، وهن كما قيل:'نصف المجتمع، ويلدن النصف الآخر، فهن المجتمع بأكمله'.
ومما يدل على فضلهن أن الله عز وجل سمى إتيانهن هبةً، وقدمهن على الذكور، فقال عز وجل:{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ[49]}[سورة الشورى]. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ]رواه البخاري ومسلم. وقَالَ: [لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَيَتَّقِي اللَّهَ فِيهِنَّ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ] رواه الترمذي وأحمد.
4- الاستعانة بالله على تربيتهم: فإذا أعان الله العبد على أولاده، وسدده ووفقه؛ أفلح، وإن خُذل ووكل إلى نفسه؛ فإنه سيخسر، ويكون عمله وبالاً عليه، كما قيل:
إذا صح عونُ الخالق المرءَ لم يجد عسيرًا من الآمال إلا ميسرا