أحـــوال الــغـــارقــين .... مــشــاهــد ودمـــوع
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
يــسّـر الله لـي حضور محاضرة الشيخ / خالد بن محمد الراشد ..
وكان عنوانها : أحـــــــــوال الغــارقــين ،،
نــعــم إنــهـا أحــوال وأهــوال ،،،،
كــان الحــضــور فــي الـجـامــع مــتــمــيزاً ،، جــمع غــفــيــر وشــبــاب كــثــير ،،
~ ( أحـوال الـغـارقـيـن ) ~ .. مـشـاهـد ودمـوع !!
فــمــاذا ســمــعت ،، ومــاذا رأيــت ،،، يــالــهــا من مــحــاضــرة ،،
ويــالــه مـن مـحـاضر ،، بــكــى وأبــكــى ،،، أبــدع وأجــاد ،،
تـكــلم فـ أفــاد ،، لله درك أباعــبـدالله ،، كــعــادتك دائـماً مــتــميز ،،
كــلام يـخـرج من الـقـلب ويـصـل إلى الـقـلـب ...
دمــوع وآهــات ،،، أزيــز صــدور وأنّــات ،، ولــم تــكن تــوبة ولكــن أحسبها تــوبــات ،،
أنــاس بــحــاجــة إلـى ســيـاط الـقــلوب ،، بــحــاجــة إلى مــثــل هــذه الــمواعــظ ،، كحــاجــة الأرض الجــدباء إلــى المــطر....!!!!!!!
تــكــلم الشيخ بدايـةً عن أحوال بـعـض الغارقين ،، لـيـس الـغـارقـين فـي الـبـحـار ، ولـكن الـغـارقـين فـي بحـر المــعاصي والذنـوب ،،،
أحــوالــهم عــجــيـبـة غــريــبـة ،،، ينـامـون عـلى الأغـانـي ويـسـتيـقظـون على الألـحـان ،،
تراهـم يســـتـيقـظون قبيـل الـفـجر لرحـلة ولموعـد الطـائرة ،،
ولا يســيــقـظون لصــلاة الــفــجــر ،، ولربمـا تـخـلفـوا عـن أداء الـصـلوات ،،
ومن أحـوال الغارقين .. أنك تراهـم يــجــوبـون الــمــلاعــب طـولاً وعـرضـا ،، ركــضــاً وركــلاً وراء الـكـرة ،،
لا يكــلون ولا يــمــلون ،،
وفـي الـمـسـاجد حالـهم مـخـتـلف ،، تراهـم لايــستـطـيعون تأدية الـصـلاة على الـوجه الـمـطلوب ،، وربمـا تـعـبوا ولم يكـمـلوا ..
وتـجـد بـعـض الـغـرقـى ... عـنـد الإشــارات رافـعـين أصـوات الـمـسـجلات عـلى تلك الأغـاني ( مزامير الشيطان ) ،،
بـل ويتـمـايـلـون يـمـنـةً ويـسـرة ..
ومـن أحـوالـهـم ..أحوال الـغـارقين ،،تـجـد الـشـبـاب والـفـتـيـات فـي الأســواق..مـتـســكـعـين ،،
ولاهمّ للشــبــاب إلا مـلاحـقـة الـسـاذجــات وهـتـك أعـراض الـنـاس..
ومن أحوال الغارقــين ،،
أنـك تــراهــم يــعرفــون أســمــاء المــغــنـيـين والمـغـنيـات،، وأخبار الســاقطــين والســاقـطات ،،،
ولربـمـا عــرفوا عـنـهم الكــثــير وحتى أدق التفاصـيـل فـي حـيـاتـهـم ،،
ولايــعرفون عن ســيرة نـبـيـه صلوات ربي وسلامه عليه لايعرف أي شئ،،
ولاعـن الـصـحـابة ولا أمـهـات الـمـؤمـنـيـن رضوان الله عـلـيـهم أجـمـعـين ،،
شــبــاب ... هــذا حــالــهــم ،،
والأقــصــى يــلــوك جــراحــه ،،، وجــروح الأمــة كــثـيرة ،،،
وذكــر الــشــيخ حفظه الله ،، قــصــة مــؤثــرة ،، وكــان لــهــا أثــراً كــبــيـراً فــي نــفسه وفـي نـفـوس الـحـاضـرين ،،
وأذكـرهـا لـكم بإخـتـصـار خـشيـة الإطــالة ..
قـصـة ذلك الـشـاب الـذي هـداه الله للطـريـق الـمسـتـقـيم ،،
بــعـدها رجــع إلى صـحبـتـه السـابقة ، صـحبة الـسوء لنـصيـحتهم،، ذهب بمـفـردة وهـذا مـالايـنبـغـي خـشـيـة أن يؤثـروا عـلـيه..
تـكـلم مـعـهم يريد هدايةً لهـم ،، ولـكــن ... لم يـسـتـجـيـبوا لـه ،
وأخذوا يـعـنـفـونه وقـالوا بأنـك لـن تـسـتمـر فـي هـذا الـطريـق،،
وهـذا هـو حـال الـشـيـاطـين ، لايـريـدون الـخـير ولايـفـرحون لـتوبة أحد..
بــعد مـدة كــلـموه ،، وقـالوا نـريـدك أن تـسـافـر مـعـنا لإحـدى الـدول الـقـريبة ،، نـريـد أن نـشـتـري سـيـارة ،،
ونــريـدك أن تـذهـب مـعـنا لتـكـون إمامـاً لنا فـي الصـلوات ،، وتـعـلـمـنـا الجـمـع والـقـصر ،،
وتـرشـدنا ،، ( ولم يكونوا يقصدون ذلـك ) وكان هدفـهـم اغـوائه ،،
وكما قـيـل :
ودت الـزانـيـة لو أن كــل الـنـسـاء زوانــي
وذهـب مـعـهم المـسـكـين ،،
وعـنـدمـا وصلوا هناك ، ذهـب للــســهرات ومواطــن الـفـسـاد وجـلـس هذا الشاب في الشـقـة ،،
فمـا كـان مـنـهـم إلا أن أعطــوا بـغـياً فـاجـرة ، نـقـوداً وقـالوا لها : لكِ أضـعـاف مـضـاعـفـة إن أنـتِ اسـتـطـعتِ غـوايـتـه والإطـاحة بـه ،،
فـمـا كـان مـن هـذه الـفـاجرة إلا أن ذهـبـت لـه فـي الـشقـة وحـيـداً ،، ودخـلـت عـلـيه ،،
وأحـضـرت الـخـمر وشـريـطـاً للأغـاني الذي هـو بريـد الزنـا ( أجلكم الله ) ،،
وبـدأت مـعـه شـيـئاً فـشـيئا ( ومـا خلا رجل بامـرأة إلا وكـان الـشـيطـن ثالـثـهـما ) ،،
فـشـرب الـشـاب الـخـمـر وذهـب عـقـله ،، ووقــع مـع الـفـاجرة بـالـزنــا.. والـعـيـاذ بالله ،، حـتـى نــام تــلـك الـلـيـلة وهـو عـاري ..
وعـنـد بـزوغ الـصـبـاح أتـوا رفـقـة السـوء إلى الـشـقـة وإذا بالفاجـرة تـفـتح لـهم الـباب ،، وقـالوا : بـشـريـنـا .. مـا الـخـبر ؟؟
قـالت لـقـد سمـع الـغـنـاء وشـرب الـخـمر ووقــع بـالزنـا ،، وهـاهو نــائم وهــو عــاري ،، وهـي مـسـرورة بأن كـسـبت الـرهـان والتـحـدي ..
عـنـدهـا فـرح رفـقـة الـسـوء لـهـذا الـخـبر ....
ولـكـــــــــــن ..........
الـــفـــــــــاجــعــــــــــة والـمـــصــيــبة أن صـاحــبـهم .. (( مـات ))
عـلى حــالتـه تـلـك ...
مــــــات وهــو شــارب لـلـخـمـر وزانــي.... والله المــسـتـعـان ..
هـدم كـل ذلـك الـخـــير ،، بــلذة ســاعــة ولــحــظــات ..
عـنـد هـذه الـقـصـة المـؤثــرة وفـي أثـنـائـهـا لاتـسـمع إلا بُـكــاءً وبـكـاءً وبــكـــاء ،،
دمــوع حـــارة عـلـى الـخـدود ،،، أزيــز في الصــدور ،، تـســأل الله حُسـن الـخـاتمـة..
ذكــر الـشيخ حفظه الله فـي جـوانـب المـحاضرة آيــات فـي ذلك ،، آيــات يـقـرأها بـخــشوع ،،
وأحــاديــث من السُـنـة ،،
ولأول مــرة نـسـمـع الشيـخ مـبـحـوح الـصـوت ،، وذلك بــســبـب كـثـرة بكــاءه ،، وحصل هذا قبل نـهـاية الـمـحـاضرة ،، بـدقــائق..
أحـد الـحـضـور أغـمـي عـلـيـه أثـنـاء الـمـحـاضرة ،، ولـربـمـا كـان من كثـرة بـكـاءه..
وذكــر الــشــيخ حفظه الله ،، فـي نـهـايـتـهـا ،، قـصـة أخـرى لـشـاب صـلـى الـقــيـام مع الـشـيخ فـي مـسـجـده ،،
وكان كـثـير الـبكـاء ذلك الـشـخص وخـصـوصـاً عـنـدما قرأ الشيخ سورة الـدخـان،،
وذكر الشاب بعد تلك الصلاة قصة تـوبـته قبل شهر رمضان بـيـومـين ،، وكانت مؤثرة للغاية..
وذكر أنه كـان من أصحاب المـخـدرات والـعزف عـلى العـود والـغـناء ...
ولولا خشية الإطـالة لـسـردنـاهـا مـخـتـصرة ،، ولـعـلـهـا تـكون فـي مرة قادمة إن شاء الله ..
ومـن أروع الـمـواقـف فـي الـمـحـاضرة أن امـتـنـع الـشـيخ عن قراءة الأوراق التي يريد أصحـابها إن يجيب عـلـيـهم ،،
إلاّ ورقـــة واحــــــــــــــــدة ،،
مـفـادها ،، أن صــاحبــهـا يقــول :
أنــا شــاب كـافـر .. لاأصــلــي ولاأصــوم وأفـعـل الـمـحرمـات ،،
ومــن هــذه الـلـحـظة ( أُعــلــن تــوبــتـي ورجوعــي إلى الله )
فنسأل الله لنا ولهذا الأخ ولكم الثبات على الحــق حتى الــمـمـات ...
ولـقـد أطـلـعت بـعـد المـحـاضرة عـلـى تـلـك الأوراق الـتي وصـلت للـشـيخ ،،
أغـلـبـها من شبـاب يـحبون الشيخ خالد في الله ،،
ويذكــرون فـيـها أنهـم تابوا بفــضل الله ثـم بـفـضل شـريط الشيخ خالد الراشد بعنوان :
قــوافــل الـعــائــديــن ،،
وكــثــير مــنــهــم يــذكــر أنــه يريـــد التـوبة والإســتقـامة ويــســألون الشيخ الطريقة المثلى للثبات على ذلك ،،
وأيضاً رسائل كــثــيرة ممـن اســتـقاموا قريــباً ،، وغــيرهـا الكــثـير،،
حتى أن إحــدى الرسائل من شــاب مكونة مـن ثلاثة أوراق،، كتب فيها معاناته ويريد التوجيه...
وخــتــامـاً تـوجيه لـ ولــد الـسـيح ولك أنت يامـن تقـرأ ،، ولكِ أنتِ يامـن تـقرأين هـذ الأسطــر ..
أمــــــــــا آن لـي ولكم أن نـعـود إلـى الله أمــا آن أن تتــوب إلى الله تــوبةً نـصـوحــا ،،
لـنــعـزم مـن الآن ،، نــعــم لــنــفر إلى الله عــزوجل ،،
لــنــقــف ببابــه ونطــلب من الغفار سبحانه أن يــغـفـر لنا مـاقد ســلـف ،،
وأن يـعـيـنـنـا عـلى طـاعـتـه ،،، ولـنـسـع لـنـشـر ديـنـه ،،
ولـنـرفـع شــعـار :: نـعم لــلـهـدايــة .. لا لـلـغـوايــة..
أركــب ســفــيــنة الــنــجــاة وأنــضــم إلــى قــوافــل الــعــائــدين ،،
إلـى قوافــل الــتــائــبــين ::
عـذراً عـلـى الإطــالة ،،
ولــكــنــهــا مــشــاهـد ودمــوع أفرحــتــنــي ،،
أفرحتـنـي لأنـهـا دمـوع التـوبة والـنـدم ،، فأحببت أن أنـقـلـها لـكم ، لـتـعيـشـوا أحداثـهـا ،،
والله يـحـفـظـكم ويـرعـاكـم ..
وفـقـنـي الله وإيـاكـم لـكـل مـافـيه خـيـر ونـفـع ورفـع وعـزة لـهـذا الـديـن... آمــــــين